
1- حضور القلب
من أهم مفاتيح التدبر الحرص على حضور القلب قبل القراءه
فلا تقرأ بعيني رأسك ولكن إقرأ بقلبك
اقرا ببصيرتك ...
لماذا القلب ؟؟؟
....
يقول الله تعالى (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ } [(57) سورة الكهف
جاءت هنا الاكنّه بمعنى الاغطيه والاغشيه علىالقلب
يعني قلبمحجوب عن فهم آيات الله ..
فلم نحجب قلوبنا عن القرآن بأيدينا ؟؟
لم نقرأ القرآن بدون قلب ؟؟أو نقراه وقلوبنامعطله ؟؟
ويقول الله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)الحج
فكيف نعقل القرآن ان لم نقراه بقلوبنا ؟؟
....
وقال تعالى مخاطبا للنبي صلى الله عليه وسلم
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )الشعراء
قال سبحانه نزل علىقلبك!
فاعرضي أخيتي القرآن على قلبك
حتى نستشعر عظمة كتاب الله
وحتى نصل لتلك الحاله من التأثر التي أخبر عنها ربنا في آيات كثيره قد سلف ذكرها
....
ويقول ابن مسعود
(ان اقواماً يقرؤون القرآن لايتجاوز حناجرهم
ولكن اذا وقع في القلب فرسخ في نفع)
يعني ان أردنا التدبر لابد..لابد..
لابد من القراءه بالقلب
....
يقول ابن القيم في كتابه الفوائد
اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه
والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه
فانه خاطب منه لك على لسان رسوله
قال تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )
وذلك ان تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثر مقتض
ومحل قابل وشرط لحصول الأثروانتفاء المانع الذي يمنع منه تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد
فقوله( ان في ذلك لذكرى )
اشار الى ما تقدم من أول السورة الى ههنا وهذا هو المؤثر
وقوله (لمن كان له قلب)
فهذا هو المحل القابل والمراد به
القلب الحي الذي يعقل عن الله
كما قال تعالى( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ )
أي حي القلب وقوله (أو ألقى السمع)
أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه الى ما يقال له وهذا شرط التأثر بالكلام
وقوله (وهو شهيد)
أي شاهد القلب حاضر غير غائب
....
قال ابن قتيبة
استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساه
وهو اشارة الى المانع من حصول التأثير
وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له
والنظر فيه وتأمله فاذاحصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل
وهو القلب الحي ووجد الشرط وهو الاصغاء
وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب
وانصرافه عنه الي شيء آخر حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر
احببت أن افرد هذه المساحه لحضور القلب
لانه اهم مفاتيح التدبر
2-الترتيل
الترتيل يعني الترسل والتمهل .التلاوه بتان وعدم الاسراع بها
ومن ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ وتمام المعنى,
بحيث كون القارئ متفكراً فيما يقرأ قال الله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا )المزمل
....
قال ابن كثير
أي قرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فم القرآن وتدبره
قال ابن مسعود
(لاتهذوا القرآن هذ الشعر ولاتنثروه نثر الدّقل (اي تقرأوه بسرعه)
وقفوا عند عجائبة وحركوا به القلوب
ولا يكن هم أحدكم آخر السورة
3- تكـــرار الآيه
ان الهدف من تكرارها هو التوقف لاستحضار المعاني وكلما كثر التكرار كلمازادت المعاني التي تفهم من النص
والتكرار ايضا قد يحصل لاارادياًتعظيما او اعجابا بما قرأ
فالتكرار نتيجة وثمرة الفهم والتدبر وهو أيضاوسيلة اليه حينما لايوجد
4- الوقوف أمام الآيات والالتزام بالأمر
روى حذيفه _رضي الله عنه
(انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله فكان يقرأمسترسلاً
اذا مرّ بآيه فيها تسبيح سبّح ,واذا مرّ بتعوذ تعوذ
فهذا تطبيق نبوي عملي للدبر ظهر
أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ
5-مراعاة سبب نزول هذه الآيه
وذلك للفهم الصحيح ثم ان معرفةاسباب النزول تعد من القواعد المهمه في تدبر القرآن
لأن كثير من الآيات ارتبط نزولها بمناسبات ووقائع معينه ,ولايمكن ان تفهم الا بمعرفةالمناسبات والوقائع التي نزلت لمعالجتها
6- محاولة تطبيق الآيه على الواقع الذي نعيشه
ربط ألآيه بالواقع :
أي تنزيل الآيه على المواقف والاحوال اليوميه التي تمر بالشخص وهو التمثل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليوم والليله .
وبحيث يبقى القرآن حيّافي القلب تؤخذ منه الاجابات والتفسيرات للحياة
7- القيام بالقرآن
يقول ابن مسعود:
ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بِليْله اذا الناس نائمون .
وبنهاره اذا الناس مفطرون ,
وببكائه اذا الناس يضحكون وبورعه اذا الناس يخلطون
وبصمته اذا الناس يخوضون وبخشوعه اذا الناس يختالون
وبحزنه اذا الناس يفرحون ...
8- الجهر والتغني بالقراءه
عن ابي هريره رضي الله عنه قال (ليس منّا من لم يتغن بالقرآن يجهر به
وعن ابي موسى قال -قال صلى الله عليه وسلم
(اني لأعرف أصوات رفقة الاشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل
واعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل
وان كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار )
ملاحظه
ليس من اول مره يحدث التدبر والتأثر بالآيات والخشوع والبكاء من خشية الله ,
فلا تملّي ابداَ من المحاوله وتطبيق ماذكرناه سوياَدربي نفسك _شيئا فشيا على التأثر بالقرآن فإنما العلم بالتعلم والخلق بالتخلق والحلم بالتحلم
....
قال ثابت البناني
(كابدت القرآن عشرين سنه ثم تنعمت به عشرين سنه )
المهم اننا نطلب الهدايه ونصبر ونجاهد انفسنا في الله حق جهاده
حتى نهتدي بالقرآن ونلمس أثر القرآن العظيم
في حياتنا
