لا أصنف نفسي ملتزماً أو مستقيماً بل مقصّر أسال الله أن يغفر لي ذنوبي ما ظهر منها وما بطن , ورغم أنني لا أنتمي لأي تيار أو فكر متشدد , بل على العكس غالباً وهذا ما يجعل أفكاري أحياناً تصطبغ بصبغة الليبرالية الدهماء التي أمقتها !
لكـن التحوّل المذهل والسريع لمجتمع القصيم المحافظ – سابقاً – في أغلب أفكاره الذي أخشى أن يكون نتيجة عكسية لكبتٍ سابق تحت وطأة التشدّد و قسر للعقل الجمعي و إجباره على امتثال رأي موحد تحت وصاية ما من تيار معين !
أهمّ ملامح هذا التغيّر والتحول المفاجئ | المــرأة بفكرها و لباسها وحتى التعامل معها | ذلك الكائن الضعيف المغلوب على أمره والمضطهد !
• على الأقل كانت المرأة محتشمة خجولة حييّه مضرباً للمثل أما الآن فصوتها يعلو في الأماكن العامة وعلى زوجها ولا تجد غضاضةً في محادثة الرجال الأجانب و الاختلاط بهم لحاجة ومن غير حاجة – وعينها في عينه - ! سواء عن طريق الهاتف أو برامج المحادثة والتواصل الاجتماعي والمنتديات
• علا صوتها كثيراً في كل مكان : في البيت , في العمل , في المنتديات وعلى الصحف مطالبة - مع كل هذا- بحقها المسلوب !
• لم يعد انتقاء الألفاظ والكلمات مهماً لديها ! المهم أن تعبّر عن وجهة نظرها دون حياءً هو في الأصل من صميم فطرتها !
• لبست العباءة الضيقة والنقاب الواسع فظهرت زينتها الجسدية من تحت الحجاب و لم يعد ذلك عيباً أو جرماً يستحق الإنكار, سامح الله من أباح عباءة الكتف ||لقد صارت وبالاً !
• صارت تشجب وتستنكر مضايقة الشباب لها علناً وتستسيغه باطناً و من وراء حجاب !
• صارت أكثر جرأة في ارتكاب كل محظور دون خجل من الله ولا من الناس بحجة التطور والإنفتاح والموضة ونبذ الرجعية و تخلصاً من براثن التخلف !
حتى الرجال لم يعودوا أولئك الرجال ! فأهمل الراعي رعيته و أسبغت الثقة المطلقة على كل المحارم رغم أنه لا أحد منهم يجهل أن الوضع أصبح أكثر خطراً من ذي قبل و أن الإنحراف صار طريقاً ممهداً بلمسة زر !
إن بعضهم لا يجد في نفسه حميّة ولا غيرةً على محارمه من أن تظهر على الملاْ من خلال الشاشات أو الإحتفالات العامة أو على الصحف و تخالط الرجال و تكلمهم وعصبة من محارمها المقربون | ولا مانع لديه من أن يمنحها توكيلاً لتخليص معاملة قد تعطلت لكونه رجلاً !
صرخة
| مزيداً من الغيرة والنخوة أيها الرجال|
خاتمة
| عندما طعن المارقون عثمان بن عفان و شاهدت زوجته الدماء تسيل من جسده الطاهر فجعت وهرعت إليه فسقط خمارها وانكشف شعرها فصاح الخليفة الراشد :
غطّي رأسك فوالله إن هذا الدم الذي يسيل من جسدي أهون عليّ أن يرى أحد شعرك |