المنتــكسون والليبراليون , مناصرة بعد فوات الاوان
كنت في الحقيقة افكر بكتابة مقالة عن المصادفة والمصادقة الفكرية بين فئتين فاشلتين تناصرا في وقت الهزيمة , بعد فوات الاوان , وقد تلاقحت افكارهما في وقت ركلهم الناس عن مجالسهم , وقد اكتشفوا خباياهم وابانوا عن ضحالة فكرهم , وكونهم لا يملكون مشروعا حضاريا ولا منهجا فكريا مؤصلا , سوى ما يظهر شهواتهم واهوائهم وتدليساتهم - حتى صادف ذلك مقالة كتبها احد هؤلاء الفاشلين عن ( غزله بالماسنجر ) , فقلت : هذا يكفي , ففي المثال ما يوضح المقال .
وعليكم ان تسحبوا أي خصلة ذميمة يفعلها هؤلاء وما اريد ان اصل اليه - بهذا المثال الذي فعله هذا الفاشل , حتى تتضح لكم القضية , وان قصة هؤلاء بكل مشاهدها وحلقاتها تحكي الانتكاسة الخلقية والاهواء الشخصية , وان ما يدعيه هؤلاء من الحرية الفكرية والخربطة العقلية انما هي تقعيدات لفسادهم وخللهم العقلي والخلقي لا اكثر , حتى يفكوا عن انفسهم صبغة الانتكاسة التي الصقها بهم الناس لما رأوا خسارات هؤلاء امام صراع الفكر والمناهج السليمة .
إن هؤلاء المساكين المنتكسين ايها الاخوة لن يعجز الشيطان ان يجد لأحدهم العذر في أي فاحشة يفعلونها , حتى في ( المغـــــــــازل ) بالماسن .
إذ ليست المشكلة في ايجاد هؤلاء العذر لانفسهم في أي قبيحة يفعلونها , لكن المشكلة في البعض حينما يستسيغ تلك الاعذار المكذوبة , وقد تصور ان مثل ذاك الفساد الخلقي عبارة عن محاورات او كتابات او مقالات ادبية , او من باب حرية الراي والفكر , وقد فاته ان ( المغـــــازل ) فاحشة , وإن سميت بغير اسمها .
ولو قلت له : لماذا ( تغازل بالماسن ) لكذب عليك ليمرر فساده بقوله : ان هذا من الخيال الذي لا احاسب عليه . او من حرية الراي والفكر , وقد نسي قوله عليه الصلاة والسلام : ما اختلا رجل بامرآة الا كان الشيطان ثالثهما .
ولو حاورته و ( حجّرت له ) و قلت له : ما رأيك بمن يتغزل بزوجتك او أختك بـ ( الماسن ) ويقول ان هذا من الخيال الذي لا احاسب عليه وليس بالامر الحقيقي , او من باب الكتابة الادبية والحرية الشخصية , فهل سيقبل بهذا ..!؟
ولو قيل لهذا المنتكس – يالله العافية - : مالذي غيرك , وين حرصك على الصلاة , وعلى النوافل , وين حضورك للمحاضرات , لماذا تتساهل بالمنكرات , لماذا خففت من لحيتك .. وغير ذلك , لقال لك : المسألة خلافية .!! مع علمه بقرارة نفسه ان ما يكنه في صدره هو الصواب ..!
فإذا عجز عن النقاش وصعبت عليه الحيلة استعان بأقرب مختل ليبرالي لكي يفك عنه الأزمة , حتى يقول لك : انتم لا تقبلون الا بالراي الواحد , او انتم تحتكرون الحق لانفسكم , مع العلم انه لا يمكن ان يتبنى شخص رأيا الا لانه يؤمن انه هو الحق , فماذا حدث لهؤلاء المغفلين ..؟
ولا عليك ان تجد انسانا يسب الانبياء ويصفهم بالفشل , و يفتح على نفسه باب الشهوات و ( المغازل ) بالماسن حينما تناقشه - ان يبدي لك ان فعله من باب فن الكتابة , او الخربطة الادبية ..!
ولا يفتْك ان هؤلاء لو لم يجدوا في إخوتهم الليبراليين بغيتهم وما يفك كربتهم عن مطاردة الناس لهم لانتكاستهم .. لأوجد لهم الشيطان بابا اخر , حتى ان بعضهم يفرح ان يوصف بالليبرالي حتى يقال انه يرى ان فعله هو الصواب وان الانسان حر بما يفعل , وحتى يجد لنفسه مخرجا له و ملاذا عن تدقيق الناس لافعاله ..!
فإذا رأيت مثل هؤلاء فاحمد الله ان عافاك مما ابتلى به غيرك وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلا .
واسأل ربك الثبات .
دمتم بخير