بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة,
كلما تطلق رصاصة أو تنفجر قنبلة أو يسقط صاروخ على إخواننا المسلمين..
فإن البعض يجزع ويخاف وعندما تأتي أخبار الموت !!
فإن المتلقي يدمع ويعتصرُ قلبهُ ألماً وحزنا على طفلِ يسقط جثةً هامدة وعلى رجلِ شامخ في حياته ينكسر بشموخ!!
وعلى مرأة عزيزة صامدة محتسبة..... تموت بعزها الأبي!!
...............................
بعد سنين طويلة من إستنزاف المشاعر العربية والإسلامية من قبل الصواريخ والقنابل الصهيونية التي تُنتج شلالات من الدم الفلسطيني الحار والذي يحرق مشاعرنا (ومن تبقى لديه مشاعر!!!؟؟؟)
جائت الأيام الأخيرة لتختبر مدى حساسية مشاعرنا من قبلهم فوجدوها تدب بالحياة ووجدوها حية قوية لم يضعفها تراكم الألم والحزن.... رغم أنه السلاح الوحيد والذي فُرض فرضاً على الشعوب العربية!!؟؟
ولكن هل ستستمر تلك المشاعر الحية بالحياة!!
أم أنها ستصدأ(بطريقة جديدة)!! من كثرة الإستعمال!!
بمثل صدأها من عدم الإستعمال!!!؟؟
.........................
يقال أن الكبت يولد الإنفجار... ولكن كم هي مدة الكبت!!؟؟
فلربما إستطاعت أجسادنا وقلوبنا أن تتحمل وتتحمل وتتحمل!!!
إلى أن تصل فترة الإنفجار فيكون الإنفجار صغيراً قصيراً محدوداً!!؟؟
هذا أذا إفترضنا صحة النظرية السابقة!
.................
البارحة كنت أقرأ كتاباً إستعداداً لإمتحاني غداً!!
فإذا بي أنظر لمشهد أليم لرجل إسعاف يحمل طفلاً فلسطينياً صغيراً ويتجه به نحو طوارئ المستشفى ... يجري به مسرعاً حتى وصل للسرير الأبيض ووضعه على السرير بسرعة فإذا ببعض من أجزاء جسده الداخلية قد خرج للخارج ومعالم أوجه الأطباء تقول ..... وداعاً أيها الشهيد الصغير!!
وبعدها مباشرة تحولت كاميرا القناة إلى منزل أحد القياديين والذي اغتيل مع أبنائة الأحد عشر!!!؟؟
وكلهم أطفال!!!
والكاميرات تنقل عمليات البحث عن الرجل وزوجاته وأبنائة صرخ أحد الأشخاص وأخذ يلوح بيده وكأنه قد وجد شيئاً........
نعم لقد وجد طفلة أو شبه طفلة أو جزئاً من طفل!!؟؟ رفعة وكأنه (لاشيء!!) قطعة إنسانية!!
وأخرجه من الأنقاض!!؟؟
موقفٌ شنيع موقفُ مريع!!
فنحن هنا نجزع لوفاة شخص وهو يكون قد توفى وفاةً طبيعية !!
وفاةً تحت سنة الحياة!!
طفولة, شباب, رشد, هرم,شيخوخة!!
ثم يموت الشخص وفق سلسلة طبيعية!!
فما بالكم بوفاة أحد عشر طفلاً في آن واحد وفي لحظةً واحدة وفي حالة مرعبة بعد الوفاة!!
.........................
بالفعل إنها تصدئةٌ للمشاعر وموتُ للقلوب بفعل الكبت الحاصل الناتج من الإغلاق الإقليمي الكبير!!!؟؟
.................
بعد تلك المشاهد التي حرقت قلبي وشغلت بالي!!
كما حرقت قلوب الكثيرين وأدمعت أعينهم...
رميت بكتابي بلحظة عجزٍ كبيرة...
أحسست بطعم ذلِ كبير و أحسست بضعفِ كبير وأحسست بطعم خذلان نفسي لي!!
والناتج من خذلان رؤسائنا لأهلهم!!!
.............
وأتت الضربةُ القاضية من فم الرئيس المصري اليوم حينما اعترف بإسرائيل واعترف بسيادتها لفلسطين واعترف بتحكمها على كل شيء وسيطرتها على كل شيء!! وأنهم فقط صورة لأأيدي خفية تُدير الموقف من خلف الستار العربي !!!؟؟
فبكلامه قد صرح بضعفه!!
رغم أنه في هذه الحالة يجب أن يقول العكس!!
...............
أي غباء وأي مذلة ؟؟
................
حينما يقول المثل:
الوقاية خيرٌ من العلاج
ونردد المثل كالببغاوات وبدون أي تمحيص لم يعني!!
والدليل أننا نطبق العكس!!؟؟
الفلسطينيون لايريدون صدوراً حانية تحتوي حزنهم!! وآذاناً صافية تسمع تأوهاتهم!! وألسنة تحمسهم!!
الفلسطينون كذلك لايريدون أدويةً تداوي جرحاهم وأموال تقضي إحتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة ثم بكل أُعطياتنا نقدم لحوماً بشرية عزلاء عارية لمدافع ودبابات وقنابل الإسرائيليين!!
فهم يريدون ويحتاجون إلى جوار أو بدل تلك المعونات !!
شيءً ما يحفظهم من آلة قتل وشيء ما يردعون ويدحرون به أعدائهم المتربصين!!
..................
أعجب من ردة فعلنا لحملة التبرعات!!
فهي أقل الإيمان!!
وأنا أرى أنها رغم إيجابتها إلا أننا لانجني منها إلا السلبيات!!
فنحن نحتفظ بحياة الفلسطينين لأطول فترة ممكنة بأموالنا!!!
بدون أن نسعى لإبادة من يحاول إنهاء حياتهم!!
...................
بعد كل هذا رميت كتابي ودموعي تتقاطر فدخل علي أحد الأصدقاء قال..
لماذا تدمع؟
قلت ألا ترى هذا!!
قال وماذا بيدك أن تفعل!!؟؟
قلت : وهل أضحك؟؟
قال: لا!! لاتبكي ولاتضحك!!؟؟
إحتفظ بمشاعرك ليومِ لاتستطيع كبتها فيه!!!؟؟؟
..............................
أنتم أيها السادة افهموا كلام صديقي ثم قيموه ثم خبئو مشاعركم!!؟؟؟
..................
هل تستطيعون تطبيق نظرية صديقي مع تلك الصور؟؟
العرض الشجري