أيـهــم شــارون" بقلم/ د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري

[أباالخــــــيل]

لا تزال الذاكرة تسترجع ما كنا نقرأه صغاراً في صحفنا ونسمعه في إذاعتنا عن (موشي دايان) وزير الدفاع الإسرائيلي، فحينها كان الهجوم على دايان يصور لنا صغاراً أننا كلنا في مواجهة يهودي بعين واحدة، وربما تصورنا بما توحيه لنا سذاجة الطفولة أن مشكلة العرب ستحل لو مات موشي دايان بالسكتة القلبية، ولا تزال صور الكاركتيرات الساخرة، والمقالات الشاتمة على الأعور الدجال (دايان) والأفعى الشمطاء (غولدا مائير) مخزونة في قعر الذاكرة.
وهذا أو قريب منه ما يجري اليوم مع شارون، حتى خيل للبعض من هذا الكلام الشاتم لشارون والتساخر بجحوظ عينيه -وكأننا سننافسه في مسابقة جمال- بأننا قد اختصرنا مشكلتنا بأنها مع هذا العجوز الخرف، ولو أن الناخب الإسرائيلي قد اختار لنا غيره لكنا قد حللنا مشاكلنا منذ زمن، وفرغنا لمشارعينا التنموية والترفيهية أيضاً.
وكم يطول عجبك وتساؤلك وأنت تقرأ هذا السباب لشارون لمن يكتب هذا الكلام ولمن يقال؟ إن كان لنا فإن في نفوسنا من البغضاء والمقت له أعظم مما يكتبون ويقولون، وإن كان يكتب له فإن الطريق إلى عينيه لا يمر بعيوننا قطعاً.
إن هذا الكلام الذي كان يقال عن دايان، ويقال اليوم -بالطريقة ذاتها- عن شارون يكشف عن جزء من العقلية العربية والذي يختصر الدولة في شخص واحد هو رئيسها، وبهذه العقلية ننقل المشكلة إلى دولة إسرائيل؛ لنختصر القضية في شخص هو المسؤول عن كل ما يجري فالسياسات صار اسمها شارون، والعدوان عدوان شارون، والضحايا ضحايا شارون، بل والأفلام الساخرة (شارونيات).
وننسى أنه إذا كان من الرؤساء العرب من يختار لشعبه ويفكر ويقرر له وحده، ويدخله أصعب المغامرات -إذا شاء ذلك- وحده، فإن الشعب الإسرائيلي هو الذي يختار رؤساءه ويختار لهم سياستهم، ويغيرهم إذا أراد، وأن الناخب الإسرائيلي قد اختار شارون وهو يعلم أن مخالبه وأنيابه لا تزال تقطر من دماء ضحاياه في صبرا وشاتيلا، وأن هذه السوابق كانت مؤهلاته للصعود إلى المنصة.
وننسى أن شارون مسبوق بسلسلة من القيادات التي كانت مثله أو أشد نكراً، ولم يكن إطلاقاً تحولاً في سياسة اليهود بقدر ما كان امتداداً لها.
ننسى أنه مسبوق بمثل موشي دايان وبيجن وشامير ونتنياهو.
وأنه قد مر على منصة القيادة إرهابيون كثر شارون أحدهم، ولولا هذا القاسم المشترك لما كان هو هناك.
إن توالي هذه النوعية من الزعامات التي تدفعها صناديق الاقتراع إلى المنصة، يبين إلى حد كبير أن المشكلة موجودة في الناخب الإسرائيلي ذاته، فهذا اليهودي الذي جاء من شتات الأرض جاء محملاً بأحقاد وعداوات غليظة، وسيكون المؤهل الحقيقي للقيادة عنده تحقيقها لأمانيه وشفاءها لأحقاده.
إن الإرهاب ليس إرهاب شارون، لكنه نسيج هذا الكيان منذ تأسيسه، أيام عصابات الهاجانا ومذابح دير ياسين، والعجب أن الإرهابيين الكبار -أثناء نشوء إسرائيل- هم الذين صاروا بعد ذلك قادة هذه الدولة وحكامها (بيجن ودايان وشامير).
ونحن لا ننكر ولا نجهل وجود يهود يعارضون قيام إسرائيل أصلاً ويرون ذلك كله خطأ، ووجود إسرائيليين يختلفون مع سياسة عنف القيادة الإسرائيلية، ويميلون إلى مشاريع السلام، ولكن هؤلاء وأولئك من الندرة وقلة التأثير بحيث لا يشكلون حساباً في أي معادلة، وتبقى العداوة الأشد (صفة أشد الناس عداوة) وأنك إن بحثت في شخصيات بني إسرائيل فستحتار أيهم شارون؛ لأن كلهم شارون.
إن أحوج ما نحتاج إليه تنمية الوعي بأن المواجهة مع كيان ملتحم شعبه بحكومته وقيادته ودستوره ونظامه، له منطلقاته وأهدافه التي لا يغيرها مجيء زعيم ولا ذهابه.
وإلا فسيظل المواطن في العالم العربي يتنقل بعداواته من زعيم يهودي إلى زعيم، ويرحل بآماله من انتهاء فترة الرئيس الأمريكي، إلى انتهاء دورة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مشوار الركض اللاهث خلف السراب وكلما جاءه فلم يجده شيئاً مد بصره إلى سراب لامع ليواصل الركض إليه أخرى، وأما هم فبعضهم أولياء بعض (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).





22/09/2002

[ابوتركي]

أخي المحترم أباالخيل السلام عليكم

الناخب الاسرائلي لاتسيره عواطفه كحالنا,فضلا عن كونهم يحبون الحياة

والمال فهم يعتبرون انفسهم الى الأن شعب الله المختار واننا خلقنا لخدمتهم

و مايفعلونه بأخواننا الفلسطينيين لايعتبر شىء بالنسبة لهم , فلهم

خطط مستقبلية ويسيرون عليها , ولو تأملت تعاقب الحكومات تجدها مبرمجة

وان هناك خطوط حمراء من يتجاوزها يكون مصيره كما حصل لرابين الذي

وصل حد البعض بتسميته الأخ رابين ويترحمون عليه......والله المستعان

وافر تحياتي