أعلن وزير النفط السعودي المهندس على بن إبراهيم النعيمى مساء اليوم أن شركة الزيت العربية السعودية "ارامكو السعودية" اكتشفت حقلا جديدا في "أبو سدر" التي تقع على بعد 185 كيلو مترا جنوب الرياض.
وأوضح أنه تم اختبار بئر أبو سدر يوم الجمعة الماضي"فتدفق منه الزيت العربي الممتاز الذي تبلغ كثافته 54 درجة بدرجات معهد البترول الأميركي بمعدل ثلاثة آلاف برميل في اليوم ويتوقع تحقيق معدلات أعلى من الإنتاج في هذا الحقل" .
وكانت السعودية أعلنت منتصف تموز/ يوليو الفائت عن اكتشافين جديدين للنفط والغاز الطبيعي في مناطق وسط البلاد وجنوب شرقها يتيحان إنتاج حوالي 35،1 مليون متر مكعب من الغاز و2050 برميل نفط في اليوم.
والاكتشاف الأكبر حصل في القبة الشمالية لحقل ابقيق جنوب شرق السعودية ويسمح بإنتاج 2،1 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم،أما الثاني فحصل في منطقة الغزال من حقل المزاليج على مسافة 150 كلم جنوب الرياض، وسيسمح بإنتاج حوالي 2050 برميل من النفط و141 ألف متر مكعب من الغاز في اليوم.
ويقدر احتياطي الغاز المثبت في السعودية ب6600 مليار متر مكعب، في حين يملك هذا البلد 25% من الاحتياطي النفطي العالمي.
وتعتبر السعودية المصدر الأول للنفط في العالم ويبلغ إنتاجها حاليا 9.5 ملايين برميل في اليوم.وأعلن الوزير النعيمي الشهر الماضي أن المملكة السعودية سترفع طاقتها الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يوميا خلال أسابيع وذلك في مسعى لخفض أسعار النفط التي وصلت إلى مستويات قياسية.
وقال النعيمي أن بلاده"سوف تستخدم حقلي أبو سعفة والقطيف اللذين بدأ الإنتاج منهما من اجل رفع الطاقة الإنتاجية للمملكة لتصل إلى 11 مليون برميل يوميا".ويقع حقلا أبو سعفة والقطيف في المنطقة الشرقية في السعودية.وأضاف "وسيتم في هذا الخصوص تنشيط عمليات حفر الآبار في الحقول المنتجة حاليا".
وأضاف الوزير"وبهذا تكون الطاقة الفائضة لدى المملكة حوالي 5،1 مليون برميل يوميا" مشيرا إلى أن "اغلب الزيادة الجديدة في إنتاج المملكة ستكون من الزيت العربي الخفيف".
ويأتي هذا الإعلان متزامنا مع الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط التي تجاوزت الأربعة والخمسين دولارا للبرميل في نيويورك.وتشهد أسعار النفط ارتفاعا قياسيا غير مسبوق بسبب الخوف من اضطراب الإنتاج العالمي حاليا الذي يتميز بضعف المخزون وازدياد الطلب.
ويشدد المسؤولون النفطيون السعوديون على أن "المملكة على استعداد تام لتلبية ما يحتاجه عملاء المملكة من الشركات البترولية لأي كميات إضافية من البترول كما أن المملكة مستعدة وقادرة على تعويض نقص الإنتاج الذي قد يحصل في أي منطقة في العالم".
وتؤمن المنطقة الشرقية الجزء الأكبر من إنتاج نفط السعودية كبرى دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، كما تضم اكثر من خمسين بالمائة من احتياطها المثبت الذي يبلغ 264 مليار برميل.وتشكل الدمام والظهران والخبر المدن التي لا تفصل بينها مسافات كبيرة، منطقة الدمام الكبرى (حوالي 450 كيلومترا شمال شرق الرياض) كبرى مدن المنطقة ويبلغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة يعمل معظمهم في القطاع النفطي.
وتضم الظهران مقر شركة النفط السعودية الوطنية (ارامكو) اكبر شركة نفطية في العالم من حيث الإنتاج والاحتياطي وتغطي نشاطاتها قطاعا يمتد على اكثر من 5،1 مليون كيلومتر مربع أي اكبر من فرنسا وأسبانيا وألمانيا مجتمعة.
والجزء الأكبر من الإنتاج النفطي السعودي يستخرج من حقول تقع في السهول الساحلية للمنطقة الشرقية،التي تمتد 300 كيلومتر من شمال الظهران إلى جنوبها.
وترسو اكثر من أربعة آلاف ناقلة نفط سنويا في رأس تنورة وجهيمة على الخليج في المحافظة الشرقية وفي ينبع وجدة ورابغ على البحر الأحمر غربا لتحميل شحنات النفط المستخرجة في البلاد.كما تضم المحافظة الشرقية حقل غوار النفطي وهو الأكبر في العالم ويبعد مائة كيلومتر جنوب غرب مقر شركة ارامكو، وكذلك اكبر حقل بحري في العالم وهو السفانية.ويضم حقل غوار الذي اكتشف في 1948 ويبلغ طوله 280 كيلومترا وعرضه 30 كلم اكثر من سبعين مليار برميل من احتياطي النفط العربي الخفيف.
أما إنتاج حقل الغوار الذي يبلغ حاليا اكثر من خمسة ملايين برميل يوميا، فليس هناك ما يعادله في العالم.ويقع حقل السفانية على بعد 365 كيلومترا شمال الظهران. ويضم هذا الحقل الذي يبلغ طوله 50 كلم وعرضه 15 كلم واكتشف في 1951، احتياطيا يتجاوز الـ35 مليار برميل ويمكن أن يبلغ إنتاجه 2،1 مليون برميل يوميا.
من جهة أخرى، يقع راس تنورة اكبر مصب نفطي واكبر مصفاة في العالم، شمال الظهران.وعلى الساحل نفسه يقع مجمع الجبيل الصناعي الذي يضم مصانع عملاقة للصناعات البتروكيميائية تنتج ملايين الأطنان من هذه المواد سنويا.
ومعظم المشاريع المشتركة في الجبيل التي وظفت فيها مليارات الاستثمارات، هي مشاريع مشتركة مع شركات نفطية كبرى أو بتروكيميائية أجنبية ويديرها عدد كبير من الخبراء الأجانب.وفي المنطقة أيضا اكبر حقلين للغاز غير المرافق (أي بدون نفط) وهما الحوية وحرض اللذان يقعان قرب حقل الغوار ويبلغ مجموع إنتاجهما حوالي 85 مليون متر مكعب يوميا.وتمر في المنطقة الشرقية آلاف الكيلومترات من أنابيب النفط والغاز تشكل اكبر شبكة من هذا النوع في العالم.
ومعظم المجموعات النفطية الكبرى في العالم ممثلة في الخبر والظهران اللتين تضمان مطارا مدنية من بين الأحدث في العالم.وتؤمن المنطقة الشرقية أيضا نصف احتياجات المملكة من المياه بفضل مصانع تحلية مياه البحر على الخليج التي تمد الرياض بالمياه.والسعودية اكبر دولة منتجة للمياه بتحلية مياه البحر.