مللت زيف الأقنعة
أقنعة ألبسها
الواحد تلو الآخر
تختفي ورائها
ذاتي الحزينة
أقنعة
ترتسم عليها ملامح
وانفعالات مختلفة
لا أشعر بأي منها
أقنعة أرتديها
فقط لإرضاء من حولي
لئلا يشعروا بالضيق مني
ولئلا يضايقوني
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع الابتسامة) •._.••`¯•.¸¸.•`
وأي قناع هذا
الابتسامة هي حركة
لعضلتين فقط من عضلات
لكنها لا تعبر بالضرورة عن السعادة
كثيراً ما أبتسم
وفي عيني احتبست الدمعة
وفي قلبي بركان حرقة
وفي صدري ألف زفرة
كثيراً ما ابتسم
لمن هم في حقيقة الأمر
صناع مصائبي وهمومي
الابتسامة هي قناعي الذي أرتديه دوماً
قناعي الذي كاد أن يهترئ
وكلما هممت بالتخلص منه
تذكرت قول الحبيب –صلى الله عليه وسلم-
(( تبسمك في وجه أخيك صدقة ))
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع المحبة) •._.••`¯•.¸¸.•`
على الرغم من كل شيء
وعلى الرغم من أنفي
فأنا "أحبهم"
هكذا يجب أن أكون
هكذا هم يظنون
صحيح أنني أكن لهم بعض المودة
و أظهر لهم حقيقة
كل ما يكنه قلبي من تلك المودة
إلا أنهم متيقنون أني أعجز عن التعبير
عن المحبة العظيمة التي تملأ فؤادي
على الرغم من سوء المعاملة
والظلم والافتراء
والسباب والشتائم والمهازل
يلبسونني قناع المحبة
وأنا أعلل لنفسي
بأن الأخوة في الدين
تصنع بيننا
جسور محبة
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع الشكر) •._.••`¯•.¸¸.•`
"إنهم أناس رائعون
قدموا لي الكثير والكبير
مما لا يسعني شكرهم عليه"
على الرغم من بساطة ما فعلوه
وقِلّته
يظل ما يفعلونه شيئاً أسطورياً
يشاد به في المجالس
ويذكر في المحافل
وأنا لا أفعل شيئاً يذكر
بمقارنة فعلهم جماعة.. بعملي الفردي
أنا لم أؤدِ شيئاً
خدماتي يعتبرونها تفاهات
بل يصل بهم الحال أحياناً
إلى أن يمنوا علي لأنهم طلبوا مني خدمتهم
فخدمتهم شرف لي
ويجب علي أن أشكرهم دوماً
فأشكرهم وأنا أسكت اعتراضاً يصرخ في داخلي
فـ " من لا يشكر الناس لا يشكر الله"
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع المجاملة) •._.••`¯•.¸¸.•`
لابد أن أرضيهم
وألا أحزنهم أو أضايقهم أبداً
وحتى حين بكيت كثيراً.. و غسلت دمعاتي وجهي
فيجب أن أعلل مشاعري وتصرفاتي
بما يرضيهم
لا يمكنني أن أصرخ فيهم لأقول
أنتم السبب
بكيت ظلمكم وجوركم
فـ "دراستي المتعبة" عذر مقبول
يجب ألا أجرحهم
وأن أغمض عيناي لأحبس الدمعات
وأكتم في صدري الآهات
وأصبر
{ إن الله مع الصابرين }
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع الانقياد) •._.••`¯•.¸¸.•`
تدخلهم في حياتي غير محدود
يريدونها أن تسير وفق أهوائهم
وكَّلُوا أنفسهم صناعاً لقراراتي الشخصية
يُملُون عليّ ما يجب أن أفعله
يفرضون آرائهم في كل شؤوني وخصوصياتي
يحاولون التحكم في مصيري
ورسم مسار حياتي كما يريدون
ورغم هذا أتظاهر كثيراً بعدم الفهم
وأتغافل عن أوامرهم التي يطلقونها
لا يمكنني ترك مستقبلي بين أيديهم
ولكنني أحياناً أرتدي هذا القناع
واضطر للانقياد لرغباتهم
لأحمي نفسي من أن تطالني مخالب التجريح
أو أن ينالني التقريع
والذي قد يدوم لسنوااات
وهم يتناسون دوماً أن
(( من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه ))
`•.¸¸.•¯`••._.• (قناع الإعجاب) •._.••`¯•.¸¸.•`
حتماً أنا مبهورة
وخذلتني الكلمات والأحرف عن التعبير
فكل ما يفعلونه ويقولونه
يجب أن يثير إعجابي
وإلا قوبلت بما لا يسرني من الكلمات
واللمزات والهمزات
بل وحتى الشتائم
هذا القناع الذي لابد أن أرتديه
لكل ما أراه وأسمعه منهم
وإلا ...............
قناع ألبسه تحت ذريعة "الملاطفة"
و"التحبب" و "التقرب"
لكن لا أدري لم لا يرتدون مثله لي؟!
كثيرة هي الأقنعة التي ألبسها
فقط لأرضي من حولي
وأسعدهم
بما قد يكون على حساب نفسي أحياناً
ولكنني لم ولن أرضى يوماً
أن يكون على حساب ديني ورضى ربي
ولكن يوماً ما
ستتهاوى الأقنعة
ستتساقط كما لو كانت أوراق خريف
وستظهر خلفها
" إنـ-ـ-ـسـ-ـ-ـانـ-ـ-ـة "
داست على مشاعرها وأحاسيسها
وكتمت أحزانها.. وخنقت عبراتها
وارتدت أقنعة
لترضيهم
رضاهم ليس واجباً عليّ
ستتهاوى هذه الأقنعة يوماً
لأظهر على حقيقتي
لتظهر ذاتي
التي طالما اختفت خلف
زيف الأقنعة
صفر 1429 هـ
* * همسة * *