بعد زيارة قصيرة لأداء العمرة هذا الصيف لفت نظري كما كل عام الفوضى والتخلف واللامسؤلية
أين هذا؟ في مكة المكرمة تخيل عزيزي المشاهد
عفوا لست مقدمة لبرنامج الآن لكن تصوروا
قمة الاستهتار من قبل عوائل سعودية جاءت بقضها وقضيضها زرافات ووحدانا
وقد تطوعت مشكورة الحراسات الأمنية في خطوة مشجعة لهؤلاء الهمج بتقسيم ساحات المسجد الحرام إلى ثلاثة أقسام قسم عوائل وقسم نساء وقسم شباب
يا سلام رائع وجد العزاب أخيرا لهم مكان خاص
الأطفال يلهون بلعبهم ابتداء من البالونات وسيارات الريموت وانتهاء بالتزلج على الرخام
والعوائل تحلقت حول القهوة والشاي وقبله العصير وبعده العشاء
مكة المكرمة امتلأت عن آخرها بزوار من مختلف الجنسيات ولم نرى جلسات إلا من السعوديين ولن اخص مدينة بعينها لكي لا اظلم برئ ولكن يبدو أنهم من مختلف المناطق
أما من يريد المرور لأجل حاجة ما فلن يصل إلى مراده إلا بشق الأنفس بعدما يصطدم به الأطفال والسيارات بالريموت ولا يسلم من الأطفال الباعة ليعرضوا له البالونات والمناديل وحمل أغراضه
هذا بالكاد إذا وجد مساحة يمشي بها أصلا وإلا لو دخل الحرم ليقطع المسافة لكان أفضل
كنا في فندق قبالة باب العمرة ومعلوم أن تلك المنطقة الموسومة بالشامية أو( مأوى القصمان) أقول معلوم أن مطاعمها متخلفة وسيئة إن لم تتسمم منها لم تسلم من مغص يلازمك
وبالتالي لا يوجد مطاعم قريبة ونظيفة إلا في شركة مكة للتعمير وهذا يستلزم منك قطع الطريق مرتين يوميا ع الأقل لجلب قوت يومك فتخرج مزاجك جيد ولا تعود إلا بعد ساعة بمزاج عكر وجسم مجهد بفضل أولئك الرابضين وسط الطرقات ولم يبالوا بقول المصطفى (أعطوا الطريق حقه)
وكيف يراعوا حق الطريق وهم لم يراعوا شرف المكان وقدسيته فحولوا مكان الصلاة لحدائق بأقسام ثلاث
بل إن الإنسان إذا أدركته الصلاة وهو هناك في احد المراكز لا يستطيع الصلاة باطمئنان في الساحات المعدة خصيصا للصلاة وكيف يصلي في مكان نظافته معدومة بل عجز عمال الحرم وهم ينظفونه مرتين يوميا ع استمراره ولو لوقت الصلاة
تبا لهؤلاء الرعاع
ولم يكتفوا بذلك بل تراهم أطلقوا نظراتهم للغادي والرائح ليسجلوا قائمة بأسماء زوار الحرم
لهذا الصيف وكأني بهم قد أوكل لهم إعداد إحصائية للزوار
لكي يرجعوا بعدها إلى مدنهم ويرووا للجميع من راؤهم وهم مسافرين
اعلم أن معظم من يطلع هنا سيغضب لأنه منهم ولكن هذا هو الواقع والواقع لا يكذب
إذا كان هذا هو حال السعوديين في اطهر البقاع
فيا ترى ماهي مخازيهم عندما يغادروا ارض الوطن
لابد من ابتعاث 90% من السعوديين ع دفعات إلى أمارة دبي ليأخذوا دورات في فن الحضارة والرقي
ودبي الأقرب وإلا لو تم ابتعاثهم إلى اليابان أو بعض دول شرق آسيا لكانت الاستفادة أفضل
بدون تحية