السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أيها الأحبة لا تخلو حياتنا من مواقف نحتاج فيها إلى تقديم وتوجيهات ونصائح للآخرين , نقدمها إلى الولد , الزوج , الصديق , الجار , الأبوين , تختلف نهايات النصائح باختلاف بداياتها .
أعني : إن كانت البداية بأسلوب مناسب , ومدخل لطيف , انتهت كذلك , وإن كانت بأسلوب جاف , ومدخل عنيف , انتهت كذلك .
عندما ننصح الناس أيها الأحبة فنحن في الواقع نتعامل مع قلوبهم , لا أجسادهم , لذلك تجد بعض الأبناء يتقبل من أمه النصح ولا يتقبل من أبيه , أو العكس ..
والطلاب يتقبلون من مدرس , دون الآخر , وأول البراعة في النصيحة أن لا تكثر منها وتدقق على كل صغير وكبير , حتى لا يشعر الآخرون أنك مراقب لحركاتهم وسكناتهم فتثقل عليهم ..
وإن استطعت أن تقدم النصيحة على شكل اقتراح فافعل ..
مثـــــــــــــال ذلـــك :
قدمت زوجتك طعامك إليك , وقد تعبت في صنعه وإعداده , ولكنه مالح , فلا تقل : أوووووه , ما هذا الطعام , أعوذ بالله !! وضعتي علبة ملح كاملة ..
لا يا أخي وإنما قل : لو قللتي الملح في الطعام لكان أحسن ..
أيها الأحبة انظروا إلى المنهج النبوي في ذلك :
- أراد صلي الله عليه وسلم يوما أن يوجه عبدالله بن عمر للتعبد بصلاة الليل , فما دعاه وقال : يا عبدالله قم الليل , وإنما قدم النصيحة على شكل اقتراح , وقال : نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل ..
- وفي رواية قال : يا عبدالله لا تكن مثل فلان , كان يقوم الليل فترك قيام الليل ..
بل إن استطعت أن تلفت نظره إلى الأخطاء من حيث لا يشعر فهو أولى ...
باختصار : " الكلمة الطيبة صدقة " .. حديث شريف .
ولا تنسوني من دعائكم ..