السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
يقول شاعرنا العربي :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهنّـدِ
إن وقع الظلم عظيم ، وأثره على النفس كبير ، ولذلك حرم ربنا - تبارك وتعالى - الظلم على نفسه ، وجعله بيننا محرما . . .
لكن ما بالنا إن مسنا ظلم الأحبة والأقربين ؟
أولئك الذين كنا ننتظر منهم وقفة صادقة تهوّن علينا عناء الحياة ، وتسلط المُعادين . . .
لا شك أن المصيبة أشد وأنكى !
وهذا ما عناه شاعرنا في بيته السابق .
إن ما دعاني لتذكر هذا البيت هو الظلم الصريح الذي يشنّه كثير منا . . .
وعلى مَن ؟
على مَن كانت سببا في اجتماعهم وتآلفهم . . .
على ( بريدة ) الغالية على كل واحد منهم !
على أهل هذه المدينة الطيبين ، الذين ذاع صيتهم ، وعلا شأنهم في العالمين . . .
أنظنهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين ؟!
لا والله بل هم بشر خُلقوا من سلالة من طين . . .
يخطئون كما يصيبون ، ويتألمون كما يفرحون . . .
إن تربية ولد من أولادك تحتاج إلى سنوات طويلة ، تمرّ من خلالها بمدٍ وجزر ، تتطلب جرعات كبيرة من الصبر والتحمل . . .
فهل بعد هذا نطلب تغيرا لمدينتنا بين عشية وضحاها ؟!
أنا هنا لا أنادي بنبذ النقد البناء ، بل أطالب بالتريث وعدم القسوة ليكتمل البناء .
إن مدينتنا تحتاج لمن يقف معها ، ويشدّ من أزرها ، عملا دؤوبا مخلصا لا يعرف الكلل ، تريد من ينافح عنها أمام الخصوم ، لا بالكلمة الجارحة المتسلطة ، بل بصدق الانتماء إليها ، وبذل الغالي والنفيس لتتبوأ أعلى الرتب وأعزها . . .
وفي المقابل أظننا نرفض لغة التنازل والتمييع ، وترك الحبل على الغارب ، بحجة أننا يجب أن نتطور لنسابق غيرنا ونزاحمهم في هذا المجال ، حتى ولو كان على حساب ديننا الذي هو عصمة أمرنا . . .
لأننا في هذه الحالة أضعنا دنيانا وأخرانا .
أسأل الله التوفيق والسداد للجميع
العرض الشجري