تشمل الخدمات البلدية والتعليمية
أهالي الربيعية يشتكون من نقص الخدمات
بريدة- ماجد بن صالح التويجري
تشكل الربيعية حيزاً من شرق منطقة القصيم، حيث تقع شرق مدينة بريدة عاصمة المنطقة، وتبعد عنها حوالي 25 كم، ويخترقها وادي الرمة أثناء مروره بمنطقة القصيم. وتعد الربيعية من أهم المناطق الزراعية في القصيم، نظراً لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها. وكان لمرور وادي الرمة بالقرب منها دور في إكسابها الأهمية في القديم والحديث. وكانت المنطقة ممراً للحجاج والتجار والمسافرين عبر طريق الحج العراقي البصري، الذي يتخذ من الصريف والبريكة وقاع بولان طريقاً له.
ولما ظهرت الطرق الإسفلتية العملاقة اخترقها طريق هام هو طريق الرياض سدير الزلفي القصيم. كما تفرع منها طريق الربيعية عين ابن فهيد أبا الدود قبة، ويتفرع من الطريق السابق، ويخدم القرى الشمالية الشرقية من القصيم، بالإضافة إلى أنها تتوسط القرى الشرقية من القصيم ورغم هذه الأهمية إلاّ أن الربيعة ما زالت تفتقد للعديد من الخدمات البلدية أو الصحية والتعليمية.
(الجزيرة) التقت بعدد من الأهالي والمواطنين فكان لهم المطالب التالية:
- بداية تحدث د. عبد العزيز بن راشد السنيدي رئيس قسم التاريخ بجامعة القصيم وقال: تشكل الربيعية حيزاً كبيراً من شرق منطقة القصيم، وتضم خارطتها الإدارية مجموعة من المواقع والأماكن السياحية سواء منها التاريخية أو الأثرية أو المتنزهات البرية، فعلى هذه الخارطة من المواقع والأماكن المشار إليها أرض الصريف ذات الموقع التاريخي المشهور، ففيها حدثت أحد المعارك المشهورة وكانت الصريف محطة من محطات طريق الحجاج العراقي (الطريق البصري) وفيها من الآبار القديمة والآثار ما يشهد على قدمها وعراقتها التاريخية، فضلاً عن كونها ذات طبيعة ساحرة خاصة وقت نزول الأمطار وعندما تكتسي بالخضرة. ومن المواقع التاريخية المشهورة البريكة (محطة العوسجة) وهي من أبرز محطات طريق الحاج العراقي، وفيها الكثير من بقايا آثار يعود تاريخها إلى أوائل الدولة العباسية (القرن الثاني الهجري). ومن المواقع التاريخية المعروفة روضة مهنا، والركية التي كانت عامرة في القرون الهجرية الأولى، كما أفاد ذلك الأصفهاني في كتابه بلاد العرب، وكذلك قاع بولان (القاع الأبيض) الذي يقع غرب الربيعية وقد ورد ذكره في كتب الجغرافيين والرحالة وكتب الأدب. ومن الآثار وجود العديد من الدوائر الحجرية المختلفة الأشكال والأحجام في جبال الربيعية. كما يوجد في البلدة نفسها عدد كبير من القصور والأبراج والآبار والمنازل التاريخية القديمة التي تحفظ التاريخ وتؤكد عراقته. فضلاً عن كون طبيعتها الجغرافية والتضاريسية ذات تشكيل فريد من نوعه في المنطقة لوقوعها في منخفض تحيط به سفوح الجبال من جهة والرمال الذهبية من جهة أخرى.
وفي الربيعية عدد من الأودية والشعاب المعروفة، فبالإضافة لوادي الرمة المشهور الذي يخترق الربيعية، هناك من الأودية والشعاب المستوي والنبقي والأوسط والعويقر والصريف والسكة والبويطن والشفلحية وغيرها، وتشكل هذه الأودية بمجاريها وفياضها منتزهات طبيعية تجذب الأنظار، ويحرص المتنزهون في فصلي الشتاء والربيع ارتيادها والتمتع بمناظرها وجمالها , ورغم هذه الأهمية للمواقع والأماكن التي تحويها الربيعية وتوابعها والتي تجمع الكثير من المؤهلات التي توجب العناية بها وإبرازها كمواقع سياحية تخدم هذا الجانب الذي توليه حكومتنا كل عناية واهتمام، إلا أننا لم نر الاهتمام المطلوب بعدد كبير منها، سواء من قبل هيئة الآثار والسياحة وإبرازها كمواقع تخدم هذا الجانب في المنطقة، أو من حيث الخدمات البلدية المتمثلة في تهيئة الطرق والنظافة التي تهيئ الأجواء الصحية للمتنزهين. والمأمول من المسؤولين في هذه الجهات الحيوية أن يبذلوا المزيد من الحرص والعناية لإبراز هذه المواقع والحفاظ عليها، وتقديم الخدمات اللازمة لها.
الطرق الرئيسة
* وأضاف المواطن حمد محمد البهدل أن الربيعية أصبحت تعاني من نقص في الخدمات العامة وخاصة النظافة، فتجد أن المخلفات مرمية داخل الأحياء وعلى الطرقات وفي المنتزهات العامة كذلك الصيانة نجد أن ما يفسد ويتعطل لا يصلّح كذلك تهالك الطرق الرئيسة في البلدة والتي لم يعمل لها صيانة، ومن هذه الطرق طريق الملك عبد العزيز الحيوي والذي كان سابقاً الطريق الرئيس لمرور الملك إلى مدينة بريدة. أضف إلى ذلك المنتزهات حيث لا يوجد أي اهتمام فيها.
كما أن هناك تجاهلاً للمخطط الجديد حيث مضى على اعتماده أكثر من عشر سنوات ولم ينفذ ويوزع على المواطنين.
* وتحدث المواطن سالم محمد الغدير عن الأولويات التي يحتاجها مركز الربيعية والتي منها الطريق الذي يربط الربيعية وما جاورها من المناطق ببريدة، والذي يعتبر الشريان الرئيس للجهات الشرقية، وقد بدأ العمل فيه بمسارين، حيث يحتاج إلى ثلاثة مسارات نظراً لازدحامه وخاصة بعد نزول الأمطار، حيث يشهد ازدحاما منقطع النظير بعد تغطية وادي الرمة للخطوط الفرعية الأخرى مما جعل الجهات الرسمية تحويله إلى مسار واحد تفادياً للحوادث رغم ضيقه وصرف أهالي الربيعية والمناطق المجاورة إلى سلوك طريق الرياض السريع وطريق الأسياح مما شق على الكثير خاصة كبار السن والمرضى .. كذلك طرق البلدة الداخلية ضيقة وخاصة الطريق المتجه شمالاً من طريق الملك عبد العزيز إلى حي العويقلية, بالإضافة إلى طريق الصريف المتجه شمالاً باتجاه منتزه الأمير متعب، فقد تم إغلاقه بعد تجمع السيول، حيث يحتاج إلى وضع عبارات لحمايته خصوصا وأنه يوجد بالقرب منه مقبرة.
مستوصف الربيعية
* وقال المواطن عبد الله عبد العزيز الربيعان: بعد اعتماد مستوصف الربيعية ضمن الخطط التوسعية لوزارة الصحة ببناء مستوصفات بالقرى والمراكز، استبشر الأهالي خيراً، لكن حتى الآن لم يتم البدء في بناء هذا المستوصف الذي نحن بأمس الحاجة إليه، مع العلم أن مبنى مستوصف الربيعية مستأجر حتى الآن. كما أن مركز الهلال الأحمر والذي هيئ له موقع بصك شرعي تبرع به أحد المواطنين وتم اعتماده من سنوات عدة لم ينفذ، مع العلم أن الموقع متوسط بين المناطق ويخدم طريق بريدة والأسياح والشماسية والنبقية والبندرية، وقد طالب الأهالي به كثيراً لما له من أهمية فكثرة الحوادث الشنيعة بسبب كثرة مرتادي هذا الطريق، وأيضا كثرة المتنزهين للمناطق البرية.
* أما صالح البهدل فقال: طلاب المرحلة المتوسط بعد تخرجهم يواجهون مشكلة كبيرة متمثلة بعدم وجود مرحلة ثانوية في البلدة مما يشق عليهم الانتقال إلى مدرسة بعيدة، وهذا يرغم أولياء الأمور على نقل أولادهم .. وكلنا أمل في وزارة التربية والتعليم أن تنظر لهذا الأمر وتعتمد المرحلة الثانوية في الربيعية، علماً بأن مبنى المتوسط مهيأ لفتح فصل ثانوي نظراً لتوفر كامل المرافق فيه.
جريدة الجزيرة
يوم السبت 24/3/1430