يؤلمني ظن أحدهم بأنني ماضٍ للاتكاء على ما عندك ، فقد استطعت أن تشق لمائك مسيراً بين صخور أحرف الكثير من الأعضاء . وما ذاك يتحقق إلا لأحد شخصين : إما أن يكون واصلاً ، وإما أن يكون قد وصل ثم ضاع وهام على وجهه أعاذنا الله وإياك من الصنف الثاني .
جئتك يا أبا الطيب بعد أن بشّرت أمي ، فقد صرت من المرجفين !!
دعاني للمجيء سوء حالي ، وإلا ما الذي يدعوني للوقوف بالصف المقابل لسيفك ودرعك !!
فكّرت كثيراً لأجد لنفسي عذراً …
كيف لي أن أقف بوجه أخٍ أعرف حرفه تمام المعرفة ، وربما كانت ضغوط المشاركة أكبر من هم الإجابة على تلكم الأسئلة . فوقفت مع من أطلقت عليهم لقب ( المرجفين ) !!
وهو لقب يوجد لحامله باباً أوسع من التمسك بأبعاده التي تقص من جناحيه إلى أن يسقط متعللاً بقوة الرياح وسخطها عليه !!
هل كان موضوع سدحانيك وقصبيك هام لهذه الدرجة التي تجعلني أفكر وأفكر حتى مللت التفكير ؟!!
أم أن المسألة تتجاوز ذلك إلى حدٍ لا أراه الآن فهو غير بادٍ لي بينما تكون أنت بوضعٍ أفضل مني ؟!!
لن أقف عند النص الشرعي ، لعلمي بتفوقك عليّ في هذا الجانب ومهما كتبت وأتيت وبحثت سأجد نفسي شغوفةً لقراءة ما تكتبه أنت ، فقد يكون لاطلاعك الحد الفاصل بين نقاشٍ طال أمده حتى ظننت بسرمديته !!
ولو لم يكن بأحدٍ خير لما شاعت الرحمة بين الناس
فكيف بك تصف ذانك الرجلين بأوصاف الرحمة وهي موجودة بالأساس
ففي فرعون خير
وفي مسيلمة خير
وفي الحجاج كذلك خير
ولكنّ جانب الشر يطغى فيعدم ذكر الخير ويتلاشى
فهل سنقبل من أحدٍ تقديم أحد أولئك لفعلٍ صدر منهم ظاهره الخير وباطنه ؟!!
وهل كان الثنائي يظهران غير الخير ؟!!
عندما يتعامل الأذكياء مع أي قضيّة فإن موطن الشر باطناً ، وهذا ما يراه البصير وما لا يراه عامة الناس
ولكنهم في هذا العام جعلوا من أنفسهم فرجةً لعامة الناس ، فقد يكون لطمعهم بزيادة الغلة دور في ذلك !!
لن يأتي الشر واضحاً حتى يبتعد الناس عنه ، بل يأتي بثياب الناصح الأمين فيدس السم بالسمن ويمرض على أثره الكثير ويعجز الطبيب عن المداواة حتى لا يكون أمامه إلا شر دواء ألا وهو الاستئصال !!
يا أخي دعك من ذكر علماء الأمة فليس هذا الموضع صالحاً لذكرهم ، فكيف بمناقشة ما يقدّمونه !!
والله إني أخشى عليك من الوقوع بما يقع به أصحاب علمن صباح مساء قاتلهم الله أني يؤفكون !!
أخي أبو الطيب
هناك من يكلّف نفسه العناء والمشقة كي يوصل حقيقةً غائبةً
وما أبعدني وإياك عنهم
تصيبني الحسرة عندما أستمع إلى أحد البرامج المباشرة والتي تهتم بطرح الأسئلة
هناك إحساس داخلي وصوت خفي يقول لي :
لماذا لا تكون بمثل همة هذا الرجل أو هذه المرأة ؟
هل هم يغارون على الدين أكثر مني ؟!!
هل هم مسؤولون أكثر مني عن المجتمع المسلم ؟!!
هل هم أشجع مني في كل الظروف ؟!!
هي أسئلة تثقل كاهلي حتى أقف مع نفسي لأقول لها : إنهم أفضل مني !!
يتصلون ويبحثون ويوصلون الحقيقة
بينما أنا أستمع وأنصت وأنا ساكت وأحياناً حانق
ولماذا يفعلون ذلك ؟
إنهم الأفضل والأقدر على توصيل أصواتنا للعالم ليقولوا بصوت الواثق :
نحن لا زلنا نعيش معكم !!
كم وددت أن أتصل مرةً واحدةً لأقول :
فضيلة الشيخ بارك الله فيك
سؤالي : هو عن بعض ما نشاهد اليوم من كذا وكذا وكذا !!
لم أفعل ذلك ، لأنني أحس بقدرة غيري على فعل ذلك
بينما أنا أجيد الإنصات والاستماع !!
هؤلاء يا أبا الطيب هم المرجفون حقاً
وإن كنت تصفني اليوم لتطرقي لذانك الرجلين الطائشيين
فقد وصفتني معهم وأدخلت البهجة في قلبي
فهنيئاً لي بهذا الوصف الذي يقض راحة من يريد بديننا الهلاك !!
هي دعوة لأولئك الشجعان الأبطال
قفوا في وجوه المارقين والعلمانيين
أنتم صوتنا الذي طالما صدح في سماء الحقيقة
أنتم من يستطيع فعل ذلك عنا
فجزاكم الله كل الخير عنا
تحياتي بكل الود لأخي وعزيزي أبي الطيب
التاج في 7/9/1424هـ
العرض الشجري