[align=center]
رائحة الشوق
من مسارب جدران الصدود القاسية
ضوعت رائحتها
من قلب أقسم على أن لا ينساك
من نوافذ بصر...لم يعد يرى سواك
منذ رآك
من ثياب أرتديتها ذات مساء
بلونك المفضل
في عمق خزانتي
لم تشيخ ذاكرتها
بل تجهش برائحة الشوق
كلما وقعت عليها عيني
فأسرع لأطفأ أنفاسها
بعصف أبواب الخزانة
حتى لا يغشاني الشوق
مالي أراها
رائحة الشوق تلك
تحط صغيرة على مائدة الطعام
ملونة كزهور منمنمة
تتحلى بها أطباق الصين
ربما خبأت لها صوت رنينً حنون
في جلجلة الملاعق والسكاكين
حتى يصبح طعامي
شوقي إليك
وتصير
بسمتك
زهور المائدة الملونة
ووجهك مُرج
في ليال طويلة
تحسستها على الوسادة بجانبي
تحط خفيفة لا ترى
توشوشني
أسمع خفق اجنحتها الهادئة
فيما تفتح عيني الحب
وترشو بصري
بما كان يوما لها يوم منك
وفيما احضن وسادتي بقسوة لأسكتها
أترك لها مسامي تنسرب منها للروح
وريش الوسائد
تحشو ذاكرته
ألمحها رائحة الشوق
تتيه كدخانا شفيفا
يفر من روح الكتب
فوق الأرفف القاسية
يتدلى أحيانا من مصابيح السقف كضوء
ليغسلني به
وربما تناثر من بكاء نافورة
غرست في منتصف باحة البيت
تاركة مائها
يرشح الضفاف
بقطرات كاللهفة
تبرقش ظل خطوة كانت هنالك
ذات قمر
أتلبس شوقك واتركه يلبسني
وأمر من أمامهم لا يرونه
لكنه في الدم
كأنه مسّ
[/align]