[align=center]
الفقر طريق يسلكه العاجزين والمنكوبين والأرامل والأيتام ..طريق ما أن يدخلوه حتى تتغير نظرتهم إلى الأشياء لا بل إلى الدنيا بأسرها طريق شاق مليء بالمطبات والقاذورات والطين ..الوجوه مكفهرة فيه كالحة ملامحها بائسة يائسة تبعث الخوف والقلق طريق متعرج لا يُنبت إلا الشوك وكل ما فيه سام قاتل ، الجو مغبر ملوث الساكنين على أطرافة تجدهم متأقلمين محبطين لا يرجون غير ما يسد جوعهم ..
الفقر مدينة جائعة حقيرة لا علم ولا دين جاهلة مكروهة..سوداء مظلمة بلا مستقبل مصيرها مجهول ..منافذها مشرّعة لمن هب ودب فالذي يريدها يجدها متى شاء على عكس مدينة الثراء !!
يولد الفقير من رحم المرض ويعيش كالفيروس خاصة إذا أقتحم أرض المكتفين الأغنياء فيصيبهم بالجريمة والعار..بالسرقة ..بالتخلف بتضليل أبناءهم ..حتى أنه إذا أصاب أبن رحم العافية بالعدوى صار أشد منه خطراً وأكثر فتكا .. فأبن العافية هذا قوي قادر واصل يصل إلى المرتفع والمنخفض !
[/align]
[align=right]
يا سادة يا كرام أدرك شهريار الصباح وأراد أن يسكت عن الكلام المباح ..فأنتفض كالديك وزمجر وقال في فمي طين ..
لا تثريب ولا حرج على من يتصل على الإذاعة ويبكي ويبث شكواه أمام الملا ومن يلوم المضطر السائل المسكين الذي يبحث عمن يمد يده ليساعده؟! خاصة وأن السبل متقطعة وعليها حرس لهم كروش ولهم أسنان وحوش !
أعتقد أن المتصل يعرف في قراره نفسه أن المتبرعين ليسوا من نوعية واحدة وليست أهدافهم واحدة ولكن هو يبحث عن أولائك الذين يريدون التجمل أمام الناس على حساب كرامته وإنسانيته !
[/align]
[align=center]
( يقال أن آخر العلاج .. الكي ..)
هل هكذا يعالج الفقر في وطن يغص بالثروة ؟!
[/align]