ربما .. لم تتفاجؤون مثلي بالتنقلات الفكرية التي عاشها الأخ (الداعية سابقاً) الفنان حالياً حسين الأحمد الكويتي , وربما أخرى لم يعد أحد منّا - الآن - يذكر تلك الهالة البيضاء التي كان الشخص نفسه يخرج علينا بها ببرنامج الأخ الداعية نبيل العوضي , ويلقي النصائح الهوائية لكل المتابعين والمشدودين !
ومن استمع لكلام الأحمد بعد رجوعه للفن أيقن بشكل أكيد بأن الرجل , ركب السفينة وخرج منها , بقرارات ارتجالية سريّعة الإشتعال وقصيرة المفعول .. وما يدعوا للتأمل أكثر هو أن ذلك الستايل للشخص التائب ثم الناصح ثم مرتدي البشت ثم الشيخ! يتركرر في أجوائنا ومن حولنا بشكل مطرد .
أو ليكن بالنقض وعلى الجهة المعاكسة , والتي تبدأ من حلق القرآن و تنتهي بشارع العرب وكازيهوناتها العتيقة .. وهذا التغيير الذي نشهده يكون واضحاً للعيان يفهمه البليد والنبيه والصاحي والسكران!
ولكن أن يحدث التغيير في منابع التفكير عند الإنسان ومسلماته التي نشأ عليها ويحدث انقلاب في طرق استنتاجاته ومنطلقاته , فهذه أشد إيلاماً , وهؤلاء غالباً تجدهم عباقرة معروفون في مجتمعاتهم إلا أنهم لم يسلموا من تيار التغيير الذي يكون أكثر بعداً وعمقاً لهم من مجرد لحية تحلق أو النقاش في حرمة الغناء أو أباحته! .. فمثلاً من يقرأ شيئاً لعبدالله القصيمي يجزم بأن صاحب تلك العقلية لا يمكن أن يترنح لمجرد كأس وردي أو رؤية خصر أمرأة جميلة .
فهل أشباه المغني - حسين الأحمد - نظلمهم بلا شعورٍ منا ؟ أم أنها تحولات شبابية طائشة يمر فيها أغلب الفتيان! .. وهل استمعت يوماً لحديث أحد أبناء عبدالله القصيمي وكيف أصبح تفكيره أكثر جرأته وأبعد نظرة! .. ولو كنت في منتدى غير هذا لطرحت آخر سؤال وهو : هل التغيير يفيد أم يضر ؟