معظم سكان الخليج يتجهون الى السفر للخارج صيفاً والسفر في حد ذاته ليس مشكلة بل قد يكون من الامور المحمودة اذا احسن استغلاله لكن المشكلة هي ان السفر مكلف فالبعض يقسو على نفسه طول العام ليوفر مبلغاً يسافر به واذا سافر قضى معظم وقته في الاسواق كما ان هناك من يستدين ليسافر ويبعثر ما استدانه في الاسواق والملاهي.. ونحن نعرف ان ذلك يعرض الكثيرين للاكتئاب والقلق النفسي بعد العودة من السفر.. ويشير الدكتور عبدالله سلطان السبيعي (استاذ واستشاري الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية) زميل الكلية الملكية للاطباء النفسيين بكندا إلى ان هناك آثاراً نفسية قد تنجم عن السفر للخارج والفراغ اضافة الى الاعباء المالية المترتبة على ذلك لان تقليد من لا يقدر على السفر للاغنياء مشكلة كبرى توقعه في ورطة فبدلاً من ان ينفق على قدر طاقته ويرشد استهلاك اسرته يسافر ليضاهي الغير وذلك يوقعه في ازمة مالية لن يشعر بها الا هو.
د. السبيعي قال اما عن الآثار النفسية وعلاقتها بالسفر والصيف فيرى انه ليست هناك امراض نفسية تنتشر في الصيف الا الامراض الوجدانية مثل الاكتئاب واحياناً الهوس وهي تحدث في الصيف لما لها من علاقة بساعات النهار وكمية الضوء الساقطة على العين والسفر والانفاق.. ويعدد الدكتور السبيعي بعض الاسباب التي قد تدفع الآباء الى السفر كأن تدخل الام في ازمة نفسية من القلق والارق وضيق الصدر والعصبية بسبب ضغط الابناء عليها بالسفر وبالتالي تلح هي الاخرى على الزوج رغم عدم مقدرتها هي وزوجها المالية على ذلك وفي الوقت نفسه قد يقسو عليها الزوج فبدلاً من مقابلة ابنائه والحديث معهم بعدم موافقته او مقدرته على السفر يلقي باللوم عليها ويطالبها بان تكون قوية امامهم.
ويؤكد د. السبيعي ان سفر الزوج للخارج منفرداً يخلف مشاكل كبيرة مشيراً الى ان الكثير من الازواج يفضلون السفر مع اصدقائهم ويتركون زوجاتهم في مشاكلهن مع اطفالهن دون النظر الى ما يعانين منه من ضيق وكآبة وملل وغيرة وخوف خاصة إذا لم يكن الزوج محل ثقة تنعكس تلك المشاعر على سلوك زوجته مع ابنائها ومع الآخرين فتبقى مجروحة منكسرة تتغير ملامحها وتجرح كلما ذكر السفر والازواج ثم انه اذا رجع بملابسه التي لملمها في حقائبه ولم يكلف نفسه عناء غسلها طلب منها ان تقابله بوجه طلق وترحاب وشوق لأنه آت من سفر وهو متعب.. يا سبحان الله..
وأبدى د. السبيعي قلقه من الآثار السيئة التي يتركها الفراغ على شبابنا وشاباتنا كأن يجوب الشاب او الشابة الشوارع لاذية الغير والوقوع في شرك التدخين والمخدرات والفساد الاخلاقي والسهر على الفضائيات وللاسف ليس هناك اي خطة عامة او شاملة من قبل جهات حكومية او خاصة للاستفادة من فترة الصيف كاملة ولعل الاولاد والشباب اوفر حظاً من الفتيات اذ لا يوجد لهن سوى بعض الدورات والندوات والانشطة هنا وهناك وأتمنى أن تتولى جهة كالرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية القيام بدراسات يقوم عليها مختصون في العلوم النفسية والاجتماعية وتوفير نشاطات مثل رحلات تستمر لمدة شهر كامل تجوب عدداً من مدن المملكة او حتى دول الخليج المجاورة.
المصدر جريدة عكاض "نقل للفائدة"
تحياتي
العرض العادي
