خرجت جحافل الروم لمقاتلة المسلمين في معركة اليرموك
وكان الروم أكثر عدداً وعدة بقيادة القائد الداهية ماهان
واستعد المسلمون للقتال بإمكانياتهم المحدودة
وحين التقى الجمعان
خرج رجل شجاع مقدام قوي البنية والهامة من بين جحافل الروم يتبختر طالباً النزال من المسلمين !
فارتعدت منه فرائص كثير من المسلمين !!
ولم يجبه أحد !!
حتى تقدم خالد بن الوليد خشية أن تنهار معنويات جيشه
فأبى أمير الجيش أبو عبيدة أن ينازله خالد خوفاً على حياة خالد
العسكري المحنك وطلب منه أن يكف عن النزال !!
حتى لا ينهار الجيش إن أصابه مكروه
فتقدم شاب ملثم من بين الصفوف وكان عمره دون الـ 20 عاماً
لا يعرفه أحد سوى أنه من قبيلة الأزد اليمنية !
فقال للأمير أبي عبيدة بن الجراح هل تأذن لي أن أخرج لقتال هذا الرجل ؟!!
فهزت الكلمات قلب أبي عبيدة ثم قال له اخرج !
وعندما همّ بالخروج التفت إلى أبي عبيدة وقال له كلمة بكى
منها أبو عبيدة قال له : هل لك إلى رسول الله من حاجة ؟؟؟
( ذهب يريد الشهادة والموت )
فبكى أبو عبيدة حتى اخضلت لحيته وقال أقرئه منا السلام
وقل له أنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ً!!!
فانطلق الشاب اليمني المجهول
وهو يقول :ـ
لا بد من طعن وضرب صائب * بكل لدن وحسام قابض
عسى أن أفوز بالمواهب * في جنة الفردوس والمراتب
ثم خرج للرومي فتبارزا وما هي إلا لحظات حتى جندل البطل الرومي
صريعاً على الأرض ! فعلت صيحات التكبير عند المسلمين
وارتفعت معنوياتهم
فأخذ اليمني المجهول فرس الرومي وسلاحه وسلمها لمعسكر المسلمين
ورجع مناديا في عسكر الروم هل من مبارز ؟
فخرج له بطل آخر فقتله ثم الثالث فقتله ثم الرابع فقتله
وهم من أشجع فرسان الروم يومئذ
ثم خرج له بطل خامس فاختلفا ضربتين قتل كل منهما الآخر
ونال الشهادة رضي الله عنه وأرضاه
وقلب موازين المعركة
وحين سأل أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن أحداث المعركة أخبروه بشجاعة المسلمين حتى وصلوا لذكر هذا الشاب فقالوا له إننا لا نعرف اسمه
غير أنه من قبيلة الأزد اليمنية
فقال عمر رضي الله عنه وما ضره ألا يعرفه عمر !
فإن رب عمر يعرفه !!!!
العرض العادي
