هذا هو المقال وقد كتب هنا في 15 رمضان.
( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) ( سورة الفرقان – الآية 30 ) .
عندما تقلب بعض القنوات التي تسمى بالإسلامية تجد الكثير من الشباب الملتزم (ظاهريا) - أما القلوب فلا ندخل بها - قد اتجه للأناشيد وبألحان غريبة و موالات وآهات وهذا شيء مشاهد للجميع.
ســؤالي :
هل سيأتي يوم لا تجد من يقرأ كتاب الله سبحانه إلا القليل ؟
بل إن بكل حرف تقرأه حسنة والحسنة بعشر أمثالها ( وكم بالصفحة الواحدة من حرف.! بل في السطر الواحد ما لا يقل عن أربعين حرفاً) .
بالأمس كنت عند إحدى أخواتي وكان البرنامج مباشراً وعند بداية الحلقة ظننت بأن بعض هؤلاء - ممن يتوسم فيهم الخير - طلاب علم أو فقهاء أو محدثين ( و اتفاجأ بأنهم منشدين ).!! بل إن أحدهم يقول في شطر بيت ينشده وعمره لا يقل عن 33 يقــول فيه :
( أبصبر وأصطبر وأقول ترى الأيام خوانه.! )
أليس هذا سب للدهر.!!
والله سبحانه يقول في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله – عز وجل :
(يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
إذاً:
لماذا يكسونا الالتزام ظاهراً ثم لا نعلم ما نقول ؟
أنا لا أعتب على بعض المنشدين الذين ليسوا بملتزمين.( ظاهرياً ) وإلا فالالتزام بإتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه.
وإن كان القلب هو محل العمل ومكان النية وهو أيضاً دليل المسلم ولا يقاس الإنسان بالظاهر.
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ).
وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور ).
والله سبحانه لا يحاسب العبد بالظاهر وإنما بالباطن حيث أعمال القلوب وأقرئوا إن شئتم قصة الرجل الذي قتل 99 نفساً ( حيث لا يسع المجال لذكرها ).
عن نفسي أنا ضد الإنشاد والمنشدين (وخاصةً من الكبار أو من كثيّ اللحية) فهؤلاء- يشره عليهم - فسماع كلام رب العالمين أو محاضرة مفيدة خير من شيء لا يعود بالفائدة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
عندما تفتح كتاب الله اذهب الى سورة الإسراء وأقرأ فيها من الآية 28 وحتى الآية 38 ( ص 285 ) ففيها من النهي الجامع الذي إذا امتثل به العبد سعُد في الدنيا والآخرة بإذنه تعالى. ( فهذه تقربك إلى الله سبحانه )والقرآن كله.. فمن تدبر آياته وجد الخير الكثير.
أخــيراً :
( يعلم الله إني لست بأفضلكم فأنا إنسان غير ملتزم –ظاهرياً – بل مقصر أسأل الله أن يتوب علي ولكن صراحتي – وأظن فيكم من يعرفها - تجبرني على التحدث بما أراه مرفوضاً في المجتمع. ).
أرجو عدم فهم البعض بأني متحامل على الملتزمين لا والله فإخواني ولله الحمد جلهم ملتزمون وأنا فخور بهم بل ومنهم الحافظ لكتاب الله.
ولكن التورع عن مثلها هو الأفضل.