حوار: سلطان المهوس
استغرب الأستاذ طلال آل الشيخ رئيس نادي الشباب المبالغات الصحفية التي وردت في سياق تغطية مباراة فريقه أمام الأنصار، ووصف آل الشيخ ما ذكر حول دخوله أرضية الميدان أثناء المباراة واحتجاجه على التحكيم بأنه مجانب للحقيقة، وكشف عن أنه تخلى عن مبادرته الشخصية بعدم انتقاد الحكام؛ لأنه وجد نفسه يغرد خارج السرب، وطلب من لجنة الحكام الرئيسية أن تهتم كثيراً بتقييم الحكام، كما نصح محللي برنامج (صافرة) - الزيد والناصر - بأن يكونا أكثر شجاعة وقوة وهما يكشفان أخطاء الحكام.. وتحدى آل الشيخ أن يكون قد أساء إلى أحد خلال تصريحاته الصحفية.. العديد من الأمور المثيرة تأتي في سياق الحوار التالي مع آل الشيخ:
* سنبدأ من حيث النهاية.. ما مدى صحة التعليقات الإعلامية حول دخولك الملعب في مباراة الأنصار واحتجاجك مراراً على الحكم؟
- صدقني أن ما أثير هو عار من الصحة ولا يمكن لي أن أتجاوز حدود صلاحياتي في الملعب.. والمرة الوحيدة التي وصلت فيها إلى خط التماس كانت بسبب إصابة أحد لاعبينا فقط.. وقد ذهبت للاطمئنان عليه؛ لأن إصابته كانت خطرة نوعا ما.. وللأسف أن بعض المراسلين استغلوا ذلك لكي يثبتوا دخولي الملعب، وهذا أمر عار من الصحة.. وربما كان لطرد رئيس النادي المنافس دور كبير في تضخيم ومغالطة ما حصل مني والذي اعتبره أمراً عادياً، أضف إلى ذلك أن الملعب كان صغيراً جداً ومقاعد البدلاء كانت قريبة جداً من أرضية الميدان.. وأؤكد للجميع أن ما تناقلته بعض الصحف عار من الصحة.
* ألا تلاحظ أنك دائم الانتقاد للحكام حتى أصبح ذلك ملازماً لجميع أحاديثك الإعلامية؟!
- أولاً أنا أنتقد لكي أنبه ولست أسيء.. وأتحدى أن أكون قد أسأت لأي حكم في أي تصريح ومن حقي كمسؤول أن أتخذ الطريقة التي أراها لمصلحة فريقي.
* ألم تحاول الاتصال برئيس اللجنة أو نائبه وتوصل انتقادك لهما مباشرة بدلاً من الصحف؟!
- أكن لرئيس لجنة الحكام ونائبه كل حب وتقدير وسبق أن تحدثت معهما كثيراً في مواضيع الحكام، لكن كما قلت لك القصد من الحديث هو التنبيه والإشعار بوجود هفوات تحكيمية ضد فريقي.. وهذا حق لي ما دام ضمن إطار الانتقاد الهادف غير المسيء لشخص الحكم بل يتضمن مستواه فقط.
* ما الرسالة التي تريد أن توصلها للجنة الحكام؟
- أريد أن أقول لهم إنكم تقومون بأعمال وبرامج إيجابية كما أنكم وفقتم في إيجاد حكام شبان متميزين في الأداء، لكن - وأشدّد على (لكن) - أقول: إن تقييمكم لبعض الحكام يوحي بأن هناك مجاملات مكشوفة، خاصة في تكاليف المباريات، أضف إلى ذلك أن عنصر العقاب للحكم الذي تتكرر اخطاؤه غير موجود إلا في حالات نادرة ومكشوفة للجميع؛ لذا أطالب بألا تستمر مجاملات بعض الحكام الذين أثبتوا فشلاً ذريعاً ولم يستطيعوا تطوير مستوياتهم منذ زمن طويل وأخطاؤهم متكررة والكل يشكو من سوء إدارتهم المباريات.
* تقول: حكام غير متطورين.. مثل مَن؟!
- لا أريد ذكر أسماء، وأعتقد أن اللجنة لديها علم بأسمائهم.
* في برنامج (صافرة) هناك رصد لأخطاء الحكام وهذا ما يعطي الكثير من التوضيح للجميع.. ألا توافقني الرأي بأن برنامج (صافرة) أسهم في ارتفاع مستوى الحكام؟!
- للأسف الشديد أن محللي برنامج صافرة مجاملون وتقييمهم لحكام المباريات يخضع لمدى نفوذ الفرق وعلاقاتها ومعظم تحليلاتهم غير مقنعة؛ لأنها تفتقد الشفافية والوضوح والقوة في الرأي.
* في الموسم الماضي أطلقت مبادرة جميلة ورائعة طالبت فيها بعدم انتقاد الحكام عبر الإعلام من الجميع.. ثم عدت مجدداً لإطلاق التصريحات النقدية الحكام.. كيف تفسر ذلك الرجوع؟!
- عندما قلت إنه يجب علينا الوقوف مع الحكام فلإحساسي بأن على الجميع مسؤولية مشتركة ولكن وجدت نفسي أغرد خارج السرب وحيداً والجميع يتحدث وينتقد ويبدي وجهة نظره لمصلحة ناديه؛ ولذلك عدت وأكرر: أنا لا أريد أن أنتقد لمجرد الانتقاد بل لتوضيح وتنبيه المسؤولين عن وجود خطأ ما أريد علاجه بطريقة حضارية وعقلانية ومشروعة.
* كيف يمكن أن نقلل من التصريحات المستمرة ضد الحكام؟
- يجب أن تجتمع لجنة الحكام مع رؤساء الأندية وتستمع إليهم وتناقشهم وتتلمس مدى ملاحظاتهم حول الحكام بكل شفافية ووضوح؛ فالهدف واحد، وهو خدمة هذا الوطن العزيز من خلال الرياضة. أما الفجوة الموجودة بين رؤساء الأندية واللجنة حالياً فهي مؤشر لامتداد تلك التصريحات وعدم توقفها.
* ألا يعجبك أي شيء في التحكيم حتى أنك لم تذكر أي إيجابية له طوال تصريحك؟
- ردّ بسرعة: أرجو أن يتفهم الجميع أن طلال آل الشيخ يحمل في قلبه كل محبة وتقدير لجميع الرياضيين دون استثناء وكل حكام المملكة هم إخوة أعزاء على قلبي وليس صحيحاً أنني لا أشيد بالحكام بل على العكس هناك الكثير من الامور الإيجابية التي ذكرتها سابقاً عن التحكيم.. وأكثر ما يعجبني هو مستوى الحكام الشبان دون ذكر أسماء.. وهذا من الإيجابيات الكبيرة للجنة، وسأظل اردّد أن الانتقاد لا يعني الإساءة بل هو تنبيه وتوضيح.
* دخولك عضواً في لجنة المنتخبات السعودية وسطوع اسمك إدارياً رياضياً سعودياً ينتظره مستقبل ممتاز.. ألا يجعلك (تفلتر) بعض تصريحاتك؟!
- أولاً.. أشكر المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل على ثقتهما الغالية في شخصي، وأطلب من الله أن أكون خير عون للمسؤولين في المرحلة المقبلة. ثانياً: المنصب الجديد لا شك أنه يعني لي الشيء الكثير والتعامل مع المرحلة المقبلة قطعاً سيختلف للأفضل، وسأعمل بكل قواي من أجل خدمة بلدي، مع يقيني التام بأن ما أتحدث به طوال المرحلة السابقة هو من صميم النقد الهادف المشروع المتوافق مع اللغة النقدية المطلوبة.
* كيف تنتقدون كرؤساء أندية الحكام فور انتهاء المباراة ولا تنتظرون مشاهدتها والتأكد من صحة ملاحظاتكم؟ أليس في ذلك ظلم للحكام؟!
- بالنسبة لي شخصياً لا تهمني أخطاء الحكم التقديرية؛ فدائماً نفترض حسن النية بالحكم، لكن هناك أخطاء واضحة وصريحة لا تحتاج إلى مشاهدة أخرى؛ ففي مباراة فريقي الأخيرة - مثلا - لم يشهر الحكم أي بطاقة لحارس المرمى رغم أنه صدّ الكرة بيده خارج المنطقة علما بأن حصوله على هذه البطاقة يعني طرده.. فهل هذا الخطأ يحتاج إلى مشاهدة؟!
* طلال آل الشيخ.. ماذا يريد أن يقول في نهاية الحديث؟
- أولاً: شكراً لك أخي سلطان. وثانيا: أريد أن أوضح أن العمل في الأندية هو رسالة سامية نخدم بها مجتمعنا وشباننا، كما أننا نعمل وفق منظومة متميزة يقودها وجه السعد سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل، وما يحصل أحياناً لا يتعدى كونه تنافساً من أجل الكسب.
وحقيقة أكن لجميع رياضيي بلدي من مسؤولين ورؤساء أندية وجماهير وإعلاميين كل محبة وتقدير.. وقلبي مفتوح لهم، والإنسان ليس معصوماً من الخطأ إطلاقاً في كل الأحوال، وآمل أن تظل أواصر الحب والاعتزاز بين جميع الأندية لنستمر في رفع الشأن الرياضي في المملكة؛ فهذا هو هاجسنا الوحيد لأن الوطن غال علينا، وهو فوق كلّ اعتبار.
الجزيرة