[align=right]
أحد الأشخاص معجب بـ والده كثيرا, حتى تحول هذا الإعجاب إلى تقديس .
مجموعة الأصدقاء لهذا الشخص يعتقدون أن هذا التقديس حق من حقوقه ولا لأحد منهم حق الاعتراض على إعجابه بـ والدة أو حتى تقديسه, وبالفعل هو حق من حقوقه التي لا ينازعه عليه أحد .
لكن هناك معضلة في تقديسه لوالده, فهذا الشخص بمناسبة وبدون مناسبة يُذكر أصدقائه ومن حوله بـ والده . يُذكرهم كم والده والد عظيم ونبيل وأن والده لم يتكرر عند أحد, وانه لم يرى في حياته مثل والده ودائما ما يستشهد بما يحدث بـ مقولات والده .
هذا الشخص له أشقاء وأخوه وشقيقات وأخوات .
شقيقة الأول يبلغ من العمر 32 عاما لا يحمل مؤهل الإعدادية فقط لأنه لم يكن يحب الذهاب إلى المدرسة . شقيقة الآخر يبلغ من العمر 21 يحمل الشهادة الابتدائية لنفس أسباب شقيقة الأكبر . شقيقته تبلغ من العمر 24 لم تذهب للمدرسة في حياتها وليس لديها هاتف نقال, ولم تذهب لمجمع تجاري منذ اكثر من 15 عاماً, وأختها لا تختلف عنها كثيراً, أما أخاه الأخير فهو لا يطيق شيئاً اسمه والده ويعيش منفي عن عائلته .
ولكن لهذا الشخص كل العذر فـ عيون التقديس عيون عمياء . فـ أنا لا أدري كيف أصبح هذا الوالد والداً عظيماً ونبيلاً .
لكن هذا الشخص ليس وحيداً, بل الكثير والكثير يفتك بهم هذا المرض .
يقدسون الأشخاص ولا يعرفون أن البشر لا يستحقون أكثر الاحترام وليس كل البشر يستحقون الاحترام .
الاحترام حل وسط وعادل لكل ما نتعاطاه, فهو لا يسلبنا قيمتنا, ولا يجعلنا عرضه لإصابة بفيروس التقديس .
التقديس يلقي بـ المقدسين للمهالك, فـ كل الأصنام والقبور والشخوص التي عُبدت دون الخالق في الدرجة الأولى كانت مقدسة بعيون مقدسيها, وتطور هذا التقديس وجعلوا أنفسهم وأبنائهم وأحفادهم خدم وعبيد لما قدسوه .
لا أدري متى يحل الاحترام مكان التقديس ؟ عل الضياع يقف عند حد ما قد يسهل على الأجيال القادمة شيء من مهمتهم ..
دمتم بخير,
[/align]
العرض الشجري