لقد قام منتدي بريدة بتنظيم واعداد أمسية تثقيفية صحية نسائية ضمن فعاليات مهرجان بريدة الترويحي يوم الجمعة الماضي بميدان الملك خالد الحضاري
و بناء علي طلب من الأخوات اللاتي لم تسمح ظروفهن بالحضور سوف نعرض موضوع الندوة علي حلقات
و موضوع حلقتنا الأولي هو العادة السرية
والتي قد تبدأ مع بداية الشعور بالميل الجنسي عندما تبدأ علامات البلوغ في الظهور
ماهي العادة السرية ؟
معلومة سريعة عنها و قد تكون بعض الفتيات الصغيرات يقمن بها دون أن يعلمن أن ما يفعلنه هو العادة السرية
العادة السرية تتم عند الذكور بالإستمناء باليد وعند البنات بحك الأعضاء الجنسية الخارجية باليد أو بأي شيئ صلب
ما هي العوامل وراء تلك العادة السرية؟
العامل الرئيسي هو ضعف الوازع الديني في نفس الفتي أو الفتاة أو الجهل بأنها حرام
كذلك مشاهدة الصور والأفلام المثيرة للغرائز
و كذلك الفراغ والإضطراب النفسي والذي قد يكون بسبب التفكك الأسري و عدم الإهتمام العاطفي بالأبناء
ما هو حكم الشرع في هذه العادة السرية ؟
لقد كرم الله غريزة الجنس في الكتاب والسنة وأعطاها الرقي فوق جميع الغرائز لأن الهدف الرئيسي منها هو التناسل والتكاثر
و لقد حرم الله الاستمناء باليد أو العادة السرية
و لقد استدل الإمام الشافعي و من وافقه علي تحريم الإستمناء باليد بهذه الآية الكريمة :
" والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم " فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين
و قال تعالي :
" فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون "
و قال صلي الله عليه و سلم و هو لا ينطق عن الهوي :
" سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين و يدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا و من تاب تاب الله عليه الناكح يده والفاعل والمفعول به والمدمن الخمر و الضارب والديه حتي يستغيثا و المؤذي جيرانه حتي يلعنوه و الناكح حليلة جاره
ولقد حرم الله العادة السرية لما لها من أضرار صحية ونفسية علي ممارسها
فمن الأضرار الصحية للعادة السرية :
إنها تتسبب في العديد من الأمراض منها
ضعف النظر
اضطراب الهضم والجهاز الهضمي
الضعف الجنسي وسرعة القذف عند الرجال
وهي عامل رئيسي في أمراض أخري أو تقريبا عامل أساسي وراء كل الأمراض مثل السل أو الدرن ومرض الحمي الروماتيزمية و مرض الصرع وكذلك مرض السيلان
فنجد ممارس العادة السرية من البنين أو البنات
تظهر عليه علامات الإعياء أو الضعف العام وفقدان بريق العينين والشحوب أو اصفرار لون الجلد وعدم الإتزان في الجلوس أو الوقوف والرعشة في الأطراف خاصة الأيدي
بالإضافة إلي أمراض نفسية أخري مثل الإحساس المستمر بالذنب والعزلة و ضعف الثقة بالنفس و ضعف الذاكرة و الأرق مما يؤثر علي التركيز في التحصيل في الدراسة أو العمل
كذلك في البنات قد تؤدي إلي قطع غشاء البكارة
فإذا علم الوالدان هذه الأضرار ماذا سيكون موقفهما من الأبناء؟
يعني ما هو العلاج ؟
فيجب علي الآباء خاصة الأم مراقبة البنت و الولد خاصة في سن البلوغ والإقتراب النفسي منهم ومصادقتهم والتحدث الدائم معهم بحب وإعطائهم الأمان ليتحدثوا عن مشاعرهم دون كبت أو تهديد بالعقاب الذي قد يؤدي إلي نتائج عكسية و يجب أن تشرح الأم مضار هذه العادة السرية للأبناء و غرس تعاليم الدين في نفوسهم لكي يقلع الأبناء عنها بتقوية الإرادة المستمدة من حب الله والخوف من عقابه والرغبة في رضاه
كما يجب تشجيع البنات و الإولاد علي ممارسة الرياضة و شغل أوقات الفراغ بما هو نافع من ممارسة الهوايات وحفظ القرآن و تعلم اللغات
كذلك هناك وسائل أخري منزلية يمكن أن تقوم بها الأم قد تفيد في منع شعور الأبناء بالرغبة في هذه الممارسة مثل تغيير الفراش أو المرتبة التي ينام عليها الأبناء بمراتب صلبة و تغطيتهم ببطانية خفيفة وتقليل تدفئة الغرفة ونصح الأبناء بالإستحمام المتكرر بالماء البارد والحرص علي ممارسة الرياضة
كذلك الحرص علي ألا يشاهد الأبناء الصوروالأفلام المثيرة للغرائز و ذلك بمراقبتهم وحسن اختيار أصدقائهم و عدم السماح لهم في سن المراهقة بحمل جوالات ذات البلوتوث و الكاميرا
ولابد أيضا من توفير الجو النفسي المستقر للأبناء وتجنب الخلافات العائلية خاصة أمام الأبناء و عدم نقل التوتر النفسي عند الأم للأبناء ولا يجب أبدا
أن يستهين الآباء بالطلاق بل يحرصون علي ألا يحدث حتي لو اضطروا لتقديم بعض التنازلات من أجل استمرار التوازن النفسي للأبناء
وإلي اللقاء في الحلقات القادمة لنكمل باقي موضوع الندوة و الحلقة القادمة عن الإنحراف الجنسي
و أدعو الله أن نستطيع المساهمة في تثقيف أنفسنا وتهذيب سلوك أبنائنا و حمايتهم و دفع الضررعنهم وعن جميع أفراد المجتمع
العرض الشجري