أخواني: هذ المسألة وغيرها من المسائل العلمية الدقيقة .. برأيي لا يصلح نقاشها في منتدى عام .. بل تناقش بعيداً عن من لا يقرأ ليعلم.. بل ينظر لينقش!!
أنا هنا لم أكتب لأناقش .. لكني أشير هنا أن العلماء قديما فسروها بتفسيرين
إحداهما: المكان الذي خرجت منه فتنة مسيلمة كما في قول أبي حاتم، والعلماء قديما
الثاني: نجد العراق أو سواد العراق كما هو رأي كثير من أهل العلم كالإمام أحمد بن عبد الحليم ، وابن حجر والخطابي وغيرهم.
لكن
اقتباس__(ليس في لفظ الحديث ذم لأهل ( نجد ) وساكنيها ، وإنما فيه ذكر الفتن والشرور التي ستقع وتخرج منها ، ولا يعني ذلك ذمَّ الساكنين مطلقا )___
لأنه لو كان كذلك لذممنا أهل المدينة ـ كما قال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي معلقا على حديث أسامة بن زيد ، فعن أسامة ـ رضي الله عنه ـ قال: أشرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أطم (بضم الهمزة) من آطام المدينة فقال: ((هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إِنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ)).
قال: وهذا لا يقول به أحد ـ يعني ذم أهل المدينة ـ على أن مكة والمدينة كانتا في زَمَنٍ موضع الشرك والكفر ، وأي فتنة أكبر منهما ، بل وما من بلد أو قرية إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة ، فكيف يجترئ مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا ؟ وإنما مناطُ ذم شخصٍ معينٍ كونُه مصدراً للفتن من الكفر والشرك والبدع )
قبل أطيل أكثر ـ وقد أطلت ـ هذه عبارة من سلمان ـ رضي الله عنه ـ لما طلب منه ترك العراق إلى الشام تكتب بماء الذهب:
كود:
إن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يُقدِّسُ الإنسانَ عملُهُ
.
قال الإمام الشيخ أحمد الحراني في مجموع الفتاوى معلقا على هذه الجملة:
وهو كما قال سلمان الفارسى ، فإن مكة حرسها الله تعالى أشرف البقاع ، وقد كانت فى غربة الإسلام دار كفر وحرب يحرم المقام بها ، وحرم بعد الهجرة أن يرجع إليها المهاجرون فيقيموا بها ، وقد كانت الشام فى زمن موسى عليه السلام قبل خروجه ببني إسرائيل دار الصابئة المشركين الجبابرة الفاسقين ، وفيها قال تعالى لبنى إسرائيل: ( سأريكم دار الفاسقين )
فإن كون الأرض دار كفر أو دار السلام أو إيمان ، أو دار سلم أو حرب ، أو دار طاعة أو معصية ، أو دار المؤمنين أو الفاسقين ، أوصافٌ عارضةٌ لا لازمة ، فقد تنتقل من وصف إلى وصف ، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم ، وكذلك بالعكس .
وأما الفضيلة الدائمة فى كل وقت ومكان ففي الإيمان والعمل الصالح ، كما قال تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ) الآية . وقال تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ) الآية . وقال تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم )
فلا ينبغي للرجل أن يلتفت إلى فضل البقعة فى فضل أهلها مطلقا ، بل يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ، ولكن العبرة بفضل الإنسان فى إيمانه وعمله الصالح والكلم الطيب .
وإذا فضلت جملة على جملة لم يستلزم ذلك تفضيل الأفراد على الأفراد : كتفضيل القرن الثاني على الثالث ، وتفضيل العرب على ما سواهم ، وتفضيل قريش على ما سواهم ، فهذا هذا والله أعلم ا.هـ
بالنسبة لمسألة النقاش.. أرجو قراءة هذه السطور التي نقلت منها بعض كلامي السابق:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/99569
لفتة: لنعود أنفسنا النقل من أسماء لا من معرفات!