بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً مانطرح أمثلة لمثاليات غربية (نظام, عمل ... إلخ)
من الأمور التي نفقدها في مجتمعنا والتي هي بالأصل من المفترض أن نكون نماذجاً لها!!؟؟
من واقع أن ديننا الإسلام, المُستمدة تعاليمة وأحكامه من الكتاب والسنة.
ولكن مع تعاقب السنوات تحولت بعض أفعالنا الحسنة وتغيرت أو انحسرت للأسف وأصبحنا نتحسر عليها عند الآخرين!!
......................
ننظر للغرب الآن ويسيل لعابنا لحضارته وثقافته!!
(وهذا ماذكرت تفاصيله في موضوعي في القسم العام)
فنقف مجرد تابعين ومستهلكين لأمورهم والبعض يكون منظراً لبعض تعاليمهم وتقاليدهم!!
بحكم أن الثقافة والحضارة كلٌ لايتجزأ فإذا أراد المسلمون أنت يستردوا ماضاع منهم فعليهم بالطريق الغربي!!
..............
هم تفوقوا علينا بالتقنية والعلم والمعرفة هذه الأيام!!
ونحن أصبحنا تابعين لإنهزامية البعض!!
ولكن؟
ألسنا نحن نتفوق بالجوانب الإجتماعية والروابط والعلاقات اللأسرية(بين الأب والإبن والأم والإبنة والأخ وأخلية وهكذا...)
ألسنا نحن نملك إحترام الكبير والعطف على الصغير!!
..............
نحن نمتلك تلك الجواهر ... والدرر والتي
للأسف هي كل ماتبقى لنا !!
وللأسف كذلك نحاول مسخها بأيدينا!! الآن وبأيدي بعض المُفسدين!!
الذين ينظرون للحضارة الغربية (ككل)!!
.........................
انظروا لهذا النموذج الغربي والذي عايشته بنفسي!!
عندما كنت في(خارج البلاد) أجد رجالاًونساءً مسنين ليست المشكلة الكبيرة بالكبر ولكن بالإهتمام والرعاية فتجدهم يكابرون ولايدخلون دور الرعاية وفي نفس الوقت يتمنون لحظةً ياتي فيها الإبن ليقبل رأسها ويساعدها على النهوض!!!! فقط!
..................
كنت أمشي في الشارع ووجدت رجلاً مسناً في عربة وكان يريد النزول لعبور الرصيف الذي يفصله عن الشاطئ الرملي.... أخذت أتأمله من بعيد وهو يحاول أن يصعد الرصيف بكرسيه الكهربائي!!! ولكن يبدو أن محاولاته كانت خجولة ويائسة!!!
أحسست أنه يريد النزول ولسقوط على الأرض ليزحف رويداً رويداً ليتحسس رمال الشاطئ!!!!؟؟
حزنت فذهبت إليه و ملامح الشفقة تصطبغ وجهي!!!!
إقتربت منه فقال ماذا تريد؟؟
قلت أريد أن أتحدث معك!!!
قال: أنت شاب وأنتم الشباب ليس لديكم وقتُ لأمثالنا!!
فنحن مُتعبون مُزعجون حتى أبنائي إنزعجوا مني!!
فكيف بك أنت!!
فقلت: في ديني نعتز ونفخر بخدمتكم....
(قلتها ضاحكا)....
مسكت مقابض الكرسي ودفعته بقوة ورفعته إلى متوسط الرصيف أحسست أنه إقترب من حلم وذلك من شخوص عينيه للإمام وكأنه وصل نقطة جديدة!! كان يراها بعيدة المنال!!
هبطت به إلى أرض الشاطئ فقال من فضلك أنزلني!!
أنزلته وجعلته يُسند ظهره على حقيبتي!! (بصراحة تذكرت جدي في تلك اللحظة فبدأت أعامله بالمثل!!)
فقال: لم أتخيل أن أحداً سيفعل هذا بي!!
قلت: لاعليك...
فرفع حقيبتي عن ظهره وقال خذها فكيف ستذهب!!!
قلت: ومن سيرجع بك إلى الطرف الآخر حيث كُنت؟
لحظتها ولا أخفيكم أيها السادة... والله إنه بكى!!
فقال أعدني !!؟؟
أعدته إلى الرصيف الآخر....
وقال لي هذا عنواني يجب أن تأتي إلي!!
قلت: حسناً.
أتيت إليه في يوم آخر ووجدت زوجته المسكينة والتي تتوهم بإن إبنها يوماً سيعود!!
تقف شاخصةً أمام الباب وهي تلاعب الكلب(والدي يكون في محل الإبن!!)
فكانت دائماً# تقول لزوجها ( مارك متى قال إبننا أنه سيأتي)!!!؟؟
مسكينة!! الأمل يحدوها!! والمُأمل به لا يكترث وأجزم أنه كذلك!!
........................
تلك الفئة تعاني عندهم فالقصة التي قلتها هي لرجل فكيف بإمرأة مسكينة ضعيفة وحيدة كبيرة في السن لاتقوى على شي!!!
بالفعل إن حياتهم كسيفة مزعجة ولي حوادث كثيرة مع نساء كبيرات في السن في الحقيقة تبكي لحالهن المزري!!!
تباً لحرية والحضارة إذا كانت تلك هي!!!؟؟
...............
وأعود لموضوعي في القسم العام
http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=173440
وهو أننا نستطيع أخذ الحسن وترك السيء!!
وإن كان لابد بأخذهما معاً فلا نريدهما!!؟؟
....................
دمتم بخير وصحة وعافية,
هنــري,
العرض الشجري