[align=right]
ممن تؤخذ الحكمة ...
لا زلت أذكر عندما كنت أراجع تلك الدائرة لأنهاء معاملة توظيفي أتصل بي موظف من دائرة أخرى طالباً مني الحضور لإنهاء إجراءات توظيفي لديهم ....
فوقعت في حيرة من أمري ....
أي الوظيفتين التي تناسبني وأيهما الافضل ....
فكاعدتي حينما أحتار في أمر ما أستشير وأشاور وأسمع آراء الكثير من هنا وهناك لأستفيد من تجارب غيري ...
فأتفق الجميع ممن أستشرتهم من أهل العلم والمعرفة بأن الوظيفة الثانية هي الأنسب ....
ولكن أختلف عن رأيهم رأي ( الوالدة حفظها الله ) ... أمي التي حصلت مؤخراً على شهادة الأبتدائية من محو الأمية ( بتقدير ممتاز ) , فكان رأيها أن الوظيفة الأولى هي الأصلح والأنسب ....
وبعد تفكير لم يدم طويلاً توكلت على الله وأخذت برأي الوالدة رغم معارضة الكثير ممن أستشرتهم ويعنيهم أمري ...
فألتحقت في الوظيفة رغم إنشغال تفكيري في الوظيفة الأخرى وما هو الحال لو أني ألتحقت بها ....
فمرت الأيام تلو الأيام إلي أن جاء اليوم الذي بدأت فيه أجني ثمار تلك الوظيفة التي أيدتها أمي .... فحمدت الله بأن وفقني ويسر لي تلك الوظيفة ....
فعرفت حينها أن العلم والشهادات ليس دليلاً على المعرفة
وأن الدروس التي نتعلمها في المدارس لا توازي شيئاً أمام دروس الحياة ....
فكم من أُمي قاد رجال يملكون ما يملكون من شهادات وعلم ...
وكم من أُمي قد لجأ إليه أصحاب الشهادات والعلم لإستشارته ...
دمتم بود ,,,[/align]