ابوتميم والد (منذرالقاضي) يعفو عن قاتل ابنه (الامير فهد بن نايف بن سعود بن عبدالعزيز) - منتدى بريدة


العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-05-04, 11:30 pm   رقم المشاركة : 1
الوحيـد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوحيـد غير متواجد حالياً
ابوتميم والد (منذرالقاضي) يعفو عن قاتل ابنه (الامير فهد بن نايف بن سعود بن عبدالعزيز)


سليمان القاضي ابوتميم والد المقتول(منذر)
يعفو عن قاتل ابنه
(الامير فهد بن نايف بن سعود بن عبدالعزيز)



قال تعالى : {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (45)سورة المائدة

أعلن والد المرحوم بإذن الله منذر القاضي قبل ثلاث ساعات تنازله عن تنفيذ حكم القصاص في الامير فهد بن نايف بن سعود بن عبدالعزيز قاتل ابنه

وتم العفو في ساحة الصفاة وبحضور عدد كبير من الناس المتواجدين في منطقة قصر الحكم وسط الرياض

وجاء التنازل بعد مايقارب الثلاث ساعات ونصف من المداولات بدأت في الساعة التاسعة صباحا بحضور والد القتيل وجماعته بالإضافة الى القاتل وجماعته وعدد من المشايخ ورجال الأمن إضافة إلى السياف

بدأ المشايخ وبعض الحضور في محاولة اقناع والد القتيل بالتنازل في الساعة التاسعة بينما كان القاتل في سيارة السجن وبعد مرور ساعة تم انزاله من السيارة معصوب العينين وتركيعه على ركبتيه باتجاه الجنوب ( بعيدا عن القبلة ) واستمرت محاولات الاقناع لمايقارب الساعة وعندما لم تفلح تم توجيه القاتل الى القبلة مفتوح الصدر استعدادا لإنزال عنقه لتطبيق شرع الله فيه ووقف السياف بجانبه

واستمرت محاولات الاقناع الأخيره بينما ارتفع صوت القاتل وهو يردد " اعتقوني لوجه الله يالمسلمين .... اعتقوني لوجه الله يالمسلمين " بينما كان اخ له يقف بين الحضور ويناديه بصوت خنقته العبرة " فهد .. يافهد قل لا اله الا الله " كما حاول بعض اخوانه واقاربه الاندفاع إليه وهم يبكون وتم إبعادهم من قبل مرافقيهم

في هذه اللحظات طلب والد القتيل فرصة لأداء صلاة الاستخارة ففرش له أحد الوقوف غترته البيضاء حتى يؤدي عليها الصلاة

وبعد أداء الصلاة قام والد القتيل وأعلن العفو عن القاتل بينما كان السياف رافعا سيفه استعدادا لتطبيق حكم الشرع في القاتل

بعد ذلك تم اقتياد المعفو عنه إلى سيارة الأمارة من جديد لإعادته إلى السجن حيث أن المتبع في مثل هذه الحالات أن يعاقب القاتل بالحق العام بعد التنازل عن الحق الخاص

والد القتيل رفض التصريح بأي شيء بينما صرح اخوه بأنهم كانوا يريدون أن يتم تطبيق شرع الله ويحضر القاتل إلى الصفاة لتكون هذه الحادثة عبرة للجميع وأنهم قد عفو عنه بدون قيد أو شرط ودون أي تعوض مادي كما نفى ان يكون قد مورس عليهم أي نوع من الضغوط

جدير بالذكر إن حادثة القتل نتجت إثر خلاف ومضايقة بين السيارات وقعت مع مجموعة من الشباب مساء يوم الخميس 12/7/1423هـ وحدثت مشاجرة بين أخي القاتل الأمير سلطان بن نايف وبين المقتول منذر القاضي (17عاما) ونتج عن الخلاف استنجاد سلطان بأخيه الأمير فهد بن نايف (18عاما) فقام بمطاردة القاتل وبعد إشارة تقاطع طريق التخصصي مع شارع موسى بن نصير في الرياض أطلق فهد النار من رشاشه على القاضي وأصابه بعدة رصاصات واصطدمت السيارة بحاوية كبيرة للنفايات، ولقي منذر القاضي مصرعه وتولت السلطات الأمنية الحادث وألقت القبض على الجاني وتم التحقيق في القضية من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام واتخذت الإجراءات اللازمة وفق التعليمات، وصدر أمر سام بإحالتها إلى المحكمة الشرعية للنظر في الحق الخاص والحق العام ونظرتها المحكمة الكبرى بالرياض من قبل ثلاثة قضاة وبعد جلسات المرافعات صدر صك شرعي برقم 156م /11 في 15/5/1424 تضمن الحكم بقتل الجاني المذكور قصاصا ثم صدق الحكم من محكمة التمييز برقم 509 ج 1/ أ بتاريخ 12/8/1424هـ، كما صدق من مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة بقرار رقم 701/6 بتاريخ 8/10/ 1424هـ ثم صدر الأمر السامي رقم 560/ م تاريخ 19/11/1424هـ والقاضي بتنفيذ ما تقرر شرعا وصدق من مرجعه. بعد ذلك اتخذت الإجراءات اللازمة من وزارة الداخلية ومن قبل إمارة منطقة الرياض لتنفيذ القصاص وحدد يوم السبت الثاني عشر من ربيع الأول 1425هـ موعدا لتنفيذ الحكم الشرعي بقتل الجاني المذكور في مدينة الرياض

------------------------------


وهذا توضيح رسمي من اسرة القاضي :

بــســم الله الــرحـمـن الـرحـمـن الـرحـيـم

الـحـمـد لله والـصـلاة والـسـلام على رسـول الله وعلى آلـه وصـحـبـة ومـن تـبـعـهـم بـإحـسـان إلى يـوم الـديـن. تـابـع الـجـمـيـع الـقـرار الـذي أعـلـن في الأسـبـوع الـمـاضي وتـم إبـلاغ الأسـرة بـه بـأن مـوعـد تـنـفـيـذ حـكـم الإعـدام الـصـادر بـحـق فـهـد بن نـايـف بن سـعـود بن عـبـد الـعـزيـز آل سـعـود لـقـتـلـه ابـن الأسـرة مـنـذر بن سـلـيـمـان بن عـبـد الـرحـمـن الـقـاضي سـوف سـيـكـون يـوم الـسـبـت (الـيـوم) الـسـاعـة الـثـامـنـة صـبـاحـاً، وقـد انـتـهـى الـمـوضـوع بـعـفـو ولي الــدم عـن قــاتـل ابـنـه لـوجـه الله تـعـالى. ونـظـراً لـمـا قـد يـصـاحـب ذلك مـن تـأويـلات واجـتـهـادات، فـقـد رأيـنـا لـزامـا عـلـيـنـا أن نـوضـح بـعـض الـحـقـائـق وبـأكـبـر قـدر مـمـكـن مـن الاخـتـصـار.

خـلال الـفـتـرة الـسـابـقـة بـعـد صـدور الـحـكـم بالـقـصـاص مـن قـاتـل ابـن الأسـرة وعلى مـدى سـنـة وتـسـعـة أشـهـر جـرت الـكـثـيـر مـن الاتـصـالات والـوسـاطـات مـع والـد الـقـتـيـل سـلـيـمـان بن عـبـد الرحـمـن الـقـاضي ( أبـو تـمـيـم) مـن قـبـل عـدد كـبـيـر مـن الأمـراء وأصـحـاب الـفـضـيـلـة الـعـلـمـاء وأرحـام وأنـسـاب الأسـرة يـدعـون فـيـهـا أبـو تـمـيـم إلى الـعـفـو ويـوصـلـون الـرسـائـل إليـه بـأن كـل مـا تـطـلـبـونـه مـن مـال هـو لـكـم، وقـد وصـل الـمـبـلـغ الـمـعـروض مـن أجـل الـتـنـازل هـو خـمـسـون مـلـيـون (50000000) ريـال، وقـد قـوبـل ذلك بـالـرفـض الــقـاطع بـل إن بـعـض الـمـراسـيـل قـد قـيـل لـهـم أنـنـا لـسـنـا نـرفـض الـعـروض الـمـالـيـة فـحـسـب، بـل إنـنـا مـسـتـعـدون لـدفـع مـقـابـل مـادي مـن أجـل تـنـفـيـذ الـحـكـم، وفي أوقـات مـعـيـنـة تـم رفـض حـتى مـقـابـلـة بـعـض تـلـك الـشـخـصـيـات ورفـض مـنـاقـشـة الـمـوضـوع، وأبـلـغ أبـو تـمـيـم أصـحـاب الـوسـاطـات بـأن الـمـوضـوع مـحـسـوم والأسـرة لـيـسـت في وارد الـعـفـو عـن الـقــاتــل وأنـهـا تـطـالـب بـتـنـفـيـذ الـقـصـاص بـنـاءاً على اعـتـرافـه الـمـصـدق شـرعـاًً.

وخـلال تـلـك الـفـتـرة طـلـب الأمـيـر سـلـمـان بن عـبـد الـعـزيـز أن يـتـم الاتـصـال بـأبو تـمـيـم وطـلـب حـضـوره لـمـقـابـلـة الأمـيـر في مـقـر الإمـارة وقـد اعـتـذر أبـو تـمـيـم عـن الـحـضـور في الـمـرتـيـن، بـعـدهـا قـام الأمـيـر سـلـمـان بـزيـارة أبو تـمـيـم في مـنـزلـة وأبـلـغـه بـأن الـسـعـي للـعـفـو عـن الـقــاتـل لـيـس لـكـونـه مـن أبـنـاء أسـرة آل سـعـود، بـل إنـهـم لـديـهـم تـعـمـيـم صـادر مـن وزارة الـداخـلـيـة يــحـث فـيـه أمـراء الـمـنـاطـق على الـسـعـي في الـعفـو إذا كـانـت الـقـضـايـا لـيـس فـيـهـا مـا يـمـس الـشـرف أو أن كـان فـيـهـا لـواط أو خـلافـه، وقـد تـم تـوجـيـه سـؤال للأمـيـر وهـو أنـه مـاذا لـو أصـرت الأسـرة على الـقـصـاص فـمـا لـذي سـيـحـدث، ورد الأمـيـر بـأنـه إذا كـان هـنـاك إصـرار فـالـدولـة لا تـمـلك إلا الـتـنـفـيـذ. وزار الأمـيـر سـلـمـان أبـو تـمـيـم زيـارتـه أخــرى في الأسـبـوع الـماضي وطـلـب مـنـه أن يـسـتـخـيـر الله تـعـالى في الأمـر وأن يـبـلـغـه قـراره الـنـهـائي خـلال يـومـيـن. وصـلى أبـو تـمـيـم صـلاة الاسـتـخـارة واتـصـل بالإمـارة وابـلـغ مـحـدثـه بـرسـالـة أنـه يـريـد تـنـفـيـذ الـحـكـم.

وفي يـوم الأربـعـاء الـمـاضي تـلـقـى أبـو تـمـيـم اتـصـالاً مـن شـرطـة الإمـارة يـبـلـغـوه فـيـه أن مـوعـد تـنـفـيـذ الـحـكـم هـو يـوم الـسـبـت الـسـاعـة الـثـامـنـة صـبـاحـاً وذلك بـسـاحـة الـصـفـاة. ومـنـذ تـلـك اللـحـظـة غـادر أبـو تـمـيـم وأبـنـاؤه مـنـزلـهـم وأبـقـوا الـعـائـلـة في الـبـيـت، وتـجـمـهـر عـدد كـبـيـر مـن أسـرة آل سـعـود وخـصـوصـاً مـن الـنـسـاء حــول الـمـنـزل رغـم تـحـذيـر الأمـيـر سـلـمـان لأسـرة الـقـاتـل مـن مـضـايـقـة أسـرة أبـو تـمـيـم وابـلغـهـم بـأنـه قـد أسـتـنـفـذ جـمـيـع الـمـحـاولات لـطـلـب الـعـفـو ولـكـن أسـرة الـقـاضي مـصـرة على الـتـنـفـيـذ.

في لـيـلـة الـسـبـت (لـيـلـة الـتـنـفـيذ) تـم عـقـد اجـتـمـاع لأسـرة الـقـاضي للــتـبـاحـث حـول الـمـوضـوع وتـم تـوجـيـه سـؤال مـبـاشـر مـن أحـد أفـراد الأسـرة لأبـو تـمـيـم إذا كـان لـديـه أي نـيـة لـلـعـفـو في سـاحـة الـقـصـاص، ورد أبـو تـمـيـم أن هـذا غـيـر وارد بـتـاتـاً وأنـه لـم يـتـجـشـم كـل هـذا الـعـنـاء مـن رفـض الـوسـاطـات ورد أنـاس لـهـم قـدر كـبـيـر عـنـده وعـنـد الأسـرة بـشـكـل عـام لـكـي يـعـفـو عـنـد الـتـنـفـيـذ وأنـه مـتـمـسـك بـحـقـه في الـقـصـاص.

صـبـاح الـسـبـت تـوجـه جـمـع كـبـيـر مـن أفـراد الأسـرة بـعـضـهـم حـضـر مـن خـارج الـريـاض وعـدد مـن أفـراد الأسـرة مـن خـارج الـمـمـلـكـة إلى مـبـنـى الإمـارة حـيـث اسـتـقـبـلـوا في مـكـتـب وكـيـل الإمـارة، وكـان أفـراد أسـرة الـقـاتـل وأعـمـامـه في مـكـتـب آخـر ورفـض الأمـيـر سـلـمـان أن يـمـكـنـوا مـن مـقـابـلـة أبـو تـمـيـم، وطـلـب الأمـيـر سـلـمـان مـقـابـلـة مـع أبـو تـمـيـم وقـال لـه أنـنـا وفـيـنـا بـوعـدنـا بـأن تـسـيـر الـقـضـيـة حـسـب مـقـتـضـيـات الـشـرع وأن لا يـكـون هـنـاك أي تـدخـل وأن الـقـاتـل سـيـجـلـب إلى سـاحـة الـصـفـاة بـعـد قـلـيـل وسـتـتـمـكـنـون مـن مـشـاهـدتـه عـن قـرب لـلـتـأكـد مـن شـخـصـيـتـه وبـعـدهـا الـقـرار لـكـم في الـتـنـفـيـذ. نـزل أبـو تـمـيـم مـحـاطــاً بـحـمـايـة أمـنـيـة ومـعـه بـعـض كـبـار أفـراد الأسـرة ولـجـنـة الـتـنـفـيـذ، وتــم وضـع مـكـان خـاص لأفـراد الأسـرة قــريـب مـن مـكـان الـتـنـفـيـذ.

تــم إحــضــار الــقــاتــل بـســيــارة الــســجــن وأنــزل مــنــهــا مــغــمـم الــعــيـنــيــن ويــديــه مــربــوطــتــان خــلــف ظــهــره وكــان بــجــانــب الــسـيـارة أبــو تــمــيـم وتــمــيــم وأحــد كــبــار أفــراد الأســرة، وتــم اقــتــيــاد الــقــاتــل باتــجــاه أبــو تــمـيــم وأقــتــرب يــريــد أن يــقــبــل رأس أبــو تــمــيــم وقــال لــه : اعــتــقــنــي لـوجـه الله يــاأبــو تــمـيــم، فــدفــعــه أبــو تــمــيــم عـنـه وقـال لــه لـمــاذا لــم تـعـتـق رقـبـة ابــنــي. وحـضـر بـعـد ذلك الـشـيـخ عـبـد الله الـعـبـيـد وعـبـد الله الـسـلـيـم (مـحـافـظ مـديـنـة عـنـيـزة التي تنتمي لها الأسرة) وبــذلا جـهـوداً مـضـنـيـة مـع أبـو تـمـيـم وذكـرا لـه فـضـل الـعـفـو عـنـد الـمـقـدرة إلى قـال لـه الـشـيـخ الـعـبـيـد أنـكـم سـوف تـمـنـحـون مـا تـريـدون إن عـفـوتـم، فـنـهـره أبـو تـمـيـم بـغـضـب وأبـعـده عـنـه.

وفي هـذه الأثـنـاء حـضـر الـسـيـاف وسـل سـيـفـه وتـم إحـضـار الـقـاتـل فـهـد بـن نـايـف ووضــع على ركـبـتـيـه ووقــف الـســيــاف عــنــد رأســه وقــال حــيــنــهــا الــقـاتـل : يــا أبــو تــمـيــم اعــتــقــنــي لــوجــه الله وضــل يــكــرر ذلك مــراراً. وســمــع مــن بــعـيــد صــراخ امــرأة تـبـيـن أنــهــا والــدة فــهــد بن نــايـف وهي تـبـكـي وتــنـادي وتــطــلـب مــن أبــو تــمــيــم الــعـفــو عــن ابــنــهــا، وحـضـر مـديـر شــرطــة الــريــاض إلى أبــو تــمـيــم وقــال لــه مــاذا تــريـد يــا أبــو تــمــيــم، قــال أبــو تــمـيــم : أريــد تـنــفــيــذ الـحـكـم، ثــم طــلــب مــن أبــو تــمـيــم أن يــصــلي صــلاة الإسـتـخــارة، فـرفـض أبـو تـمـيـم قــائـلاً أنـه اسـتـخـار الله تـعـالى وأن مـا يـريـده هـو الـتـنـفـيـذ، في تـلك الأثـنـاء تـأثـر تـمـيـم مـن نـداءات الـقـاتـل والتي كـانت في أغـلـبـهـا: اعـتـقـنـي لوجـه الله يـا أبـو تـمـيـم، ونـداءات أم فـهـد بن نـايـف لأبـو تـمـيـم تـرجـوه فـيـهـا الـعـفـو عـن ابـنـهـا، وابـتـعـد تـمـيـم عـن أبـيـه وعـيـنـيـه مـمـتـلـئـة بالـدمـوع حتى لا يـؤثـر على قـراره، عـنـدهـا اتـصـل أبـو تـمـيـم بـهـاتـفـه الـجـوال على أم تـمـيـم وقـال لـهـا : يـا أم تـمـيـم الـسـيـف الآن فـوق رقـبـة قـاتـل ابـنـنـا فـمـاذا تـريـن ؟ فـبـكـت أم تـمـيـم وقـالـت لـه إنـي فـوضـت الله سـبـحـانـه وتـعـالى ثـم فـوضـتـك بـاتـخـاذ الـقـرار.

رفـع الـسـيـاف سـيـفـه فـوق رقـبـة فـهـد بـن نـايـف فـطـلـب مـنـه تـمـيـم أن الانـتـظـار ثـم طـلـب مـن أبـيـه أن يـصـلي صـلاة الإسـتـخـارة، فـوقـف أبو تـمـيـم بـجـانـب فـهـد بن نـايـف وفـوق رأسـه الـسيـاف وصـلى ركـعـتـيـن لله تـعـالى، وبـعـد أن أنـهـى الـصـلاة قـام ومـد يـده للــربــاط الذي يـربـط يـدي فـهـد بن نـايـف وفـكـه وهـو يـقـول أعـتـقـتـك لـوجـه الله تـعـالى. ووقـع أبـو تـمـيـم على صـك الـعـفـو واشـتـرط فـيـه أن يـحـفـظ فـهـد بـن نـايـف الـقـرءان كـامـلاً.

عـلـت الـتـكـبـيـرات في الـمـكـان والـبـكـاء وسـجــد عــدد كــبـيـر مـن الـحـضــور لله شــكـراً. وبـعـدهـا تـم أخـذ أبـو تـمـيـم إلى الأمـيـر سـلـمـان وفي الـطـريـق قـابـلـه والـد وأعـمـام فـهـد بن نـايـف وأخـيـه وانـهـالـوا بـتـقـبـيل رأس وأيـدي وقـدمي أبـو تـمـيـم، ثـم وصـل أبـو تـمـيـم إلى مـكـتـب الأمـيـر سـلـمـان الـذي خـرج لـه مـن الـمـكـتـب حـافي الـقـدمـيـن واحـتـضـنـه وهـو يـبـكـي ويـدعـوا لـه.

أخـوتي وأخـواتي

هـذه قـصـة الثـلاثـة الأيـام الأخـيـرة مـن قـضـيـة مـقـتـل ابـن الأسـرة مـنـذر، بـدون زيـادة أو نـقـصـان، وسـبـب الـحـرص على نـشـر هـذه الـتـفـاصـيـل هـو الـرغـبـة في عـدم حـصـول أيـة تـأويـلات أو كـتـابـات تـخـرج مـن خـارج الأسـرة وتـخـالـف الـحـقـيـقـة. وإذا كـان أبـو تـمـيـم قـد قـرر الـعـفـو عـن قـاتـل ابـنـه، فـهـو قـد قـرر ذلك بـمـحـض إرادتـه بـدون ضـغـط مـن احـد، وبـنـفـس الـقـدر الـذي وقـفـت فـيـه الأسـرة بـجـانـب أبـو تـمـيـم في مـحـنـتـه وأيـدتـه في إصراره على تـنـفـيـذ الـقـصـاص، فـأنـهـا وبـنـفـس الـقـدر تـقـف مـعـه في قـراره في الـعـفـو، وتــربـأ أســرة الــقــاضي بــنــفـســهــا أن يــكــون هــذا الــعــفــو تــم بــمــقــابــل مــادي أو خـلافـه، كـمـا أن مـن يـعـرف الأسـرة جـيـداً يـعـلـم تـمـام الـعـلـم أنـنـا لـسـنـا مـمـن يـعـفـوا بـسـبـب خــوف أو تـرهـيـب أيـاً كـان مـصـدره، رغــم أنــه ويــشــهد الله تــعــالى لــم يــحــدث أي شـيء مـن هـذا طـوال مـراحـل الـقـضـيـة، ولـكـن الـعـفـو تـم بــعــد وضــع الــســيـف على رقـبـة الـقـاتـل ولــوجــه الله تـعـالى والأمـر لله أولاً وآخـراً. وكـمـا أنـنـا لـم نـقـبـل الـعـروض الـمـاديـة للـعـفـو أثـنـاء الـقـضـيـة وبـعـد صـدور حـكـم الـقـصـاص، فـإنـنـا وبـنـفـس الـقـوة نـؤكـد الآن أن هـذا الـعـفـو تـم لـوجـه الله ولـن نـقـبـل لا عـاجـلاً أو آجـلاً أي نـوع مـن أنـواع الـتـعـويـض، والـعـوض الـذي نـرجـوه هـو رضى الله تـعـالى عـنـا وجـزاؤه لـنـا على عـفـونـا عـن قـاتـل ابـنـنـا وإحـيـاء الـنـفـس التي مـن أحـيـاهـا فـكـأنـمـا أحـيـى الـنـاس جـمـيـعـاً.

وتـرجـوا أســرة الــقــاضي مـن جـمـيـع الأخـوة مـراعـاة مـصـاب الأسـرة في ابـنـهـا مـنـذر والـدعـاء لـه بالـرحـمـة والـمـغـفـرة وأن يـراعـوا مـا مـرت بـه الأسـرة مـن مـحـنـة وإن كـانـت خـرجـت بـهـا مـرفـوعـة الـرأس، فـهـي حـيـن اتـخـذت قـرار تـنـفـيـذ حـكـم الـقـصـاص اتـخـذتـه بـشـجـاعـة دونـمـا خـوف مـن أحـد إلا الله سـبـحـانـه، وحـيـنـمـا اتـخـذت قـرار الـعـفـو اتـخـذتـه بـنـفـس الـدرجـة مـن الـشـجـاعـة، كـمـا تـرجـوا الأسـرة عـدم إقـحـام اسـم الأسـرة في صـراعـات لا عـلاقـة لـهـا بـهـا باسـتـخـدام هـذا الـمـوضـوع بـشـكـل سـلـبـي قـد يـؤثـر في نـفـسـيـة أسـرة الـقـتـيـل أو أن يـتـخـذ هـذا الـمـوضـوع مـطـيـه للإسـاءة لأحـد، وأن يـتـذكـروا دائـمـاً أن الله سـبـحـانـه هـو مـقـدر كـل شـيء وأنـه هـو سـبـحـانـه لـه الأمـر أولاً وآخـراً.

رحــم الله ابــنــنــا مــنــذر واســكــنــه فــسـيــح جــنـاتــه وألا يــريــكــم مــكــروه.

والــحــمــد لله رب الــعــالـمــيــن





صورة سليمان القاضي والد القتيل ..وفي الاطار صورة القتيل منذر



صورة المحامي والمعفو عنه وقائد قوة أمن قصر الحكم

تحياتي

الوحيـد







قديم 02-05-04, 11:32 pm   رقم المشاركة : 2
الوحيـد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوحيـد غير متواجد حالياً

مشاهدات من ساحة الصفاة بالرياض
(من مكان تنفيذ حكم الاعدام)




- كان القاتل: يتوسل :أعفو عني ياعم أبو تميم لوجه الله.

- أثناء أنزال القاتلوجلوسه في الساحة دوت صرخة عالية من الزواية الغربية الشمالية أتضح أنها لامرأة يقال : أنها والدة القاتل، وقد هرع الكثير من الامراء إلى جهة الصوت .

- ظلت المحاولات في اقناع أبي منذر أكثر من ثلاث ساعات في الساحة وقبل ذلك في الامارة من قبل أعمام الامير وعلى رأسهم الامير /محمد بن سعود.

- قام أبو منذر بصلاة الاستخارة قبل التنفيذ بلحظات.

- قبل العفو قام أحد الاشخاص بإعطاء أبو منذر تلفون الجوال وقد تكون هذه المكالمة هي الحاسمة.

- في مبنى الامارة اجتمع مجموعة من المشايخ لاقناع والد القاتل وإيضاح الاجر الكبير للعفو.

- الكثير من أبناء عم الامير كانوا في الساحة وقد كانوا في محاولات مستميتة لاقناع والد القاتل.

- قبل العفو بثواني كان القاتل يجثو على ركبتيه ينتظر القصاص.

- والدة القاتل كانت تجلس أمام بيت المقتول من بعد الفجر لعل وعسى.

- في لحظة ترقب وصمت أعلن الأب العفو وقد كان منظر رهيب وعلت أصوات التكبير والدعاء لوالد القتيل من كل حدص وصوب.

- أتجه أغلب من في الساحة إلى أبي منذر للسلام عليه وشكره، والكثير منهم سجد شكرا لله.

- حاول بعض أبناء عم المقتول الاعتراض وتم منعهم من قبل رجال الأمن.

- قابلت مجموعة من أبناء القاضي وكلهم أكدوا عدم التنازل وأصرارهم على تتفيذ الحكم .

- تفاجأة الكثير من أسرة القاضي بالعفو حيث أن لم يكن في الحسبان أن يعفو والد منذر كما صرح لهم.

- طوال انتظار والد القاتل لاحظت وجود أحد المشايخ يرافقه كظله وظل طوال الوقت يكلمه.

- وجود الكثير من كبار الضباط.

- غضب عارم يعم أبناء عم المقتول على والد منذر بسبب العفو المفاجئ .

- حضور الكثير من عائلة القاضي التي تمتاز بكثرتها من جميع أنحاء المملكة.

- ترديد كلمة الله أكبر من أماكن متعددة من الساحة وتبدو لأشخاص يطالبون بالقصاص.

- يبدو أن الالتزام الديني لأبي منذر كان له تأثير على قراره بالعفو.

- وكان يمشي بجواره طوال الوقت شخص آخر ملتزم وهو شاب في أوسط عمره وقد لاحظت الكثير يقترب منه ويكلمه .

- كان شكل السياف(( المسمى خسارة)) رهيب وكان في أهبة الاستعداد والثقة وكان أنيق المظهر بشكل ملفت.

- يقول : أحد أبناء القاضي عندما سأل عن أسباب العفو فقال: أن العم سليمان.....عندما سمعت القاتل يرجوني العفو بكل ضعف ورجاء وحسرة وصوت والدته تصرخ .....قررت العفو لوجه الله ورحمة به .

- ويقول لقد تحقق الهدف الاهم وهو : أقامة الشرع مهما كان شخصية القاتل ، فقد كان هدفي الأول أقامة حد الشرع وقد تحقق ولله الحمد ، ومجرد جلوس القاتل ينتظر قطع رأسه دون النظر لشخصية القاتل فهذا بحد ذاته أنجاز وسابقة في تاريخ هذه البلاد المباركة وبداية لردع كل من تسول له نفسه الاخلال بالامن.

- أكد الكثير من أبناء أسرة أن والد منذر قرر التنازل لوجه الله وليس نتيجة ضغط ويقسمون على ذلك.







قديم 02-05-04, 11:35 pm   رقم المشاركة : 3
الوحيـد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوحيـد غير متواجد حالياً

وهذا تعليق من الشيخ محسن العواجي حول الموضوع

(يا أبا تميم: أخذت بالعفو ...فأعرض عن الجاهلين)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أولا وآخرا، و هكذا انتهت قضية المرحوم منذر القاضي بالعفو عن قاتله شرعا بعد ما تمكن والده من القاتل به صباح هذا اليوم، تم هذا بين الرجال العقلاء بعيدا عن المصطادين بالماء العكر الراقصين على الجراح النازفة والممتهنين للمزايدات على المآسي، ما أجمل سيادة الشريعة وانضواء الكل تحت لوائها،لقد سارت الأمور بقدر الله وحكمه وحكمته، فارتسم الرضا على الجميع رغم قسوة الموقف، وقائع اليوم ومشاهده لن تنسى أبدا، فالمكان هو ميدان الصفاة حيث تدحرج الرؤوس عادة عن أجسادها، الصفاة الواقعة وسط العاصمة بين الجامع الكبير بالرياض حيث رمز الشريعة، ومكتب الحاكم الإداري لمنطقة الرياض حيث مقر السلطة التنفيذية، يقف بن حفيد المؤسس معصوبا مربوطا جاثيا على الأرض والسياف على رقبته ينتظر تنفيذ حكم الله، وسط المناشدات والاستغاثة من هنا وهناك (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).

كنت كغيري من المتابعين بفضولية لسير مجريات التحقيق ومحاكمة الغدر بالمرحوم منذر القاضي منتظرا ما سيتمخض عنه الموقف، ولم أكن الوحيد الذي كان يرجح التدخل في مرحلة ما بشكل أو بآخر من قبل أصحاب النفوذ، كون القاتل من الأسرة الحاكمة وفق مما تعارف الناس عليه فيما مضى بصعوبة الاقتصاص منهم، والذي ليس هذا مجال بحثه خاصة بعد بشائر مجريات أحداث اليوم المشجعة، حيث سارت الأمور بحمد الله بطريقة أثلجت الصدور النظيفة و نالت تقدير الجميع وسجلت صفحة مشرقة في مجتمعنا الإسلامي السعودي وكان نجوم ميدان الصفاة صباح هذا اليوم ثلاثة لهم علينا حق الشكر على مواقفهم بعد شكر الله وهم:

أولا: سيد الميدان الحقيقي وفارسه الأوحد صبيحة هذا اليوم هو الشيخ سليمان بن عبد الرحمن القاضي الذي سوده الشرع بسلطته (فقد جعلنا لوليه سلطانا) ومكنته الدولة بعدلها معه ضد من قتل فلذة كبده، سيطر الشيخ سليمان على الساحة والجميع يرقبون اللحظة التي يعتق فيها الرقبة فيكبرون الله ويشكرونه، بعد أن تأكد للحضور أنه لا أحد تلك اللحظات من الملك فما دون يملك التدخل للحيلولة دون تنفيذ الحكم ولو أصر والد المقتول على قتل القاتل ما حال دونه مخلوق كائنا من كان، والذي يعرف أبا تميم عن قرب يدرك أنه المربي ورجل الأصول ، ولا غرابة فهو سليل الأسرة العريقة من آل قاضي المتحضرة قديما و المنحدرة من قبيلة بني تميم المشهورة الذين لا تنقصهم الشدة والشجاعة بأخذ الحق، فهم بشهادة نبينا محمد صلى الله على وسلم أشد أمته على الدجال، هذا الرجل وقف في ميدان الصفاة بعد أن صلى الاستخارة مستحضرا حجم الضغوط و تدفق اللوم من بعض أقاربه الذين ربما لا يدركون بعد نظره، فتذكر خطاب الله لنبيه (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) فوسعه ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم، فآثر تسجيل صفحة العفو عن مقدرة على أخذ الحق بعدل، فقدم مصلحة المجتمع على حقه وأعطى الجميع درسا لن ينسى، هذا الرجل كان يرمي إلى أبعد من مجرد القصاص الذي وإن شفى قلب مكلوم لفترة وجيزة فلن يرد نفس خرجت إلى بارئها، وهناك فرق بين من قتل نفس، وبين من أحياها، فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، الشيخ سليمان القاضي يريد ترسيخ مباديء التعامل بين أفراد الأسرة الحاكمة والمواطنين على أساس شرعي عادل، ثم يتبع ذلك بعتق رقبة ابنه الجديد (فهد) بالعفو والعفو وحده دون مقابل، تلكم اللحظات العصيبة التي لن ينساها الأمير وهو يتوسل لوالد القتيل بالعفو الذي بادره أخيرا بالمسح على جبينه وفك رباطه وكشف عينيه للنور مرة أخرى ليحيا من جديد عارضا عليه شرطا واحدا مقابل العفو (أن تحفظ القران)!!!.

ثانيا: الأسد الآخر هو فارس ذلكم الميدان دائما و الذي يتابع كل لحظات المشهد بنفسه و هو الذي مكن الشيخ سليمان من الهيمنة على الساحة برجالها ونسائها وجنودها وسيافها، بحكم الشرع طبعا، إنه الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي بحنكته وخبرته أدار هذه الأزمة المتأرجحة بين غاية اليأس والرجاء، لقد تحولق حوله الجميع من ذوي القاتل والمقتول منذ الساعات الأولى ينتظرون كل مفاجأة، عافانا لله وإياكم من الابتلاءات والمفاجآت، لقد جمع الله لأمير الرياض بين حزم الحاكم ورأفة الوالد وخبرة الإداري، قد مر عليه الكثير من مواقف الدماء والقصاص، علاوة على أنه قد دفع الله به الكثير من تصرفات سفهاء الأسرة وبلطجتهم على الشعب السعودي، ترك لقد الأمور تسير وفق منظور الشرع إلى نهايتها، فكان الاتهام بالقتل مشروعا، والجرم ثابتا، والحكم شرعيا، والتنفيذ واجبا والعفو شرعيا، قطع الطريق على كل متطفل و سلم أمر الجميع صباح هذا اليوم بيد الشيخ سليمان القاضي ليقضي في قاتل ابنه ما يشاء، لقد سجل سلمان بن عبد العزيز اليوم موقفا مشرفا أنا أول من يشكره عليه وعلى أمثاله من المواقف المشابهة، لم اكن لأجامله في أمر سيسألني ربي عنه و بحكم قرابتي بآل القاضي حرصت أن أتحقق من داخل أسرتهم و قبل كتابة هذا المقال: هل تمكن والد القتيل من قاتل ابنه دون ضغوط؟ فأجمع من سألتهم بقولهم :اللهم نعم، وأكدوا أن القاتل ما كان لينقذه من الموت بعد الله سوى عفو والد القتيل هذا ما ظهر لنا جليا، وحتى أن رجلا بمقام الأمير سلمان لا يعلم نهاية مشهد اليوم حيث كان الأمل في العفو ضئيلا جدا، هذا والله ما أشهد به وما سيسألني ربي عنه، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

ثالثا: الشكر والدعاء موصولان لأختينا الكريمتين (أم تميم) و(أم فهد) والدتي المقتول والقاتل، فقد تحملتا أعظم الله أجرهما عبئا كبيرا من الهم والسهر والقلق والبكاء وهما بريئتان غافلتان، الأختان البريئتان لا ذنب لهما سوى الأمومة الحانية على فلذات أكبادهما ولئن كان منذر مغدورا برئيا، فقد نال أم القاتل أيضا من الهم والجزع ما يجعلها تشارك أختها أم تميم ببعض معاناتها، فنقول لهما اصبرا واحتسبا واحمدا الله على قضائه وقدره ، ولأم تميم خاصة نقول عوضك الله خيرا والله لن يضيع الله عفوكم وابشري بخير مما فات، فأنتم الذين تفضلتم بالعفو والله تعالى يعطي على العفو مالا يعطي على غيره.

إنني إذ أحيي الشيخ سليمان القاضي على أخذه بالعفو فإنني أذكره بما وعد الله على العفو، يا أبا تميم أما وقد اخترت هذا الخيار المبارك، فلا تلتفت إلى كل من يريد أن يسجل موقفا مجانيا ليزايد عليك فأنت وحدك صاحب الشأن وسلكت مسلكا شرعيا، فلا تأبه بمن لم يشعروا بشعورك ولم يقفوا موقفك العظيم، وها أنت قد سجلت موقفا تأريخيا يندر تسجيله إلا من أمثالك المحتسبين، وقبل ذلك أحيي الأمير سلمان بن عبد العزيز على حسن إدارته لهذه الأزمة، كما أهنئه على جمال نتيجتها برضى الجميع وفق قواعد الشرع. كم أتمنى كمواطن يشرفه الانتماء لهذا البلد الإسلامي أن تكون وقائع اليوم صفحة جديدة للكل في التعامل مع الناس بعدل حكاما ومحكومين، خاصة في أمور الدماء ولتكن هذه الحادثة ناسخة للكثير من قصص الماضي، في أي نزاع خاصة عندما يكون أحد أطرافه أمير ، صغيرا كان أم كبيرا، ولنضع حدا لقصص التوجس والوحشة ولنكن عباد الله إخوانا، نحتاج إلى وقائع علنية مماثلة على أكثر من صعيد لإزالة ما قد علق بالنفوس، فو الله إن سيادة الشريعة مطلب رئيس للجميع وهو الذي سيروض قلوبنا لقادتنا بالسمع والطاعة بالمعروف، كما أن العكس لا سمح الله ينفرنا منهم مهما جاملناهم رغبة أو رهبة، ولقد كنا في الماضي نتلمس شبهة إيجابية فنفسرها لصالح الدولة طمعا في لم الشمل ووحدة الكلمة واليوم جاءتنا حقيقة ناصعة تمثلت في تمكين مواطن سعودي من أحد أفراد الأسرة الحاكمة ليقتص منه فلم يسرف في القتل، بل بادر بالعفو فلله الحمد والمنة.

أتمنى أيضا أن يتعامل الأخوة مع مشاهد اليوم بكل حكمة وتعقل بعيدا عن المزايدات ونكأ الجراح، فالدنيا ابتلاءات كفانا الله وإياكم شرها، ومن يدري فلعلنا نحتاج يوما إلى من يعفو عنا أو عن قريب لنا، و أيم الله أني أكتب الآن وأنا وسيط خير في قضيتين مشابهتين لعل الله أن يصلح بين أطرافهما فيقتدون بأمثال أبي تميم وعفوه، أتمنى أيضا أن يتعلم أبناء الأسرة الحاكمة من درس اليوم ما يجعلهم يبتعدون عما يحرجهم مستقبلا أو يحرج قادتنا وقادتهم في الحقوق، وليعلموا أن الشرع مطهرة للجميع و أن دماء الناس معصومة وحرماتهم محفوظة وليس كل الناس بمثل عقل وحكمة سليمان القاضي الذي انتظر حكم الشرع طويلا ليتصرف بحقه في العفو، فهناك من لا يتحمل الضيم ولا يقبل الإهانة، خاصة عندما يصاحب الجريمة استهزاء واستخفاف بالحرمات، وكما أن في الأسرة طائشين ومتهورين ففي غيرهم مثلهم ، كفانا الله وإياكم شر الفتن والفوضى لاسيما ونحن في مرحلة استخف البعض بالدماء المعصومة والبريئة فكيف بمن يجدون لهم عليه سبيلا.

أخيرا من الطبيعي أن يحاول كل طرف فيما مضى الضغط بكل وسيلة على الطرف الآخر بهدف إنهاء القضية لصالحه ولا عيب في ذلك طالما أن الأمر لا يحل حراما ولا يحرم حلالا (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) ولقد أحسن الشيخ سليمان القاضي في استخدام حقه الذي فرضه الله له بالصمود دون توان أو ضعف ليسجل الموقف في لحظته المناسبة، كما أحسنت الدولة بعدم تمكين ذوي النفوذ بالتدخل قضائيا، مع إتاحة الفرصة لأهل الخير للتدخل بالصلح وفق ما هو متاح للجميع. اللهم إنا نسألك العفو والعافية، الله إنك تعلم أننا لا نحب للمسلمين من الأسرة والشعب رجالهم ونسائهم إلا خيرا، اللهم فرج همنا وهمهم ، ونفس كربنا وكربهم واغفر اللهم لنا ولهم، اللهم لاترينا وإياهم مكروها ولا مكروبا، ولا تفجعنا بوالد ولا ولد، اللهم وأجزل للشيخ سليمان القاضي المثوبة على عفوه عن قاتل ولده واحفظ لبلادنا قادها وأمنها واستقرارها واهدنا إلى الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

محسن العواجي- الوسطية- الحلقة الفكرية 12/3/1425هـ







قديم 02-05-04, 11:38 pm   رقم المشاركة : 4
الوحيـد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوحيـد غير متواجد حالياً

حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم صالح الخضيري
قاضي المحكمة الكبرى بالرياض :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله صحبه أجمعين، أما بعد، لا شك أن الله عز وجل أمر بالعفو وقال: {وإن تعفو أقرب للتقوى}، وقال جل وعلا: {من عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} ولا شك أن هذا المواطن الغيور "سليمان القاضي التميمي" قد عفا لوجه الله تعالى مخلصاً في عفوه نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، لأنه قد طلب من الجانب الذي سينفذ عليه القصاص أن يحفظ القرآن الكريم، وقال له عفوت عنك مقابل أن تحفظ القرآن الكريم لوجه الله تعالى وأراد منه أن يحفظ القرآن الكريم لعل الله أن يصلح حاله، وعلينا أن نتفهم شيئاً مهماً أن انفاذ القصاص على أحد أفراد الأسرة المالكة ليس جديداً وليس طارئاً بل هذا متأصل منذ القدم في أي قضية يحصل من أفراد الأسرة المالكة ما يحصل من أفراد الأسر الأخرى من أخطاء، وفي الأسرة المالكة مثل ما في غيرها من الأسر أناس يخطئون وتطبق عليهم الأحكام الشرعية وتمر علينا في القضاء كثير من هذه المواقف وتقوم الدول موفقة بإجراء تنفيذ القصاص وتتمها حتى إ
ذا حصلت الإجراءات إحياناً يعفون عنه في السجن قبل أن ينطلق إلى ساحة القصاص وأحياناً يعفو قبل ذلك وأحياناً يعفو في ساحة التنفيذ كما حصل هذا اليوم.
ويضيف الشيخ الخضيري لـ "الرياض" يبقى القول إن هذا الموقف إنساني من جهتين الجهة الأولى "العدل الذي قامت عليه السموات والأرض والذي يجب على الدولة أن تعتز به وتعتز بتنفيذ شريعة الله عز وجل دون تفريق بين مواطنيها سواء كانوا من افراد الأسرة أو كانوا من غير أفراد الأسرة المالكة، هذا الجانب الأول وهو تطبيق شريعة الله تعالى وقد جاء في الحديث: (لأن يقام حدّ من حدود الله تعالى خير من أن تمطر السماء أربعين يوماً" وبلا ريب فإن اقامة القصاص حياة كما قال ربنا تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}.. وان إقامة القصاص مما تميزت به هذه البلاد المباركة فمجرد التعبد لله تعالى بإقامة حد من حدوده يعتبر ميزة من المميزات العظيمة لهذه الدولة الراعية لشريعة الله المطهرة المطبقة لها على جميع رعاياها سواء كانوا من الأسرة المالكة أو غيرها من الأسر.
والموقف الثاني هو الموقف الإنساني النبيل الذي تحلى به والد المجني عليه ووالدته فإن هذا الموقف الإنساني النبيل يؤكد لنا ان الإسلام دين يتعطش لحقن الدماء ويبتعد ابتعادا كليا عن سفك الدماء وان يتعطش لاحياء الناس ولهذا قال الله تعالى في محكم التنزيل {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} فهذا المواطن قد أحيا نفساً كادت أن تموت بإرادة الله تعالى وقضائه وقدره وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أعتق أمرءاً مسلماَ اعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار".

@ فضيلة الشيخ هناك من ضعفاء النفوس والغوغائيين ممن يرون انها مجرد مسرحية أقصد تنفيذ القصاص هذا؟

- يقولون هي مسرحية؟!! أولاً للعلم أنا اتحدث من واقع ان التنازل ثبت شرعاً لدى مجموعة من القضاة، ثانياً الأصل في المسلمين الصدق ولا يجوز لمسلم أن يتهم نيات الناس أو يتدخل فيها، ثالثاً هنا ملحظ مهم وكبير جدا وهو ان القاضي الذي أثبت التنازل قد استحلف المتنازل بالله عز وجل هل تنازلت بطوعك واختيارك دون جبر أو إكراه؟ فقال نعم وذلك بعد أن عاد إلى المحكمة بعد التنازل في ساحة القصاص لتصديق تنازله، ولقد قال تنازلت لوجه الله تعالى وقد عرض عليّ 70مليون ريال ولم أقبلها واستحلفه القاضي وتنازل بإرادته وهو رجل من قبيلة عريقة أثنى عليها نبينا صلى الله عليه وسلم وهي قبيلة "بني تميم" معروفة بأصالتها وعزها ولا يمكن أن تتهم النيات ولا يمكن أن تتهم المقاصد بل الأب عفى لا يريد جاهاً ولا سمعة وإنما يريد وجه الله عز وجل وهكذا نحسبه وهكذا كان إقراره أمام القضاء الشرعي والعلم عند الله تعالى، اما مسألة النيات فلا يجوز لأحد أن يتدخل فيها ولا أن يحكم فيها ولا أن يبين فيها أشياء وهذا الموقف الانساني النبيل يجب حقيقة أن يغطى إعلامياً تغطية تليق بطريقة العفو التي خلت من أية إغراءات إلا ابتغاء وجه الله تعالى.

@ هل واجه القضاة ضغوطاً للحيلولة دون تنفيذ الحكم الشرعي بالقصاص؟

- أولاَ معروف ان الأسرة المالكة والأسرة المتنازلة أسرتان عريقتان أصيلتان تنتميان لقبائل عربية ذات شيم وكرامة وأخلاق عالية وكلهم مسلمون يتعبدون لله تعالى وباحترام القضاء والقضاة ويدركون أن قوة القضاء من قوة البلاد وان عز القضاء من عز البلاد ولذلك يدركون ان القضاء لا يمكن أن يؤثر عليهم لأنهم يحرصون على تحقيق العدل وقضايا القتل دائما تنظر من 13قاضيا في درجات قضائية متفاوتة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ولم يعهد ان الدولة قد مارست ضغوطا من أي وجه ولا حتى أحد من المواطنين استطاع أن يمارس ضغوطا على القضاء والقضاة بأي درجة كانت بل القضاة ينظرون لهذه القضايا تعبداً لله تعالى وهم يدركون أنهم في قضائهم يتعبدون لله تعالى بأداء الأمانة العظيمة التي حملها الله إياهم ثم حملها ولي الأمر لهم.

@ إذاً 13قاضياً حكموا في قضية القصاص؟

- نعم ثم صدر الأمر بتنفيذه وجاءوا إلى ساحة القصاص ومثل الجاني للقصاص واستعد السياف لقطع رقبته وصلى ولي الدم صلاة لمدة 30دقيقة استخار الله فيها عز وجل فيما يمليه عليه ضميره وإنسانيته فكانت الصلاة فيصل خير ومصدر عز وبركة ونفع للإسلام والمسلمين.

@ من كان مع الأب؟

- كان معه أبناؤه واخوته.

@ والطرف الثاني؟

- ليس معه إلا رجال الأمن والجهات المعنية.

@ كيف أثبت التنازل؟

- توجهوا للمحكمة وأثبت التنازل من قبل 3من أصحاب الفضيلة القضاة.

@ شرط حفظ القرآن الكريم ماذا عن تنفيذه؟

- ليس شرطاً بل طلب لأن الشرط لا ينعقد أصلا ولا يصح لو عفا إنسان عن إنسان آخر بشرط القصاص لصح العفو وبطل الشرط لأن حفظ القرآن الكريم ملكة يعطيها الله من يشاء، إنما طلب منه حفظ القرآن الكريم ليزداد صلاحاً وتقى وهذا يؤكد على طهارة قلوب المسلمين وانهم يريدون وجه الله تعالى والدار الآخرة في أعمالهم ويؤكد ظهور الجانب التعبدي الديني في هذا الرجل الذي تنازل وعفا لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته.

@ بعد التنازل هل قابل والد القتيل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز كون سموه الحاكم الإداري؟

- نعم حضروا إلى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأقروا بتنازلهم باعتبار سموه الحاكم الإداري والذي وجههم إلى القضاء الشرعي لإثبات التنازل شرعاً بعد ان تنازلوا أمام سموه وكان لسموه جهود طيبة جبارة في تقدير هذه العائلة بالتعامل الراقي معها تعاملا راقيا معتدلا وكان بحق يدرك إدراكا تاما العدل والقضاء الشرعي سيأخذ مأخذه.

@ وماذا بعد هل اطلق سراح القاتل؟

- الحق الخاص انتهى أمره، يبقى النظر في الحق العام للدولة والذي تنظر فيه الجهات المعنية وتملكه الدولة وبالحق الخاص انتهى دور القضاة والحق العام ينظر قضائيا شرعا وله نظر شرعي خاص.

ملطووش

تحياتي

الوحيـد







قديم 03-05-04, 12:53 am   رقم المشاركة : 5
بندر الحمر
المدير الإداري
 
الصورة الرمزية بندر الحمر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بندر الحمر غير متواجد حالياً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عفى الله عما سلف

الحمد لله ان العدل بخير







قديم 03-05-04, 01:13 pm   رقم المشاركة : 6
الوحيـد
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوحيـد غير متواجد حالياً

فيمتو


شكراً لك


تحياتي

الوحيـد







موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:08 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة