[align=center]جلست على مقعدي لتناول القهوة الصباحية .. ونظرت لكتاب كانت اقرأه بين الحين والأخرى عندما أكون صافية الذهن
أو للهروب من صفحات المنتدى التي سرقتني بين واحة الحرف و القسم العام و الاجتماعي ..
بجانب الكتاب كان هناك علبة مغلفة بطريقة رائعة كانت بحجم الكف يكسوها اللون الأحمر المخملي و المطعم بخطوط ذهبية
وملفوف بشرائط حمراء اللون و حولها سلسلة ذهبية وعلى العلبة وردة حمراء أيضا يفوح منها عبير الورود
قمت بسحب الشرائط لأتمكن من فتح العلبة والتي يؤسفني أن لم أصورها قبل أن افسد منظرها ..
وجدت بداخلها علبة عطر راقي كان بوسط مجموعة من قطع الزهور المجففة المبعثرة حوله,
والتي ملئ عبيرها المكان مع موسيقى هادئة رومانسية تعزفها حركة غطاء الصندوق (العلبة) ,
الملفت للنظر أن على الغطاء من الداخل نقشت دعوة لحضور حفلة عقد قرآن ..
هذا نصه ..
[bor=FF3399]
دعوة
بعبير الزهور .. و العطور الفرنسية ندعوك سيدتي ..... لتكون وردة من ورود حفل عقد قراني
وتتويجي بتاج الجمال والعفة من السيد ...........
وذلك في قاعة...... يوم ...... الموافق ...
لا تنسي يا وردة من باقة ورود عرسي أبراز البطاقة المرفقة عند الدخول .
ونتمنى لأمهاتنا الكبيرات بالسن وللأطفال نوما هادئ وفراشا وثيراً.
ملكة هذا الحفل ............................. [/bor]
انتهى
بالإضافة إلى وجود كرت صغير جدا وهو عبارة عن بطاقة دخول للقاعة
..........................................
لم اعد اشعر بمذاق القهوة .. سرحت بعيدا جدا أفكر بوالدتي أطال الله بعمرها .. وبنفسي ..
برغم من أن الدعوة باسمي ولكن خشيت إن أكون من الأمهات الكبيرات بالسن أو قريبة جدا منهم ؟
توقفت قليلا أفكر إذا كانت بطاقة الدعوة لعقد القرآن فقط بهذا الشكل فماذا سيكون حفل الزفاف ؟
وكم كلفتها جميع هذه الدعوات ؟
وإذا كانت الدعوة خرجت بهذه الصورة فكيف سيكون الحفل نفسه ؟
برغم من انه ملئني الفضول لحضور الحفل إلا أن عبارة لأمهاتنا الكبيرات بالسن نوما هادئ وفراشا وثيرا استفزتني كثيرا ...!!!
إلى أي مدى وصل بنا حال التمدن و الحرية الشخصية هل جعلتنا لا نحترم الكبير ؟
هل وجود أمهاتنا أصبح محرجا ؟
أذكر تماما كيف كانت ردود الفعل حين يتضمن الدعوة ممنوع اصطحاب الأطفال
كان هناك من يرفض حضور الحفل و هناك من يغضب و آخر يجبر أهل الحفل لإدخال أطفاله
حتى تقبلنا عدم حضور الأطفال لمناسبات الزفاف أخيرا
وذلك بعد التطورات التي طرأت على القاعات من طاولات ومقاعد و ضيافة فاخره
وأطفالنا لازالوا لا يشعرون بالمسئولية ولم يتعلموا بعد قواعد التعامل في كثير من الأحيان
مما يسبب لنا الإحراج بالمثل هذه المحافل .
انتظرت حتى الساعة الـ 11 صـ حتى اتصل على والدة العروس وهي صديقة لي .. رن جهاز الهاتف ولم أجد إجابة
فأضطررت للاتصال على الجوال وبعد ثلاث رنات قامت بالرد على اتصالي دار معها هذا الحوار:
< السلام عليكم
> هلا وغلا .. وعليكم السلام
< كيف حالكم
> بخير الحمد الله
> بشري وصلتك الدعوة
< إيه مشاء الله مبروك أن شاء الله ,,, يس هذي مب دعوه هذي هدية
<<لو أهداه لي زوجي لعشقته مدا الحياة
> إيه هذا ذوق العروس
< بس الحقيقة استغربت من عبارة عدم أصطحاب العجائز
> ضحكت ... إيه شرطها
< خفت أكون من ضمنهم ؟ قلت أتأكد ... ههه
> بسم الله عليك توك شباب
< كم آخر حد توصلون بالعمر ؟
> ضحكت .. أدري انك تطنزين بس قسم بالله هذا رغبتها
< تراني متصلة عشان اعتذر.. لأني بكون مسافرة في وقت الحفل ...
> افاااا ما راح تحضرين ؟
< لا للأسف .. ولو مب ممنوع العجائز كان عطيت الدعوة الوالدة تحب هالحركات
< عشان تأخذ اجركم بالنصايح
> لا عااااد تكفين ... تعرفين عاد والله هذا اللي مخليها تمنعهم
تقول بستانس مع صديقاتي و قريباتي اللي بعمري ما أبي احد ينتقدني (ضحكت رقصت أرفعت رأسها تلفتت
ولا احد ينصح عاري ولا قصير أبي كل يأخذ راحته
< طيب ما أشوف ممنوع جوال الكاميرا
> تقول مب لازم أصلا كل اللي يبي جي معروفات و الحفل كله محفوف
< على العموم مبروك و الله يوفقها و ويسعدها ويهنيها
> آمين
وخلصت المكالمة
ومازالت علامات الاستفهام تدور فوق رأسي الأم نبرتها آسفة لقرار ابنتها لكن لا تريد إفساد فرحتها
أصبحت العروس المتصرفة الوحيدة في حفل الزواج ولا تقبل تدخل أي كان .
!!!
[/align]
العرض الشجري