[align=center]هنوف
تلك الطفلة الحالمة
تلك الصغيرة التي تراقصت يوما على اوراق الشجر المتساقط وتحلم بأن ترتقي تلك الاغصان حتى تعلو على الشجرة
كانت هنوف وهي طفلة تسرح في اقصى حلم لها
متى تكبر ؟ متى تطول ظفائرها ؟ متى ترقص مع الفتيات الكبيرات في الافراح متى تلبس الفستان الجميل
كان اقصى حلم لها ان تحتضن لعبتها وان تحافظ عليها من ايدي العابثين
ترعرعت وكبرت ولم تعلم ان الانسان مخلوق للكبد والمشقة
مسكينة هي هنوف
لم تكن تعلم ان تلك الاحلام الوردية اصبحت تتغير الوانها الى اللون الاسود فهي لاتراها
هنوف يكبرها اخوها عبدالرحمن
كان ابوهما صالحا وكان معتل في صحته
كبرت هنوف في كنف ذلك الشيخ الذي يقبلها كلما صحت من نومها ويحتضن بسماتها وضحكاتها ويحتضن اخطائها بنظرات
ة خجولة
لا احد يقترب منها والكل يخشى العنت معها فهي حبيبة والدها وزهرة في تلك الحديقة لايمكن لا احد ان يقتطفها
كبرت هنوف اكثر وبدأت على جسمها بوادر النضوج الأنثوي وبرزت مفاتن جسمها
لزمت الهنوف والدها في مرضه
يسافر اهلها وتبقى رهينة للمحبسين
محبس والدها ومحبس التقاليد التي لاترى للبنت قيمة او اعتبار
وفي يوم كئيب معتم تسودة غمامة سوداء تفجع الهنوف بوفاة والدها ويعلو وجهها كأبة سودا وتتوشح السواد لتقضي مابقي من حياتها رهينة ذلك القهر
كأنها كانت تحس بما سيؤولل اليه حالها وكأنها رأت القدر بين عينيها
امها كانت لاترى في البيت غير عبدالرحمن الذي يعتبر في مصطلح المجتمع صحوي متدين
لكنه صحوي متدين مع الأخرين فهو انسان شاذ مع اهله يسومهم سوء العذاب في الفاظه وتصرفاته خاصة مع تلك الزهرة التي بدأت ملامح ذبولها
وفي يوم من الأيام وبعد وفاة والدها رات هنوف ان عبدالرحمن يحوم حول نصيبها من تركة والدها
لم تكن هنوف غبية بل كانت فطينة تعي مايدور حولها وتعرف من يحبها ومن يكرهها
اوكلت اخيها من ابيها بنصيبها
علم عبدالرحمن بذلك فغضب واشتد غضبه ونحر الأخوة في قلبه حينما خلع العقال الذي يتوشح به على رأسه
ضربها
نعم ضربها حينما علم ضعفها
لقد اصبح مجرما حينما سولت له نفسه القضاء على تلكم الشجرة المباركة
هنوف : ما ااروعك حينما تتوشحين بالصبر امام طغيان الرجل
لا لا ليس برجل بل وحش قادم من الشرق
قادم بطغيان الرجل وجبروته وسلطته الفوضوية العارمة التي تجتاح حتى الأخوة
اجتاحت مشاعرك ياهنوف وقتلك احساسك بهذه الكلمة
ضربها بسياط العقال حتى ادمى جسدها وادخلت على اثر ذلك المستشفى
جلست اسبوع تعاني من اثر الضرب ومن الم العلاج ايضا حتى شفاها الله وخرجت لتعاني من جديد
تقدم لخطبتها شخص من منطقة اخرى فزجوا بها اليه تبكي وهي تتذكر قصيدة اليتيمة
اه واويلاه من عم ظلوم *** بعد مابويا رقد تحت التراب
كانت ترقب ليلة تعاستها وتناجي القمر الذي يبتسم لمحياها وكأنه يقول ان مع العسر يسرا
تزوجت ودخل بها ذلك المجنون
عاشت معه سنوات القهر والظلم والسنين العجاف
كانت تحلم بسنوات طالما عاشتها في طيف ابيض عندما كانت باحلامها الوردية
ضربها سجنها اساء الى اهلها لعنها شتمها
كان لايخرج بها الا بشق الانفس وبعد ان يستأذن اباه وامه
كانوا يحرضونه على ضربها واهانتها حتى كلت وملت
فكرت بالهرب بالانتحار
تذكرت ان الله حرم ذلك وان نفسها لله تعالى
اخيرا زارت اهلها
رفضت الرجوع معه
عبدالرحمن مرة اخرى يجبرها على الرحيل
تهرب الى خالها
يجبرها ويضغط عليها اخوها ويمسك بها من شعرها ويركبها سيارته ويسافر بها الى بيت زوجها مكسورة الخاطر
اخيرا
هذه قصة واقعية ليست من نسج الخيال توضح كيف يعيش هذا المجتمع بذكوريته وبفرضة لقراراته على من المستضعفات من النساء وعضلهن وسلب حقوقهن واكثر مايؤلم في النفس حينما يكون هذا الذكر يتسمى باسمة الملتزمين او المتدينين فيبتسم في وجه اصحابه وزملائه ويكفهر في وجه اهله ومن استأمنه الله عليهم فلعنة الله على تلك القلوب المتحجرة القاسية
دمتم بود ايها السادة [/align]