الموظف الذي رفع شعار
: ( راجعنا غدا. مر علينا بعد أسبوع.
المعاملة لم تنته) ليواري كسله وخموله.
يذهب وقته هدرا في المكالمات الطويلة
المملة المخجلة وفي قراءة الجرائد قليلة
الفوائد، وفي الأكل والشرب، ومقابلـــة
الأقارب والأصحاب، والخروج من الدوام.
الطبيب الذي يرى المريض
يقاوم الآلام ويصارع الأسقام، ثم لا يحرك
ساكنا، ولا يسكن ألما ينظر إلى المريض
بتبلد وجمود، ويعامله بلصف وصدود.
الولي الذي لا يغار على محارمه
فتراهن يخرجن متبرجات سافرات، وقد
كشفن أقدامهن وأيديهن، وحسرن الغطاء
عن شعورهن، وربما انتقبن بما يزيد في
الفتنة بهن، ويغري ضعاف الإيمان بالتطاول
عليهن .
المعلم الذي يرى التعليم وظيفة مملة
عقيمة، وليس رسالة عظيمة. فلا أثر له في
قلوب تلاميذه، ولا دور له في تهذيب سلوكهم.
الغني الذي يحمل هم تجارته وغم حساباته
ثم لا يحمل هم جوعى المسلمين الذين نهشهم
الجوع وأضنتهم الأمراض ، ودمرهم الجهــــل
وأردتهم المسغبة.
كل هؤلاء وأمثالهم وجودهم كعدمهم، وحضورهم
كغيابهم، وحياتهم كمماتهم.