مساء الخير سيد عبدالله
في البيئة التي نعيش فيها لم يتعود آباؤنا على التصريح بالحب ، ولم نلحظ ذلك منهم في حياتنا ونحن لم نزل بعد صغارا ، وهم بتعبير دقيق " كيودين " سواء الأزواج أو الزوجات ، اخترت كلمة " كيودين " لأنهم يحبون في الحقيقة ولكن هناك مكابرة ونوع من جفاف التعبير لايستطيعون الفكاك منه ، لايستغني بعضهم عن بعض وربما تشاجروا في المساء وقاموا صباحا هو في البلكونة ينتظرها وهي تعد القهوة فيحتسونها ويتحدثون وكأن شيئا لم يحدث ليلة أمس !
كلمة " تؤبرني " عند الشوام هي نفسها " عسى يومي قبل يومك " ولكنها جاءت حسب الشريعة النجدية

أما أنا فلا أظن أن الحب بمفهومه المسلسلاتي يجب حدوثه في علاقة مستمرة كالزواج ، هناك ألفة تحدث مع الأيام وود يتسرب إلى القاع وهو كفيل بأن يورث حبا ناشئا من غير شهوة عابرة أو نزوة متفجرة .
الحب موجود ولكنه يجيء بتعبيرات غير كلامية في بيئتنا من مثل الخدمة والقيام بشؤون الآخر ولذا فإن مؤشر هذا الحب يجيء عادة عند الفقد ، الفقد المؤبد أو المؤقت ، فتجده أو تجدها يسأل أحدهم عن الآخر ويكثر الاتصال به لأنه يخاف عليه وفي أحد تعريفات الحب أن " الذي نحبه نخاف عليه "
لا أنكر أن أحد الزوجين سيكتشف خلقا في صاحبه عسيرا أو مزعجا ولذا فقد عالجه الشرع كما في الحديث " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " والحديث الآخر " لا يجلد أحدكم زوجته في النهار ثم يضاجعها في الليل " بتعبير عن وضع حد متوازن في الحياة الزوجية لأنها حياة طويلة ومستمرة وقد يحدث فيها من الخصومة مايحدث .
تصور أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحب عائشة حبا يجعله يأخذ من يدها العظم ويتحين موضع فمها يهجرها شهرا كاملا وتكون هي في صف ويكون هو في صف ومولاه عليها الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير .
من وجهة نظري يجب تحرير محل النزاع أولا وذلك بأن نعطي التعريف المنطقي
للحب ، وحينها يمكننا أن نناقش هل هو موجود في الواقع أو منتفي .
وتحية ملؤها التقدير لك على موضوعك الجميل .