بسم الله الرحمن الرحيم
القرار الصادر من وزارة التربية والتعليم والذي ينص على استمرار دراسة المرحلة الابتدائية الاسبوعين القادمين
أثار استغراب الكثير من التربويين وخصوصا ممن يعملون في المراحل الابتدائية
ليس الغريب بأنه لابد من تكليف المعلمين للمرحلة الابتدائية بعمل واشغالهم لسد الذرائع أمام زملائهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية
فالمعلمون في المرحلة الابتدائية ليس هدفهم الاجازة في تلك الاسبوعين
وانما الهدف الاجدر هو تفعيلها بمايعود على الطالب أو المعلم بالمنفعة التربوية والتعليمية وأيضا التحصيلية
الغريب في هذا القرار أن توقيته خاطئ جدا جدا
الكل يعلم أنه حدث التاجيل الصادر من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في بداية العام لاسباب صحية ووقائية
فالمنهج المعتمد من الوزارة يدرس وفق الخطط السابقة ويوزع على حسب الاسابيع
ولكن هذا العام ظغطت المناهج والدروس في 15 أسبوعا للمرحلة الابتدائية بدل من 17 أسبوعا
هذا الضغط ناتج عن ضيق الوقت وكثرة المناهج وحشوها التي أثقلت كاهل المعلم والطالب والأسرة
ثم خلال الاسبوع الأخير صدر قرار ( تخدير المعلمين ) باستمرار الدراسة للمرحلة الابتدائية ، ولي حوله ملاحظات :
أولاً : هذا القرار غير مدروس ولايوجد تنسيق بين الجهات المعنية أبدا ، فكيف يدرس طلاب المرحلة الابتدائية وزملاءهم وأخوانهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية في اختبارات .
ثانيا: مواعيد الخروج والانصراف : فمعلوم للجميع أن خروج المرحلة المتوسطة والثانوية قبل الابتدائي هذه الايام ، فكيف ينتظر من له أخ أو ولي الأمر ابنه في المرحلة الابتدائية واخيه في المرحلة المتوسطة أو الثانوية بأمس الحاجة للعودة للمنزل لأخذ قسطاً من الراحة .
ثالثاً : التسيب الذي سيحدث جراء هذا القرار من الموظفين في الإدارات الأخرى او القطاع الخاص بحجة احضار الأبناء ، فكم ستضيع المصالح وحاجات المجتمع والخلل في المواعيد ، إذا فالموظف سيضطر للخروج مرتين في اليوم أو سيخرج مرة واحدة ولا يعود إلا متاخرا لإحضار أبناءه من المدرسة .
رابعاً : المشاكل السلوكية والأمنية والاجتماعية التي ستحدث جراء خروج طلاب المرحلة الابتدائية متاخرين عن المرحلتين المتوسطة أو الثانوية ( من قضايا دوران وتفحيط وتجمعات للشباب قد تحدث ما لايحمد عقباه ) .
خامساً : ظروف النقل لمدارس تعليم البنات كيف سيكون حالها ، وأعان الله أولياء أمورهن .
سادسا : كان من الاجدر بوزارة التربية والتعليم أن تصدر هذا القرار في وقت سابق وقبل شهر من الان حتى يتسنى لمعلمو المرحلة الابتدائية تجهيز وتعديل خططهم .
سابعاً : من الواضح جداً في هذا القرار أنه ( إشغال للمعلمين في المرحلة الابتدائية ) ، فنقول لمن أصدر هذا القرار : أليس من الاولوية لهولاء المعلمين أن يكلفون بدورات تدريبية والتي غالب المعلمين بشغف لها , ولكن منعتهم ظروفهم المدرسية من استكمالها والاستفادة منها ( إذا فغياب المعلم عن طلابه لمدة 3 أو 4 أيام سيؤثر على مستوى تحصيلهم وتاخر مناهجهم ) ، إذا لماذا توضع الدورات أيام الدراسة !
ثامناً : غالب المعلمين اختتم المناهج ، فماذا هو فاعل لطلابه الأسبوعين القادمين ( وخصوصا الصفوف الأولية )ومن الأفضل منح المعلم لصف الأول إجازة تحفيزاً لهم .فماذا يفعل الطالب في المرحلة الإبتدائية بعد اختتام المناهج وتقييمها .
تاسعا : أقترح بإقامة أنشطة للطلاب الاسبوعين القادمين ( فمثلا الأسبوع الأول أسبوع الدورات الطلابية ( حاسب آلي ، بحوث ، أعمال فنية ، مهارات دراسية ، برامج ثقافية )) ، وفي ( الاسبوع الثاني برامج ترفيهية وزيارت ورحلات )
بهذا يقوم المعلمون بدورهم في توجيه أبناءهم الطلاب وأيضا يستفيد الطلاب من هذه الأنشطة ، ولعل ولي الأمر سيبارك هذه البرامج كونها فرغت جزء كبير من طاقة الأبناء الصغار لاشباغ رغباتهم الحركية والنفسية .
عاشراً : أقترح على وزارة التربية والتعليم أخذ أراء التربويين في الميدان كالمعلمين والمشرفين ويشاركهم أولياء الأمور والطلاب في أي قرار يتعلق بالميدان قبل صدوره عبر التصويت الالكتروني في موقع الوزارة .
بالنسبة لي اختتمت المناهج يوم أمس الأثنين وتم تقييم الطلاب بفضل من الله عز وجل
والاسبوعين القادمين سأقوم بعمل ورش عمل مراجعة للمنهج .
إن صواباً فمن الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله
أخوكم : سعد الراجي
معلم الرياضيات
بمجمع الأمير سلطان ببريدة : القسم الابتدائي / الصفوف العليا