ثمة أُناس يعشقون السير في الظلام ..
والتخبط بين زواياه الهشة ..
وهناك خلف الجدران في آخر المحطات يبنون العشش الواهية من سوء ظن ابتدعته
عقولهم الجامدة وأثبتتها ذاكرتهم العفنة بلا عناء للاستناد بدليل أو إثبات حجة ..
لا شيء غير بث السموم بأسلوب رخيص كرخص مقامهم يوم اعتلوا قامة ما كانت مخلوقة لهم
فهي هوايتهم المفضلة المتدلية بطرق عشوائية يجيدونها باحتراف مُسبق التخطيط , ليلقوا قنابل محشوة بذمم باعت
ضمائرها بعدما جردتها إنسانيتهم الميتة منذ زمن ليس بقصير ..!
وعلى الهامش هم ساروا ليجدوا هوامش أخرى تتبعهم بصمت يقتل كل المعاني
السامية في حياة كل منهم ..
هم خواء ,, وإن أعجبوك بمظهرهم ..
وهم خواء ,, وإن وجدوا أذاناً تُنصت لحديثهم ..
وهم خواء , خواء ,, وأكاد أُقسم بذلك ..!
مجموعة من أقلام باهتة المعالم , مُلقية بقارعة طريق مهمل ..
استصرخت يوماً فاستنجدت بمن حولها , ليمدوا أيديِ قصرها الزمن لقلة بركة في إنتاجها ..
فانجدوهم بحجج واهية ساقطة تتمايل بوجع خفي يُبقي أنفاسها مخنوقة لمن يُشاهد ما يعتلج في الباطن , وتخفي في المعالم الجوهرية
فوضوية تتلألأ بلمعان طاغي يغري السّذج ذوي التفكير المحدود بالسير بطواعية غبية ..
وللإنسان الواعي أن يُدرك الحقيقة بمجرد النظر فقط , فما البال لو اُستخدم التمحيص في ذلك ؟
أكوام من ورقٍ مزور ..
بعثوها بخفية مخفية تحمل في طياتها هذراً يخجل الإنسان من ذكره , ويرفض الوعي بالتصديق لخزعبلات انفلتت تحت تأثير الثأر والعمى المتربص ..
فاجتمع شيئان ما اجتمعا إلاً في نفس باغية
نقصاً حاداً في درجة إيمان , وقلة وعي يحمل جهلاً بغيضاً مُبغضا ..
وأيمَ الله , إنها لخاوية , كاذبة ..
واللبيب من يُشار له فيفهم القول بلا قول ..!
دعـــــــوة ,,
لمن حُرموا حناناً فتوغلوا في الطعن ليُشبعوا هواً ساكناً رابضاً في النفس الأمارة بالسوء..
[للحقيقة وجه واحد يظهر بكل الأزمنة وفي جميع الأماكن , لا يخشى ولا يهاب ولم يستنزل النفس ليُلقي النظر لما وقع تحت قدميه , فما يقع من اليد يُستحال أن يُلتقط لولوغه في بِركة أفسدها هواءُ أقزامٍ تتخاوى لتنفث أفكاراً يأباها من حملوا بين أكفهم عقولاً يُحكمها العقل لا العاطفة الفارغة ..]
وللزمن دورة ,, مقياسها أن كل شيء مردود , والدَيَنَ يبقى دَينَاً مهما طالت المدة ..
فلا تسعى لأكل اللحم نياً فهناك خلفك تماماً من يسعى لما تسعى إليه ..
وستُؤكل حالما تكن على غُرة ..!
فهل أُفسِح للتقوى مكاناً في القلب ..؟
همســة :
أخبرتني أمي أطال الله في عمرها ورزقني برها ..
(أن الذباب دائماً يُحّلق ليطلب من أعوانه تتبعه فإذا تكاثر وانتشر أصبح ذا
قوة ظاهرية تغتر بمن يخافها وتتكالب عليه , لكنها ما أن تلمح طيفاً بالصمود
تنكمش لتهرب بجلدها ..)
وهاهو الحال يعود , لكنه من بني البشر ..
فيا عجباً ممن انتصر لهم ..!!
سلامٌ من الله أُهديه لمن أهداني عطايا نَفعُها لا ينضب ..
ولا خير في دُنيا تتورع عن وخز أصحابها ..
تهاني