[align=center] إخوتي الأفاضل هذه رسالة رائعة لمن يحتسب الأجر أن يضعها تحت باب جاره وشكرا .
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم .. جارنا العزيز وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الهزيع الأخير من الليل.... وحيث الهدوء والسكون .إلا من نسمات الفجر الرطبة .إذ بصوت المؤذن يبدد سكون الليل مردداً بصوته الندي (الله اكبر...الله اكبر....الله اكبر)
وهناك حيث يرقد المؤمن الصالح :تلامس تلك الكلمات العذبة قلبه قبل أن تصل أذنيه :فينهض من نومه مردداً خلف المؤذن (الله اكبر.. الله أكبر..) نعم الله أكبر ، الله أكبر من كل شئ .... لحظات فإذا مشاعر الإيمان تهتز عند سماعه صوت المؤذن ... ( أشهد ألا إله إلا الله ... أشهد أن محمدا رسول الله ... حي على الصلاة ... حي على الفلاح .. الصلاة خير من النوم ) وعندئذ يثب من فراشه استجابة لذلك النداء .ياالله .... ماأطيب حياة المؤمن .... وما ألذ عيشه ... يستيقظ من نومه على ذكر الله .... استجابة لنداء الله ... يطهر وجهه وأطرافه لله ... ثم يخرج إلى بيت من بيوت الله ... يحث الخطى فرحاً مسروراً ببشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم : بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) .. يلهج لسانه وقلبه بذكر الله وشكره أن منّ عليه بهذه النعمة العظيمة التي حرم منها الكثير .. يغدو يومه وهو في ذمة الله ..... قد علق قلبه بالمسجد ... فتراه قرير العين ... خفيف النفس .. طيب النَفَس ... راجياً رحمة الله وعظيم ثوابه .... يحدوه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من صلى البرديين دخل الجنة ) والبردان هما الفجر والعصر .طالباً النجاة من النار متذكراً قوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يردد في نفسه حديث ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ... ومن صلى الصبح في جماعه فكأنما قام الليل كله ) تتراءى له صورة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج سكرا الموت .. قد تفصد الجبين بعرقه .. وضاق الصدر بحشرجته .. وعز عليه النفس.. وتقطعت الكلمات قبل تمامها.. ليلقى لأمته بآخر وصاياه قبل أن تخرج روحه الطيبة .. فيردد الصلاة .. الصلاة ) .
ياللعجب !! أبلغ شأن الصلاة أن يذكرها صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات ؟؟
وياللعجب !! كيف هانت على قوم حتى رغبوا عنها بالنوم ؟؟ إن المؤمن الصادق ليشفق على إخوان له . قد ثقلت عليهم صلاة الفجر. خشية أن يتصفوا بصفة النفاق التي وردت في حديث ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبوا ) ويخاف عليهم من أن يقال لهم يوم القيامة (ماسلككم في صقر) فيكون جوابهم ( لم نك من المصلين ) .إننا ولله الحمد نرفل بنعم الله تعالى علينا ... آمنون في سربنا .. معافون في أبداننا .... عندنا قوت عامنا ، وغيرنا لا يستطيع النوم من ألم الجوع ولفح البرد وربما استيقظ على أزير المدافع وهدير الطائرات، ثم بعد ذلك كله نبيت ليلتنا حتى طلوع الشمس ومالنا بذلك من عذر إلا إيثار النوم .
إن العبد المؤمن ليخشى أن تسلب منه هذه النعمة العظيمة بشؤم المعصية والتقصير في شكر المنعم جل وعلا .
إن هذه الدنيا قصيرة .... فانية .... حقيرة .... وإن لذة الدقائق التي ينامها الإنسان وقت الفجر لاتعدل ضمة من ضمات القبر ... ولاتساوي زفرة من زفرات النار .لقد حق لكل واحد منا أن يسأل نفسه : أفأمن الإنسان الموت حين أوى لفراشه ؟
أو أمن الإنسان حين أخلد إلى النوم أن لايقوم بعدها إلا في ضيق القبر ؟ ( أفأمن أهل القرى أ يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ). إن هول المطلع عظيم ... وإن الموت أقرب إلى أحدنا من حبل وريده ... فلنبادر الآن مادمنا في زمن المهلة .. ولنعد للسؤال جواباً .. وليكن الجواب صواباً .. لعل الله أن يتجاوز عنا بمنه وكرمه .
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة .. وأحسن لنا الخاتمة ... وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
إخوانك
جماعة المسجد [/align]
[/align]
العرض المتطور
