البيت والمجتمع :-
يا اختي المعلمة : - وفقك الله - لا تغفلي في إعطائك الدروس عن البيت والمجتمع ، احملي مشعل الإيضاح ، وكوني شمعة تضيء للطالبات طريق الحياة الصحيح على تقوى من لله ، وحسب تعاليم الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى وأنت خارج المدرسة ففي مجالات العلاقات الاجتماعية اغرسي في نفوس طالباتك حب الخير للأهل والأقارب والجيران للإخوة والأخوات . اشرحي لهن مغبة العقوق للوالدين أو القسوة عليهما، أو أحدهما ، خصوصا من كان أبواها كبيرين أو أحدهما. قال - جل وعلا -. وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . سورة الإسراء، الآية : 23 ما أبلغ هذه الآيات من رب الأرض والسموات تأمليها أختي المعلمة وحفظيها لطالباتك ومن تحت يدك ، كذلك يقول المصطفى ، عليه الصلاة والسلام ، في الحديث الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -: "رغم أنفه ، ثم رغم أنفه قيل من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك والداه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة" . أو كما قال ..
كذلك يا أيتها المعلمة الفاضلة ارشدي طالباتك المتبرجات إلى الحقوق الزوجية وكيفية التوفيق بين المدرسة والمنزل والالتزامات المعلقة في عنقها تجاه الأهل والزوج والأطفال .
وأسوق هذه القصة القصيرة للعبرة :-
تزوج رجل بامرأة بعدما ماتت زوجته ، وخلفت له ولدا ، فكرهت الزوجة هذا الطفل بدون سبب ، وبدأ الطفل يحبو على قدميه ويديه وخرج والده يوما من المنزل وكان الطفل في غرفة " القهوة" قبل عصر - الفرن وخلافه - وكانت النار توقد - من الحطب في "الحفرة" وكان قد بقي في الحفرة بقايا من جمر يتلظى والطفل - لوحده في الغرفة، وعادة الأطفال دائما التعرف على الأشياء التي حولهم دون إدراك للأخطار، زحف لمكان الجمر وهوى بيده ليأخذ منها وفي هذه اللحظة رأته زوجة أبيه فلم تبعده عن الجمر ومسك بيده حفنة منها فأكلت اللحم و مرت السنون سراعا ومات الأب ، وتقدمت الزوجة في السن , وصار الطفل شابا فبر بها أيما مبرة وتاقت نفسها للحج ، فعزم على أن يحج بها، وتوكل على ! الله ، فجهز الراحلة وانطلق بها مع قافلة الحجيج ، وفي عرض الطريق وقفت القافلة للراحة فرأت هذه المرأة من ابن زوجها موقفا عجيبا لم تتمالك نفسها فبكت وانهمرت دموعها فسألها ابن زوجها عن سبب البكاء لعله يقدم لها المساعدة فقالت وهي تتحسر ألما ولوعة وأسى الذي أبكاني وأحزنني عندما رأيتك تربط الحبل بيد وتمسك البقية بأسنانك لأن يدك الأخرى معطلة فأنا سبب ما بها لأني لم أبعدك في ذلك اليوم وأنت طفل لا لشيء إلا أنك ابن زوجي ، واليوم تفعل ما تفعل ثم استغرقت في بحيرة من الدموع وهي تبكي ، فقال يا خالة غفر الله لنا ولك ، وهو خير الغافرين ( 1 ) .
أنت والمواد الدراسية :-
أختي المعلمة : كم يا ترى من الوقت تقطعينه في إعداد المواد الدراسية المطلوبة منك إنه بلا شك وقت طويل وعلى مدار العام الدراسي . وهنا ألمح سؤالا يطل من ألأفق هل وضحت بصماتك على المادة التي تدرسينها وما هي العوامل المساعدة التي تجليبنها لإيصال المعلومة للطالبات بيسر وسهولة؟ وهل الطالبات أحببن المادة التي تدرسينها؟ فالجواب لديك ! ! ومعلوم أن في هذا مشقة وعناء، فالبحث وقراءة المراجع الكثيرة تحتاج لوقت ليس بالقصير. ولكن إذا بحثت المعلمة المسلمة وغاصت بين طيات الكتب فبالتأكيد ستجد الصيد الثمين ، وستعثر على ضالتها وبالتالي ستسهل مادتها على طالباتها فيحصل الاندماج بين المعلمة والطالبة، وإذا حصل الاندماج فعندها تتقبل الطالبة توجيهات المعلمة .
أنت والنشاط المدرسي :
من الأشياء المسلم بها أن الأنشطة اللامنهجية أغلبها محبب للنفس ! والسبب يعود بذلك إلى كسر حاجز الروتين والابتعاد عن المقعد والكرسي لذلك يكون التقبل والاستفادة أكبر خصوصا إذا كان هناك مجهود يبذل من قبل المعلمة التي تشرف على هذا النشاط وكم من معلمه استطاعت أن تلقن طالباتها ما تريد من خلال الأنشطة. أيتما المعلمة اجعلي صبغة أنشطتك صبغة دينيه فالصدق في الوعد، واجتناب الكذب ، والتواضع في الحديث ، ولين الجانب ، وتوافق السلوك مع القول ، واجتناب الألفاظ النابية ، والتسامح والعفو- إذا حصل بعض الأخطاء الصغيرة - مع النصح الصادق والإرشاد، إذا عن ما يستوجب ذلك . ابحثي خلال النشاط عن المفيد والمفيد فقط ، والذي يرسخ بالدرجة الأولى العقيدة الصحيحة ، ويلقي الضؤ على محاسن الإسلام في عاداته وتقاليده ، بعيدا كل البعد عن التيارات الوافدة مع الرياح القادمة من البلاد الكافرة .
وبعد أختنا المعلمة القي على نفسك هذا السؤال هل أنت ناجحة فعلا خلال ممارسة النشاط الجواب يكمن فيما تقدمينه لطالباتك ! هل يجد القبول والاستحسان ؟
وفي هذه العجالة لست بحاجة إلى تقديم نماذج من الأنشطة فنحن واثقون أن لديك الكثير والكثير والمفيد فلا تبخلي فالمطلوب منك كبير وكثير. &&&
أنت وزميلاتك :-
شيء رائع وجميل هذا التلاحم ، وذلك عندما يصدر من مجموعة متكاملة في ميدان واحد ، وإن اختلفت التخصصات والدراسات ، فبلا شك ستكون النتائج مرتفعة الأسهم . فحينما تتكاتف المعلمات فى المدرسة ويكن يدا واحدة داخل المدرسة وخارجها ، فيتابعن طالباتهن ويوجهنهن الوجهة الإسلامية الصحيحة . الأفكار والاقتراحات والأعمال المطلوب تنفيذها داخل أروقة المدرسة ، يجب أن تلتقي على طاولة الود والمحبة والتشاور و الاقتراح وأخذ الرأي فيما يصلح وما لا يصلح بين الجميع فسوف يعود ذلك على الطالبات بالفائدة والنفع العظيم .
لذلك أختي المعلمة استشير زميلاتك وتبادلن الرأي وكن قلبا واحدا وسترين النتائج .
أنت وأمهات الطالبات :
نبع الحنان كما يسميها بعض الناس ، الأم المدرسة الحقيقة ، كما أثبتت الأيام على مر التاريخ
أختي المعلمة أنت أم قبل أن تكوني معلمة ، كيف تريدين أن تكون ابنتك؟ ما هي المواصفات المطلوبة فيها؟! ما هي العلاقة التي تربطك بها كمعلمة وأنت كأم ؟ فالذي تريدينه كأم يطلب منك كمعلمة، فعندما تأتي الأم في زيارة للمدرسة كيف تستقبل مع الإحاطة أن الأمهات عندما يقمن بزيارة للمدرسة وخصوصا في المناسبات مثل اجتماع الأمهات أو حفل تعارف مع بداية العام تكون مشاربهن متفاوتة ولسن على درجة واحدة من الفهم والإدراك ، يحتجن إلى قدر كبير من الحلم والأناة في التعامل .
ولله الحمد والمنة جعل لنا في ديننا الحنيف سبلا ونظما رائعة جدا في التعامل مع الآخرين لا تحتاج إلى تعلم بقدر ما تحتاج إلى تطبيق . اجعلي الابتسامة لا تفارق محياك أبدا، قبلي الأم الكبيرة على رأسها تمتلكي قلبها ، وتستحوذي على عطفها وحنانها ، وإذا ملكتي قلبها فستقبل نصحك وإرشادك ، وتحث ابنتها على ذلك ، فالتعامل وما أدراك ما التعامل هو مفتاح القلوب ، وليكن شعارك "أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
وستجدين أنك تنجحين في حياتك العملية، وباستطاعتك أن تقدمي لبنات جيلك المسلمات والأمهات تعاليم الإسلام بكل يسر وسهولة .
وإليك هذه القصة وفيها بعض الفوائد :- شكت طالبة إلى والدتها أن معلمة الفصل قد أوقفتها بسبب عدم حل الواجبات ، فأخذت الأم موجة من الغضب ، وأرادت أن تؤدب هذه المعلمة التي أوقفت ابنتها ومهجة قلبها عند السبورة وأمام الطالبات ، دخلت مكتب المديرة وهى
ة أشد الغضب ، أين هي المدرسة؟
قالتها بلهجة عامية تحضيرية!! قالت المديرة من هي ؟ قالت التي أوقفت بنيتي عند السبورة هذه ما تفهم ولا تعرف شيء ، من اللي حطها تدرس بنات الناس ؟
وراحت تمطرها بوابل من الكلمات التي لم تستطع مديرة المدرسة أن توقفها ، فالتزمت جافي الصمت دخلت . مدرسة لحاجة ما، ورأت وسمعت فما كان منها إلا أن سلمت على الأم سلاما حارا وقبلت رأسها ثم دعتها للجلوس وقدمت لها (كوبا من الشاي )
وطلبت منها أن تهدي أعصابها، وأن كل شيء سيحل بإذن الله - ولكن بالتفاهم الهادي هدأت ثورة الأم قليلا، وشكرت هذه المدرسة وقالت (الله يعافيك يا بنيتي ليت كل المدرسات مثلك قالت المعلمة ما هي الحكاية بعد ما استأذنت المديرة في ذلك ، ثم أخبرتها الأم بما صار من تلك المدرسة التي أوقفت ابنتها أمام الطالبات عند السبورة فابتسمت المعلمة ابتسامة خفيفة، وقالت : الأمر سهل وبسيط ، وكل ما هنالك أن ابنتك لم تحل الواجب الذي عليها وحرصا منا عليها أردنا أن نحسسها أنها كبيرة وعاقلة ، ويجب أن تتحمل المسئولية . لذلك كان لزاما أن تعرف أن الطالبة إذا طلب منها عمل يجب عليها أن تؤديه لتتعود على ذلك وتعرف معنى المسئولية، فهي ستكون أماَ ومعلمة في المستقبل ، وراحت هذه المعلمة تشرح لها وتحدثها بكلام لين حتى انفرجت أسارير الأم ، وقالت ليتك يا بنيتي أنت مدرسة بنيتي ثم قبلتها الأم على رأسها فقالت المعلمة وأنا بالفعل مدرسة ابنتك فاندهشت الأم وقالت تراها بنتك من هالحين .
وبعد يا أختي المسلمة المؤمنة المعلمة ، المربية الموجهة ، والأم والأخت ، والبنت والزوجة والخالة والعمة، والجارة كل بحسبها، وكل لديها مسئولية عظيمة، وليس شرطا أن تكون معلمة في مدرسة ولكن في البيت معلمة، في الاجتماع في مناسبة ما معلمة، انصحي لأخواتك في كل مكان تجتمع فيه النساء.
كوني داعية الى الله في كل وقت ، وفي كل زمان ومكان ، ولا تبخلي بالنصح إن كان ذلك في استطاعتك ، فالصحابيات كن يقلن الحق ولا يخشين إلا الله ، فهذه (المجادلة) تقف لعمر بن الخطاب – وهو أمير المؤمنين - وتقول له يا عمير فيقف لها وتناصحه في الأمة حتى قال أحد الصحابة الذين كانوا مع عمر رضي الله عنه قد أثقلت على أمير المؤمنين ، فيقول لهم ألم تعرفونها إنها التي سمع الله كلامها من فوق سبع سماوات ، فحري بعمر أن يسمع كلامها ، إنها خولة بنت ثعلبة ، هكذا كانت الصحابيات والتاريخ ملىء بالعبر والأعاجيب من مواقف المؤمنات الصادقات
و بعد هذه الرسالة الأولى :- ، وسوف تتبعها رسائل أخرى - بإذن الله - للأم والأخت والزوجة . فإن كان هناك صواب وتوفيق في هذه الرسالة فمن الله - سبحانه - وإن كان هناك خطأ وتقصير فمني ومن الشيطان .
ونسأله - سبحانه - أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يهدينا إلى سبل السلام ، وأن يقي أمة الإسلام ونساؤهم شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن يقمع أهل الأهواء والبدع بجعلهم عبرة لمن يعتبر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن العيادة