قبل قليل وبالتحديد الساعة السادسه مساءا!
كنت في سوق الخضار أتجول لشراء بعض الحاجيات فلفت نظري ذلك الشاب الذي كان يوما من الآيام ( صييعا ) وإذا به ( بييعا ) وأين في سوق الخضار !!
السلام عليكم!!
وعليكم السلام !!
قبلة حارة من هذا الشاب لسماحتي !!
وبعد كلام ووداد!!
رأيته يقلبها بين يديه الخشبيتين تارة يضمها الى صدره وتارة يضربها ضربا غير مبرح على جنبيها وكأن ضرباته لها ضربات عروس تو قظ زوجها لصلاة الفجر !!
عجبا رأيت !! يلمسها لمسا حانيا وهي وادعة ساكنة تتربض بين حصير اسود أثر على بشرتها ومخشها مخشا عنيفا !!
ويل يومئذ له لقد أمرني أن تلامس يدي بشرتها وأن أقبلها أمام الملآ من الناس فصرخت في وجهه
لالا !!
ولم يهدأ له بال الا بإخراج سكين كانت في جيبه ليقتلها !!!
قتلها وبكل وحشية !!!
لكن قتله لها من ألذ القتائل وأسكب الموائد وأجمل من الخود في خدرها !!
قتلها فخرج منها رشف من الرحيق الآحمرالمصون !!
وإذ به مع ذلك يأمرني بر شف هذا الرحيق الزغرد جمالا وروعة !!
فلم أتمالك نفسي وأنا أرى ما أرى ! الا رشف رحيقها وسكبه في فيا!!!!
فجننت وسكرت حبا وغراما وهياما فأصبحت كمجنون ليلي هائم بليلاه !!
وحق لي ذلك وهي حبحبة أراها تتراقص أمامي وتريدونني الا أعشق !!!
لقد عشقتها وضممتها الى صدري ولو قال لي أبيعها لك بألف ريال !! لما ترددت !! فكيف وهي بعشر ريالات !!!
وقفت صامتا !!
دقيقة من فضلك أيها الشاب العاطل أما أن لك أن تخرج للسوق وتنظر الى هؤلاء الآبطال من أمثالك كيف حبسوا أوقاتهم بحثا عن لقمة العيش !!!
انظر الى جيوبهم ملآ بالدراهم ! وانظر الى نفوسهم تشع سرورا ! وانظر الى أجسامهم صحة وعافية وقوة !!
هم افضل من ذلك المسكين الموظف المأسور تحت أوامر المدير وغثاء الحجر والسجن وعقيدة التوكل على هذا الراتب الزهيد لايبدي ولا يعيد !!
ثم أنت أيها الشاب العامل في سوق الخضار تحية لك وألف تحية في الصباح عقيدة وفي المساء عقيدة !!
يارزاق أرزقني !!
تمتمات من أجمل التمتمات في العالم !!!!!
وأنتم أيها القراء !!
لقد أخذتني هذه الآ حلام بعيدا عنكم وأعود لآقول لكم !!!
لقد أشتريت هذه الحبحبات الثلاث وأنا لازلت متيم بهن !!
ومتيم بذلك الشاب الرائع الذي كان صائعا مؤذيا ليكون بائعا مؤدبا ويدغدغ عواطف كل مشتري بلمساته الناعمة لخدود البطيخ !!!!!
أنتهت المقالة وأنا لازلت متأثرا بقتله لتلك البطيخة المسكينه !!!
وبعد:هؤلاء الشباب الآبطال هنا في بريدة في سوق الخضار شكى لي الكثير منهم المضايقات من بعض موظفي بلدية بريدة تارة بالإبعاد من مكان الى مكان وتارة بمنع بيع الخضار الا في قاعة الخضار الصغيرة وتارة بالتهديد والتخويف من الغرامات وتارة وتارة وووو!!
لا أظن أحدا جاء هنا الا ليشجع الشباب على العمل ؟
وأين العمل من شباب تركوا ما ورائهم من فراغ ليملؤه بالعمل ثم يأتي أناس ليستخدم السيطرة والتطاول على هؤلاء المساكين !!
إنني أنا شد بلدية بريدة أن يتقوا الله في أولادنا وأن يتيحوا لهم فرصة العمل !! فهم حقيقة ابني وابنك وابن جارك !!!
ودمتم بعافية !!