التصفيق ، أكثركم يعرفه كعلامة رضا و تشجيع أو كناية عن مس شغاف القلب أو تبني قضية ما أو فكرة معينة ، التصفيق عرف من قبل الاسلام بل عرف في العصور اليونانية و حقيقة أعتقد أن اللغة الحركية استعملت و انتشرت قبل اللغة المنطوقة ، أي قد لا أستغرب لو علمت أن التصفيق كان منتشراً ومعلوماً لدى رجل الكهف ماقبل التاريخ ، و للتصفيق استعمالات عدة ، فهو يستخدم كأداة إزعاج حيث يقال أن كفار قريش كانوا يصفقون بشدة حينما يتلى عليهم شيء من الدين ، و ذلك بغرض اصدار أصوات قوية تعيق عملية السمع فلا تصل لمن في قلبه استعداد لقبول الدعوة ، و يستعمل التصفيق في المراسم السياسية بكثرة ، فالخطاب المؤثر لابد و أن يصفق له و مؤخراً قد تلعب المحسوبيات دور في ذلك فيصفق للمؤثر و الغير مؤثر بغية الإيهام بقوة تأثيره ، و عند التصفيق يكون الجو محمس للغاية ولا يشعر بالقبول و الدافعية مثل الملقي أو الخطيب ، كما و يستعمل التصفيق في المسابقات الحماسية و في الرياضات المختلفة فهو حركة لا إرادية تلاحق الهدف الملعوب بحنكة أو الهجمات المتأججة ، و يستعمل التصفيق أيضاً في الصالات الراقصة و في الاحتفالات و في الجولات الغنائية ، فعند الطرب و الاستمتاع لا تجد نفسك إلا و أنت تصفق من غير شعور وأحياناً من غير رغبة !
للتصفيق معنى آخر ، فقد شرحته بالصيغة الأولى و هو طرق الكفين بعضهما ببعض مصدرة صوتاً شبيه بالنسق الآتي " طرق " أو " طع " ، أما صيغته الأخرى فهي استعمال التصفيق كأحد انماط الضرب ، و تكون سمته برفع الكف_اليمنى في الحالة الطبيعية و اليسرى عند الأشتف_ ممتدة الساعد ، بزاوية 85 درجة مع ثني المرفق ، ثم تثبيتها لثانية ثم إعادة هبوطها على خد المتلقي و يكون الخد المقابل لإتجاه اليد ، الأيمن بالأيسر و الأيسر بالأيمن ، مصدرة صوت " طرخ " أو " سّطع " ، و تقول العرب حديثاً : سطرته و صفقته ، إذا لطمه على خده ، والتسطير إذا امتد العدوان لأكثر من دقيقتين .
صفقة ، و صفقات : هنا تعني عملية شراء أو بيع تجارية ، و تدخل ضمن الربح و الخسارة فيقال صفقة ناجحة و صفقة رابحة و صفقة تجارية بالعموم ، و تصافقوا أي تبايعوا .
يصفق الباب : إذا اغلقه بقوة متعمدة ، أو قوة التيار الهوائي ، صفق الطائر بجناحيه : إذا حركهما بغية التحليق في الهواء ، و إذا صافقت الناقة : يعني نامت على جنب مرة وانقلب إلى الجنب الآخر ، انصفق وجهه : إذا انحرج من أمر ما ، منصفق : أي شاحب الوجه مصفر اللون .
تصفيق حار مع بليغ مودتي لكل من ينصفق هنا ..