قالت لأنك تعشقين هذا النوع من العذاب، فأنا أمارس عليك جبروت العادات والتقاليد .!
نسيت هى بين أحداث عاداتها وتقاليدها أنني أتنفسها مع الهواء واشربها مع الماء
وتنتقل في شراييني من الوريد للوريد ويضخها القلب عنوة .. وتقذفها الكريات مع
أكسجين الدم لتبقى بين أجزائي تفاصيلا أرهان عليها الزمن .. ما علمت أنها شيطان
مارد إلا حينما نسيت صلاة العشاء بعد وداعها.!
ولأنها تحب هذا النوع من الشقاء رحبت بالشقاء لأجلها واخترقت الروتين لأجدها ..
حتى المسارات تغيرت لئلا تتشابه عليها الزوايا .!
هي الطريق يقصر ويطول لتصل في نفس المكان والزمان وكانني سرقتها من خيالات
لا تنتهي .!
تنظر الى المركبه ساعات وهي تدرك تماما أنني أقودها لمرادها ويكاد يقتلها القلق .!
حتى إذا ما هممت بوداعها أشعر بنفسي أشباح سوداء تعود بلا وعي لمكانها ..
وجدت رائحتها تهيمن على المكان الذي غادرته هي وأويته أنا .!
الفرق بين الليلة والبارحة مسافة القدر .. والرحيل الذي لا يشبع من شتاتي ..
واليقين الذي أسدل ثديه لي لأرضعه طوال الزمن وكأن الحياة تقف على أعتاب شقائي .!
الفرق بين الليلة والبارحة تماماً مثل الفرق الذي يفصل عام 1423هـ عن السنوات
المتتالية خلفه .. في كل عام يطبع الفراق على قلبي قبلة جديدة,,,,
الفرق بين الليلة والبارحة .. تمام مثل الذي يفصلني عنها .. شئ يشبهها ولا يحيد
عني .. عذابات .. تتجدد .. وعاطفة تكبر . ومنعطف لا ينحدر .. لا يوجد فيها شئ
واحد يجعل الحب يتوالد في قلبي .. !
واجعل الأشياء كلها سبباً لولادة الحب .. كادت تضيق الأماكن رغم اتساعها .. لم
أخطط لألقاها لئلاً يعذبها لقائي وكل شئ علقته على إشارة ضوء أخضر تأتيني
منها .. حتى ملابسي كانت تمتطي شماعتها تنتظر القرار .. ويحدوني شئ عجيب ..
و إنتظار مشفق حتى تأتيني رسالتها الخضراء .!
بكيف يستقبل الآخرون ضيوفهم ليتغير الوقت من زمن بطئ إلى لمح البصر أرتدي فيه
ملابسي مع شماعتها وأرتبها في موقع اللقاء .!
عجباً أن تلتقي الأنفاس قبل النظر وتتعانق الأجساد رغم بواطن الألم .. !
ما بقيت مترادفة من مترادفات اللغة على فمي لحظة واحدة فكل شئ يعبر عن ذاته
وكل حنين ينكأه التعب .
أصبح المكان رغم الأحداث المختلفة شريط قديم يعيد أحداثه دون سابق تخطيط ورغم
أنها تقبع إلى يميني الا أنني تخيلتها في كل الاتجاهات حتى إذا انفض الجمع من حولنا
أمتطينا ظهر الرحيل لنسابق الزمن .. كارثة عظيمة أن تتلاعب بأدوات الوقت مع
شخص يجيد الهرب .!
وتتحول المسافة معه إلى صفر .. وتبقى المسافة الآخيرة لعودتي زمن مضجر
بالتفاصيل .!
وفي الغد تحتسينى القهوة دون أن نحتسيها لتتخبط في الكلمات وتضيع الهوية .. !
كلا منا يغني على ليلاه وليلي تنتظر أن نغني لها .. مسافة شاسعة بين اليوم وليلة
البارحة فهنا تتوالد الأحداث وتتقلص التفاصيل .!
وبعد غد يصرخ الرحيل في أذني ليضعني مع الوداع في مواجهة ساخنة وعليٍِ أن
انحني للرغبات إيمانا وامتناعا وكأن وقع أقدامي في المساحات الكبيرة ضرب من
ضروب العذاب .!
هنا في هذا المكان شئ يشبه لعلاقتي بها رحيل دائم .. وصهيل لا يفتئ .. وعزف
حزين يدندن على أوتار قلبي التالفه .!
هنا فقط يجب أن تنتهي الأحداث فهي وحدها من يقرر ذلك .. وهنا نبدا مع التفاصيل
فــ أنا وحدي من يقرر ذلك .!
(قفلة)
قالت لي : مجرد ماخرجت من عيادة مكافحة التدخين .. اشعلت سيجارة .. فضحكت
كثيراً .. ليس عليها .. إنما على عيادة التدخين التي لم تشعل قناديل الأمل.!!