العودة   منتدى بريدة > بــــــــــــريدة > أرشيف المنتدى > مقتطفات من هنا وهناك

الملاحظات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-04-09, 06:23 am   رقم المشاركة : 1
ابوعبدالكريم
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابوعبدالكريم غير متواجد حالياً
حيات الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أبو عبيدة بن الجرّاح
أمين الأمة: من هذا الذي أمسكالرسول بيمينه وقال عنه:
إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بنالجرّاح.
من هذا الذي أرسله النبي في غزوة ذات السلاسل مددا لعمرو بن العاص،وجعله أميرا على جيش فيه أبو بكر وعمر.
من هذا الصحابي الذي كان أول من لقببأمير الأمراء.
من هذا الطويل القامة النحيف الجسم، المعروق الوجه، الخفيفاللحية، الأثرم، ساقط الثنيتين.
أجل من هذا القوي الأمين الذي قال عنه عمر بنالخطاب وهو يجود بأنفاسه:
لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيا لاستخلفته فانسألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله
انه أبو عبيدة عامر بنعبد الله الجرّاح.
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولىللإسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة فيالهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف إلى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهدجميعها، ثم ليواصل سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبةخليفته أبي بكر، ثم في صحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا وراء ظهره مستقبلاتبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.
عندما بايع أبو عبيدة رسول الله صلىالله عليه وسلم، على أن ينفق حياته في سبيل الله، كان مدركا تمام الإدراك ما تعنيههذه الكلمات الثلاث، في سبيل الله وكان على أتم استعداد لأن يعطي هذا السبيل كل مايتطلبه من بذل وتضحية.
ومنذ بسط يمينه مبايعا رسوله، وهو لا يرى في نفسه، وفيأيامه وفي حياته كلها سوى أمانة استودعها الله إياها لينفقها في سبيله وفي مرضاته،فلا يجري وراء حظ من حظوظ نفسه, ولا تصرفه عن سبيل الله رغبة ولا رهبة.
ولماوفى أبو عبيدة بالعهد الذي وفى به بقية الأصحاب، رأى الرسول في مسلك ضميره، ومسلكحياته ما جعله أهلا لهذا اللقب الكريم الذي أفائه عليه،وأهداه إليه، فقال عليهالصلاة والسلام:
أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجرّاح.
إن أمانةأبي عبيدة على مسؤولياته، لهي أبرز خصاله.. ففي غزوة أحد أحسّ من سير المعركة حرصالمشركين، لا على إحراز النصر في الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياةالرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريبا منمكان الرسول.
ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغياوعاديا يريد أن يطفئ نور الله. وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركةبعيدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته.. بلهما متجهتان دوما إلى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرصوقلق.
وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع منموقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أنينالوا من الرسول منالا
وفي احدي جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوتهأحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر فيموقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه إذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيبالنبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صوبرسول الله فرأى الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول الأمين يمسح الدم بيمينه وهويقول:
كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم إلى ربهم
ورأى حلقتينمن حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخلا في وجنتي النبي، فلم يطق صبرا.. واقترب يقبض بثناياه على حلقة منهما حتى نزعها من وجنة الرسول، فسقطت ثنيّة، ثم نزعالحلقة الأخرى، فسقطت ثنيّة الثانية.
وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصديقيصف لنا هذا المشهد بكلماته:
لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليهوسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى إذاتوافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني،فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليهوسلم.
فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة احدي حلقتي المغفر، فنزعها، وسقط علىالأرض وسقطت ثنيته معه.
ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت.. فكان أبوعبيدة في الناس أثرم (أهتم منزوع الثنيتين(
وأيام اتسعت مسؤوليات الصحابةوعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها دوما بصدقه وبأمانته
فإذا أرسله النبي صلىالله عليه وسلم في غزوة الخبط أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليسمعهم زاد سوى جراب تمر.. والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل أبو عبيدة واجبه فيتفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم حفنة تمر،حتى إذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب كل واحد إلى تمرة في اليوم. حتى إذا فرغالتمر جميعا راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليهالماء.. ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط.
لقد مضوا لا يبالون بجوع ولاحرمان، ولا يعنيهم إلا أن ينجزوا مع أميرهم القوي الأمين المهمة الجليلة التياختارهم رسول الله لها .
لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمةأبا عبيدة كثيرا.. وآثره كثيرا.
ويوم جاء وفد نجران من اليمن مسلمين، وسألوهأن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والإسلام، قال لهم رسول الله:
لأبعثنمعكم رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين.. حق أمين.
وسمع الصحابة هذا الثناء منرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسولعليه، فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه.يقول عمر بن الخطاب رضي اللهعنه:
ما أحببت الإمارة قط، حبّي إياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت إلىالظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عنيمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليراني.
فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أباعبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة.
إن هذه الواقعة لا تعني طبعا أن أبا عبيدة كان وحده دونبقية الأصحاب موضع ثقة الرسول وتقديره.
إنما تعني أنه كان واحدا من الذين ظفروابهذه الثقة الغالية، وهذا التقدير الكريم.
ثم كان الواحد أو الوحيد الذي تسمحظروف العمل والدعوة يومئذ بغيابه عن المدينة، وخروجه في تلك المهمة التي تهيئهمزاياه لانجازها.
وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاشبعد وفاة الرسول أمينا.. يحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض لو اغترفوا منهاجميعا..
ولقد سار تحت راية الإسلام أنى سارت، جنديّا، كأنه بفضله وبإقدامهالأمير.. وأميرا، كأن بتواضعه وبإخلاصه واحدا من عامة المقاتلين.
وعندما كانخالد بن الوليد.. يقود جيوش الإسلام في إحدى المعارك الفاصلة الكبرى.. واستهل أميرالمؤمنين عمر عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد.
لم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوثعمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاويا عليه صدر زاهد،فطن، أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم.
وآنئذ، تقدّم إليه في أدب جليلبكتاب أمير المؤمنين.
ويسأله خالد:
يرحمك الله يا أبا عبيدة: ما منعك أنتخبرني حين جاءك الكتاب.
فيجيبه أمين الأمة:
إني كرهت أن أكسر عليكحربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في اللهإخوة
ويصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت إمرته أكثرجيوش الإسلام طولا وعرضا.. عتادا وعددا.
فما كنت تحسبه حين تراه إلا واحدا منالمقاتلين.. وفردا عاديا من المسلمين..
وحين ترامى إلى سمعه أحاديث أهل الشامعنه، وانبهارهم بأمير الأمراء هذا جمعهم وقام فيهم خطيبا.
فانظروا ماذا قالللذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته.
يا أيها الناس.
إني مسلم منقريش.
وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني فياهابهّّ ,
حيّاك الله يا أبا عبيدة.
وحيّا الله دينا أنجبك ورسولاعلمك.
مسلم من قريش، لا أقل ولا أكثر.
الدين: الإسلام.
والقبيلة: قريش.
هذه لا غير هويته.
أما هو كأمير الأمراء، وقائد لأكثر جيوش الإسلامعددا، وأشدّها بأسا، وأعظمها فوزا.
أما هو كحاكم لبلاد الشام،أمره مطاع ومشيئتهنافذة.
كل ذلك ومثله معه، لا ينال من انتباهه لفتة، وليس له في تقديره حساب.. أي حساب .
ويزور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشام، ويسأل مستقبليه:
أين أخي
فيقولون من
فيجيبهم: أبو عبيدة بن الجراح.
ويأتي أبوعبيدة، فيعانقه أمير المؤمنين عمر.. ثم يصحبه إلى داره، فلا يجد فيها من الأثاثشيئا.. لا يجد إلا سيفه، وترسه ورحله.
ويسأله عمر وهو يبتسم:
ألا اتخذتلنفسك مثلما يصنع الناس.
فيجيبه أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين، هذايبلّغني المقيل
وذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج فيالمدينة شؤن عالمه المسلم الواسع، جاءه الناعي، أن قد مات أبو عبيدة.
وأسبلالفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع.
وغاض الدمع، ففتح عينيه فياستسلام.
وترحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنانصابر.
وأعاد مقالته عنه:
لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت إلا بيتا مملوءا برجالمن أمثال أبي عبيدة .
ومات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنيةالفرس، واضطهاد الرومان..
هناك اليوم تحت ثرى الأردن مثوى رفات نبيل، كان مستقرالروح خير، ونفس مطمئنة..وقد أقامت الحكومة الأردنية مجمعا إسلاميا كبيرا بجوار قبرالصحابي الجليل وسواء ذهبت إلي الأردن أم لم تذهب فانك إذا أردت أن تبلغ قبرالصحابي الجليل فلن تكون بحاجة إلى من يقودك إليه.
ذلك أن عبير رفاته، سيدلكعليه.
سلام على أبو عبيدة بن الجرّاح.
سلام عليه في محياه،وأخراه.
وسلام.. ثم سلام على سيرته وذكراه.
وسلام على الكرام البررةأصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.






رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 09:52 am   رقم المشاركة : 2
ل د ع
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ل د ع غير متواجد حالياً

يعطيك ألف عافية وماقصرت على المعلومه الجيدة







التوقيع

https://buraydh.com/forum/showthread.php?t=211829

رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 01:11 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة