يتناقل الناس فيما بينهم هذه الأيام رسالة على جوالاتهم مفادها: " إذا أردت وظيفة فعليك أن تتحرى الأمطار وتذهب إلى الشعاب والأودية وتنتظر هناك حتى تجد عائلة غرقى فتهب لنجدتهم وإنقاذهم عند ذلك ستجد وظيفة".
توقفت أمام هذه الرسالة حائراً ومتأسفاً ومتسائلاً عن سبب انتشار مثل هذه الرسائل الساخرة في هذا الوقت أهو تنفيس عن حالة الكبت التي يعيشها الناس؟ أم أن شر البلية ما يضحك؟
يقولون في وقت الأزمات يتحول الناس إلى السخرية،والتنكيت التي يجدون فيها راحة مما يعانون،ويطرحون من خلالها آراءهم في قالب من السخرية والضحك بلغة موجزة ذات معان جد موحية.
ويبدو أن حادثة حائل التي رأيناها وقرأناها وبسالة الشباب الذين سارعوا بإنقاذ العائلة المنكوبة في الوادي إثر تساقط الأمطار الكثيفة،وما تبعها من ردود أفعال على مستوى الدولة ساهمت في فتح جرح لم يندمل أصلاً، وهو أين الوظائف ؟ وفيها رد على مقولة الوزير: "السماء لا تمطر وظائف"، ويبدو أن السماء فعلاً أمطرت وظائف فبعد سقوط الأمطار بكثرة وظهور شجاعة الشباب أوجدت وظائف لهم بسرعة.
فهل على الشباب أن يتحروا مساقط المطر، وبطون الأودية علها تمطر وظائف.
لدينا شباب مساكين يحملون شهادتهم يبحثون عن عمل كل صباح ولم يجدوا،وبعض المسؤولين للأسف يدندنون حول توظيف المرأة وفتح المجال لها ومساواتها بالرجل،في وقت يشكو فيه الشباب من جلوسهم في منازلهم بلا وظائف، فأي منطق هذا؟
أنا لا أعترض على توظيف المرأة لكن الشباب أولى بالوظيفة منها لأنهم سيكونون مسؤولين عن عائلة غدا،وتركهم بلا وظائف قد يساهم في تفشي الجريمة، ونحن نقرأ كل يوم خبراً عن القبض على عصابة تسرق المنازل أو المحلات وأعمارهم في العشرينات تزيد قليلا أو تنقص.
والعمالة تسعى في البلد فساداً وسيطرة على الوظائف.
فهل السماء تمطر وظائف؟ أقول ..........!!!هذا من عاجل