عجباً تجد أهالي بريدة يجمعون المساعدات ويحلون المشاكل في جميع أنحاء العالم في البوسنة وفي أفريقيا وأثناء الفيضانات في اندونيسا وغيرها ....
لكن عندما يوجد أحد أبناؤها في هذه المدينة يحتاج المساعده تجد العقوق لماذا ؟
" الرياض " طرحت معاناته.. وأحد أقربائه تعرف عليه
ماجد مريض نفسي لايجد أي تعاطف في بريدة

رفض مستشفى الصحة النفسية في بريدة استقبال مواطن يعاني من مرض نفسي شديد.. وكان المريض قد حضر للمستشفى برفقة أحد أقاربه الذي تطوع للذهاب به إلى جهات الاختصاص طالباً إيوائه ومعالجته ولكن جهوده لم تنجح - على حد قوله - ويوضح الشخص الذي رافقه إلى مستشفى الصحة النفسية (فضل عدم ذكر اسمه) أن قريبه (ماجد 26عاماً) أصيب بالمرض قبل نحو سنتين عندما كان يبحث عن عمل وكان يتنقل بين القصيم والرياض عن طريق سيارات الأجرة وبعدما يأس من الحصول على العمل وتدهورت حالته شيئاً فشيئاً حتى اختفى عن الأنظار قبل خمسة شهور. ويضيف: "قرأت ما نشر في جريدة "الرياض" الأسبوع الماضي عن شخص يسكن في مسجد في أحد أحياء بريدة ثم ذهبت إليه ووجدته وقد تغيرت ملامحه وطال شعره وأظافره ويبدو أن ملابسه الرثة باتت عليه من زمن طويل وكانت رائحته نتنة ثم أخذته وذهبت إلى محال الحلاقة التي رفض بعضها حلاقته ولكنني أغريتهم بالمال ما جعل أحدهم يقوم بحلاقته وتقليم أظافره ثم ذهبت به إلى منزلي وغيرت ملابسه وفي اليوم التالي ذهبت به إلى مستشفى الصحة النفسية في بريدة ولكنني فوجئت بعدم استقباله لأسباب غير مقنعة فتارة يقولون إننا لا نستقبل من ليس يحمل بطاقة شخصية وتارة أخرى يقولون إنهم لا يستطيعون إدخاله مع المرضى الذين يشكلون خطراً على حياته، ورغم محاولتي إقناعهم بإبقاء المريض لديهم حتى أتمكن من إحضار ما يثبت شخصيته لأنني في الوقت الحاضر لا أستطيع إحضارها فربما لا يكون له سجل مدني على الإطلاق إلا أن محاولاتي لم تجد معهم ولسان حالهم يقول أعده إلى مكانه. واستغرب قريبه مطالبتهم ببطاقة شخصية لمريض نفسي لا يعي ما يدور حوله ولا يتكلم ولا يعرف من هو وأين هو وقال: ما يثير الاستغراب أيضاً قولهم بأنهم لا يستطيعون إدخاله مع المرضى الذين يشكلون خطورة على حياته أليس المرضى غير مصنفين لديهم ولم يؤخذ بالاعتبار لمثل هذه الحالة.
وأشار إلى أنه ذهب إلى الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية التي رفضت هي الأخرى استقباله بحجة أنها لا تؤوي المرضى النفسانيين. وناشد الجهات المعنية التدخل السريع لعلاج قريبه مؤكداً أنه سيستجيب للعلاج، وقال: "منذ اليوم الثاني بدأ يتكلم وتحسنت حالته وهدأت نفسيته نوعاً ما وهو دليل على أنه سيستجيب للعلاج وتصلح حاله بإذن الله". وأشار قريبه إلى أنه تلقى أخيراً اتصالاً من الصحة النفسية في بريدة ترغب إعادة المريض إليها للنظر في وضعه ولكنه لا يعرف شيئاً عن المريض حتى الآن.
من جهته أوضح مساعد مدير مستشفى الصحة النفسية في بريدة محمد القاسم أن المستشفى لا يستقبل أي مريض لا يحمل إثبات هوية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفتح لأي مريض ملف في المستشفى بدون إثبات هوية. مشيراً إلى أن جميع الأوامر والتعليمات الموجودة لديهم تنص على ذلك، وأضاف: أكدنا على الشخص الذي كان مرافقاً مع المريض بأنه لا بد من إحضار إثبات هوية للمريض وأعتقد أن هذا شيء مقدور عليه وليس أمراً مستحيلاً.
وأكد مصدر مسؤول في الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية أن المختصين في قسم دار الرعاية أطلعوا على الحالة ووجد أن الشخص لا يتكلم ولا يتجاوب معهم ولم يستطيعوا أخذ منه أي معلومة وتبدو عليه آثار مشكلات أسرية سيئة ولكن مثل هذه الحالة غير مصنفة لدينا ونحن لا نستقبل إلا المسنين الذين تجاوزوا الستين عاماً بالإضافة إلى المعوقين والأيتام.
من جريده الرياض