ربما أصبح شتم الوطن (موضة) يحلو لكثير من الناس أن يمارسونها ..
لن أكون عاطفياً، فكل من يشتم، هو يشتم من عاطفة، وكل من يمتدح يستمد كلماته من العاطفة أيضاً، إلا أنني سأقف على الجبهة وأرفع علم الحياد، فلن أشتم هذا الوطن ولن أمتدحه . بل سأقف متجرداً من كل العاطفة وأريدكم تقفوا موقفي لبعض الدقائق .
دعونا نفترض أن هذا الوطن حال به الزمن ليصبح صحراء قاحلة بلا موارد، فلا هناك نفط يروض أرضنا المتوحشة، ولا ماء يروي أشجارنا وأطفالنا . ياترى أين سنذهب، أين سيرمي بنا الدهر إن نحن نجينا من الرقود تحت هذه الرمال الملتهبة وابقت هذه الصخور المتجمدة على عظامنا. أعتقد أن البشري بطبيعته سيبحث، وبشكل تلقائي عن مكان يبقي على حياته . لكن ياترى من هم الكرماء الذين سيفتحون أبواب أوطانهم لمشردين جائعين، من هم الكرماء الذين سينتشلوننا من عوزنا وفقرنا .
في الولايات المتحدة الأمريكية وجارتها كندا وأوروبا أيضاً، حيث العدل والإنصاف هما عياناً لكل من جاءهم زائراً أو طالباً للعلم . الولايات المتحدة الأمريكية والدول السالف ذكرها، ليس لديها مكان لغير المؤهل، مامن مكان بين فواصل المكاتب في شركاتهم وبنوكهم لغير المؤهل الكادح، لارحمة لمن لايحقق هدف فرضه عليه رب عمله، لايستطيع الساكن هناك أن يبقي نفسه في مصاف (الكرماء) إن لم يكن مؤهلاً . المكان الوحيد الذي سيجده غير المؤهل هو الأزقة، حين يصنع لنفسه بيتاً كرتونياً ويتسوق طعامه من سلال القمامة، أما إذا اراد أن يستمتع بوجبة طازجة سيكون محظوظاً إن إستطاع الإمساك بـ (جرذي) ليشويه ويأكله . إنهم مجتمع كامل يطلق عليه:
Homeless
المشردين
دعونا ندخر شتائمنا حين يحوي هذا الوطن مجتمعاً بأكملة يأكلون الجرذان . ولنبحث عن الصالح لنا ولوطننا، فلست في موقف أستطيع أن أفرض فيه حجتي، أن هناك عاطلين، وهذا الوطن يحوي الملايين من الأجانب يعملون ويؤسسون أسرهم من وظائف لانعتبرها تليق بنا، ولست هنا أقصد الوظائف الحرفية . فقط لنذهب إلى مجمعات التسوق والهايبرماركتس لنعرف كم لدينا من عاطل يستطيع أن يصبح غير عاطل .
لست أقول أن هذا الوطن هو المثالي بين الأوطان، ولكن سأقول نحن من يستطيع أن يجعله من أجمل أوطان العالم . دعونا ندخر شتائمنا ونعمل .
دمتم بخير،،