[align=center]
يعتاد الواحد روتينه وسلوكه وأسلوب معيشته وتصرفاته اليومية فلا يريد تغيرها أو حتى تعديلها ، فلا يرى نفسه إلا بهذا الروتين أو بهذا السلوك أو بهذا الشكل والأسلوب !! .
ومهما قدمت له النصح والتوجيه والإرشاد يرفض ذلك رفضا قاطعا ويقول اعتدت على ذلك منذ أن عرفت نفسي ولا أكون سعيدا إلا بذلك .
المكان هو نفس المكان ، والعمل هو نفس العمل ، والصديق هو نفس الصديق ، والشكل هو الشكل ، وحتى الطريق لا يريد أن يغيره ، وكأن ما يفعله شي مقدس لا يجوز تغييره أو تنويعه .
أيضا في سفره وهي أحد أساليب التغيير أو هي من المفترض أن تكون ذلك !! ، لا يريد أن يغير نمط سلوكه وعاداته فيه ، فالجريدة يفتتح بها صباحه أن كان له صباح ، وريموت كنترول القنوات لا يفارق يديه ومتابعة الأخبار فرض لا تهاون فيه ، والسهر إلى الفجر كما هو لا جديد فيه ، والأماكن يكرر زياراتها ، وجواله لا يفارق إذنه مع رفقته وأصحابه من ديرته وجماعته .
فكل ما مر عليه لأول مره منذ ذلك الزمان هو ذا إلى الآن .
يا ترى ما السر في ذلك ؟ ولماذا يرفض هؤلاء الغير قلة في المجتمع التجديد والتجدد ؟
باعتقادي الشخصي أن هؤلاء ربطوا السعادة في هذه الأعمال وهذا الروتين ، فأن هم أرادوا التغيير خافوا أن يفقدوا السعادة .
رغم العكس هو الصحيح غالبا ، لأن عندما تغير إسلوبك وطريقتك وروتينك وحتى شكلك الخارجي ، قد تشعر بالحرج والخوف والقلق ، وبمجرد التغلب على هذا الموقف تشعر بالانتصار وحلوة التغيير ، وبالتالي تضيف إلى رصيدك الاجتماعي الكثير من المزايا مثل الثقة بالنفس وتجدد حياتك وقبلها الشعور بالسعادة البالغة ، لأنك قبلت التحدي حتى مع نفسك وتغلبت عليها .
عموما ليس لدي كثير حلول غير ما قلت ، لكني انصح كل من فكر أن يجدد حياته وأسلوب معيشته ، أن يسأل نفســه هــذا الســؤال :
ما الذي سأخسرة عندما أقدم على هذا التغيير أو التجديد ؟
وهذا السؤال بنظري كفيل بان يجعلك تتقدم للأمام ولن تنظر خلفك فغيرك ليس بأحسن منك !!
[/align]