واقع أي أمةعلى مدار التاريخ على اختلاف حقبه الزمانية،أو المكانيةلابد أن يكون له دور في تشكيل أفراده سواء بالسلب،أو الإيجاب.فالبيئة المتخلّفةتلعب دوراًفي صنع الانحطاط،والتراجع عن الركب، إليكم باختصارصفات نفوس تلك البيئة:
أولى الصفات. القهر: وينشأ بسبب طغيان الواقع النظري على العملي .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثاني الصفات:عدم الثقة بالنفس.ويبدولي أن هذه الصفةوليدشرعي للأولى.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!
ثالث الصفات:ازدواج الشخصية.وينشأ من جرّاء التركيز للقانون الاجتماعي المتخلّف على مايناقض القناعاعات الشخصية.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!
رابع الصفات الآنية:يصنعهاتوقّف الواقع عن الحركة،وإيثارالسكون،فالإنسان يعيش ليومه،وهوكغده.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
خامس الصفات الشعوربالدونية:وهي طبيعة المتخلف،ـ وهذا الشعورمرض يُرجى بُرْءه . _ إذاماخالطه عند ذلك المتخلّف الإعجاب بالذات.وفي رأي أن قول ابن خلدون عن ولع المغلوب بالغالب يتناول الثاني أكثرمن الأول.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!
سادس الصفات. طغيان الانفعال:وينشأ من الاحتفال بالجانب العاطفي على حساب العقلي،والفرق بين الاثنين أن الأول سريع التحرك،وسريع التوقّف أيضاً.والثاني على العكس.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سابع الصفات. الإسقاط:ويؤسسه التخلف باجباره الإنسان على التهرب من المسؤلية،وإلقاء التبعات على الآخرين.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!
ثامن الصفات.التعميم :وسببه فسادالتصوّر بحيث ينعدم الإنصاف إلا مع الموافق،بعكس المخالف ,فلايُتصوّر اجنماع السلب،والإيجاب،فيه، وقديتم تغليب الأول على الثاني حسب نسبةتلك المخالفة.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!
لاأطيل عليكم ولكن إليكم المقال بالتفصيل:
_______________________________
زمن التخلف كيف تكون النفوس
أن الواقع المعاش لأي أمة في أي حقبة من التاريخ أو بمعنى اصح الحالة السياسية والاجتماعية لابد لها أن تؤثر في كيان الأفراد سواءً بسلب أو بالإيجاب فلا يصنع التاريخ إلا النفوس السليمة التي كان للواقع أثر عليها ، سوف أتحدث إليكم اليوم عن النفوس في زمن التخلف ، الحقيقة التي لابد من البوح بها هو أننا من ضمن هذه النفوس التي لعب التخلف بها فهي إلى الجمود والهلاك اقرب لقد مر علينا عبر عصوراً ليست قريبة علامات الانحطاط والتراجع الحضاري وكانت البداية بعد قيام دولة السيف والملك العضوص وسقوط دولة الشورى والخلافة الراشدة ، فلا أحد ينكر ما للعامل السياسي من دور في صقل النفوس ، وما للاستبداد السياسي من قتل وسحق لكل نفساً شريفة ترغب أن تعيش كما خلقها الله حرة أبية ،ولقد أبدع الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد في رسم هذه الصورة ، فليس هناك شر من الاستبداد على النفوس السوية ، وإليكم صفات النفوس في زمن التخلف .
الصفة الأولى: القهر
أن القهر يخلق عندما يشعر المرء بعدم الانسجام مع واقعه ،شعارات ترفع وواقع مخالف نرفع شعار المساواة والتفرقة هي الواقع نرفع شعار العدل والظلم هو الواقع ، فعندما يجد المرء أن هذا هو الواقع المعاش واقع شعاراتي نظري التنظيم ، غير عملي التنظيم ، هنا تمزق صرخة ولادة هذا الكائن المشوه القهر أركان النفوس السوية ، تموت كل ملكة للإبداع ،ويضيع التميز بين ركام من البشر المحنطين .
الصفة الثانية : فقدان الثقة بالنفس
لعن الله التخلف فلاشي مثله في خلق اكو ام من اللحوم البشرية التي هي إلى الجمدات اقرب ،يائس بائس جاهل معدم متهالك فهل بعد ذلك تريد منه أن يكون واثقاً من نفسه كلا ورب السماء
الصفة الثالثة : ازدواج الشخصية
أما اكثر الأقنعة في هذا الزمان فلا ترى الوجوه الحقيقية بل أقنعة مزيفة من بسمة اللقاء إلى لحظة الفراق ، أن الظروف السيئة التي يحياها المتخلف على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي تجعل منه في محنة دائمة فالقانون الاجتماعي المتخلف يفرض عليه تصرفات ومواقف ليس لها رصيد في قناعته فالعامل أو المدرس عندما يجد المحسوبية ( الواسطة) والفساد الإداري والظلم الاجتماعي والنظم المطاطية ( التعاميم) التي يستطيع صاحب القرار أن يلعب بها فإذا أراد قال ممنوع وإذا أراد قال مطلوب وتجد الإدارة التي فيها ثلاثمائة موظف فيها ثلاثمائة نظام فإن هذا العامل أو المدرس لا يعمل بصدق و إخلاص إلا مادمت عليه قائما ، فإذا غابت الرقابة اختلف كل شي .
الصفة الرابعة : الآنية
أن للديمومة أبعاد ثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل وبين هذه الأنواع نوعاً من الترابط وحين يكون الإنسان في حالة سوية فانه يأخذ العبرة من الماضي والقوة من الحاضر ليخطو نحو المستقبل وفي زمن التخلف تختفي الأزمنة فلا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل اليوم كالغد والغد كاليوم توقف عجيب للزمن .
الصفة الخامسة : الشعور بالدونية
دائماً ما يشعر المتخلف أنه دون البشر ، والمصيبة إذا أصيب بالنرجسية مثلنا نحن العرب نعلم أننا دون البشر سياسياً واقتصادياً وعلمياً ألا إننا نطبل صباح مساء بالمجد الثائل ، وبالبطولات الزيرية ( الزير سالم ) التي لن تقتل ذباباً ولو اجتمعوا له ولن اذهب بعيداً الجانب الرياضي لقد قيل لاعب القرن حارس القرن منتخب الإنجازات والمهمات الصعبة وطبل يا مطبل وفي نهاية المطاف 8/0 ( يا حافظ ) أن الشعور بالدونية ليس مرضاً إذا كان حافز للعمل ولكن اشر من الورم الخبيث إذا صحبته النرجسية .
الصفة السادسة : طغيان الانفعال
يمثل الجانب العقلي والجانب العاطفي قطبي الرحى للنفس البشرية فالجانب العقلي يستخدم في إدراك القضايا وحل المشكلات والتنظيم ……الخ في الجوانب العقلية أما الجانب العاطفي فأنه يكون نبع التواصل الأسرى والاجتماعي ، والنفس المتخلفة لا تعرف الجانب العقلي أبدا تتحرك على رنين الخطب العصماء ثم ما تلبث أن تخمد، شاب يرى حادث فيتأثر ثم ينطلق إلى عالم التدين فيقصر الثوب ويطيل اللحية ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصعد المنابر ويلقي الدروس ويفسق هذا ويكفر ذاك ويهجر البيت و الأسرة بسبب التلفزيون وبعض المخالفات الصادرة من أهل بيته ، ثم ما يلبث أن يخف وهج التأثر في نفسه فيرجع إلى سابق عهدة ولكن هذه المرة اشد واشنع منه قبل الالتزام حيث انه في السابق على الفطرة أما اليوم فهو منافق عليم اللسان ، نحن عاطفيون في كل الأحوال في الحرب والسلم ، والعجيب أن الانفعالية تأخذ لدينا طابع الهيجان فالكل هاجوا ،أمام الجامع يكسر جدران المسجد بصوته من اجل مخالفة قد تكون من اللمم ، الدماء تسيل من أجل كلمة عارضة غير مقصودة ، ولعل المحاورات الفضائية بين مثقفينا خير دليل والمصيبة ( أنهم العيون المفتحة ) في زمن العمى
الصفة السابعة: الإسقاط
فلا أحد مسؤول ولا أحد يأخذ بزمام المبادرة شعارنا لست مسؤول ( ويش دخلني ) وإسقاط المسؤولية على الآخرين تخلف العرب سببه التآمر الخارجي والفقر سببه قلة الدخل وتخلف التعليم سببه المعلمون وهكذا حتى تصل ؟؟؟!!!
الصفة الثامنة : التعميم
لا إنصاف فرب غلطه تافه تنزل بك في دراكات الحساب الأليم ، تعمل وتجد وتجتهد طوال العام وقبل نهايته بأيام يحصل منك مالا يرضى عنه رئيسك المباشر فيخصف بك الأرض في تقرير الأداء الوظيفي ، الشعب الفلاني بخيل ، الشعب الفلاني منحرف ، وفي أحد الأيام كنت استمع للشخص يتحدث عن شعب من شعوب الأرض فقال أن هذا الشعب لا يوجد فيه النظام الأسري فالكل يعيش وحده وبعد الرجوع إلى صحة كلامه وجدت أن هذا الشعب من اعرق الشعوب في التقاليد الأسرية ، وفيه حالات قليلة مما ذكر لكن دون أن تكون ظاهرة
وإليك بعض الصفات التي قد يطول الحديث فيها لو فصلت فيها ،ولعل الله ييسر ذلك في القريب العاجل – المبالغة – الفضول – الإحباط – الظلم – التثبيط – الجمود – الأحادية – نصية الفهم …………إلى الخ
آسف أن كنت قد استخدمت بعض الكلمات العامية ، والتي لا احب أن استخدامها إلا في الأحاديث العادية لكن من أجل أن أضفى بعض التخفيف والمرح
وأيضاً ضرب بعض الأمثلة بالواقع السعودي لأني ابن هذا الواقع وأعرف ما فيه خلافاً للمجتمعات الأخرى ولا أعني أنها ظاهر أو أن هذه الظواهر فينا دون غيرنا إنما هي النفوس في زمن التخلف وأقول أني أمثل نفسي ولست مع أحد ضد أحد ولا اقصد عندما ضربت مثال بالالتزام أني ضد التدين أو المتدينين إنما اقصد أن الدين قد يفهم بشكل خاطئ في زمن التخلف .
للاستزادة راجع كتاب الدكتور الكبير عبد الكريم بكار الموسوم بـ(نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي)
http://www.wasatyah.com/vb/printthre...threadid=13870
__________________________________-
للجميع فائق تحيّاتي...