ليلى ذات العشرة أعوام ,,بنت جميلة وحالمة كانت تلعب مع أقرانها ولكن كان هناك مسحة حزن تعلو محياها ...أتيت إلى منزلي كالعادة وهممت بإدخال سيارتي إلى الكراج وأنا أنتظر سعادة الباب الأوتوماتيكي يفتح أبوابه نظرت إلى منزل جيراننا وإذا بالصبية الصغار يلعبون ولكنهم صبية وبنات صغار وغرباء ومعهم أبناء جاري العزيز يلعبون سوية ...دخلت إلى منزلي وبعد ساعة قررت الخروج لأداء صلاة العشاء تلبية للنداء وعندما خرجت وإذا بصبيين وثلاث بنات صغار يقولون لـــ (ليلى) ذات العشر سنوات : ياحولي أبوها مسجون ,,ياحولي أبوها مسجون ,,وإذا بالبنت تبكي بكاء غريب وعجيب وذهبت بعيدا عن الأطفال وجلست تحت عداد الماء التابع لجاري العزيز وهي تبكي وجلست جلسة القرفصاء ووضعت رأسها المكلوم بين رجليها وتبكي .......صدقوني حينها لم أتمالك نفسي وبتصرف غير إرادي ذهبت إليها لمواساتها وجلست بجانبها ومسحت بيدي على رأسها وهي لاتزال تبكي بكاء مريرا ......الأطفال عندما رأوني عند البنت هربوا ودخلوا للمنزل .....وعندها قلت لها : ياإبنتي ماإسمك ؟؟فردت وهي تبكي ...ليلى وأبي مسجون وهم يعايرونني فيه ....عندها بكيت معها من القهر والأسى ...من القهر ..مالذي أدرى هؤلاء الأطفال بسجن والدها ,,ومن الأسى لحالها ...حاولت تهدئتها وتحدثت معها وكانت المفاجأه عندما رفعت رأسها ورمت بنفسها على صدري ووضعت رأسها على كتفي وإستمرت بالبكاء ...ضممتها وأحسست أنها تفقد لحنان الأب وأنها تعاني من فقده .
بعدها خرج جاري العزيز ومعه إثنان معتقدين أنني حرامي وسأسرق البنت كما بلغ به الأطفال عند هروبهم وقبضوا علي متلبسا وعندما إلتفت إلى جاري وأنا أبكي والبنت تبكي ..قال: هلا بأبو خالد ...ظنينا إنك حرامي!!! قالوا لنا البزران إنك حرامي!!! عندها جاري عرف السبب وطلب من مرافقيه الدخول وجلس بجانبي وأخبرني بالموضوع والبنت مازالت ممسكة بي لاتريد أن تتركني ....عاتبت جاري قائلا : مالذي جعل هؤلاء الأطفال يعلمون بهكذا مواضيع؟؟؟ لماذا عندما تحصل مصيبة لأحد يأتي الأب ويتحدث مع الأم وأمام أطفاله بأسرار الناس ؟؟ أين الرجوله ؟؟ هل دفنت مع الرجال؟؟
ووالله أني لأول مرة منذ وفاة والدتي وإبني قبل سنتين لم أبكي مثل مابكيت عندما شاهدت مأساة ليلى.........دمتم بخير