ونصل اخيرا وليس اخرا الى اخراجزاء موضوعنا الصحة النفسية للمرأة وهو مدى تأثر الاسرة بالمرض النفسى للمراة او الام فلاسرة التى هى الوحدة الاجتماعية الاولى والحضن الدافئ للاطفال وفى قلب تلك الاسرة نجد الام مركز الدائرة وبدونها لا توجد اسرة فلو حدث اضطراب نفسى لاحد ابناء الاسرة نجد الام هى الداعم الاول للمريض وهى من يتحمل العبء الاكبر حيث تشكل خط الدفاع الاول للرعاية والاحتواء لكن الكارثة الحقيقية حين تصاب الام بالمرض النفسى فيتصدع المركز ويتزلزل بنيانه وهنا يتناثر كيان الاسرة باكملها حيث ان المرض النفسى يجعلها عاجزة عن القيام برعاية نفسها فكيف لها برعاية اسرة واطفال وقد لوحظ ان المراة اكثر قبولا لفكرة المرض النفسى من الرجل واكثر طلبا للمساعدة والعلاج وبالتالى اكثر استجابة وتحسنا معه الا ان هناك من العواءق ما يجعلها لاتستفيد بالشكل المرجو لها ومن تلك العوائق الولا ان المراة تحتاج لموافقة وليها او اهلها لمراجعة العيادة النفسية وفى اغلب الاحوال لا تقتنع الاسرة بسهولة باهمية العلاج النفسى للمراة بل وقد يفسرون اعراضها النفسية على انها افتعال او نوع من لفت الانتباه لها وفى احيلن اخرى قد تكون لديهم حالة من رفض العلاج النفسى او تاخوف من وصمته وقد يعتبره البعض ضعفا بالايمان وثانيا فان المراة كثيرا ما تلجأ الى المعالجين الشعبيين حيث ترجع المراة مرضها الى العين والمس والسحر وثالثا فان الاعراض النفسية كثيرا ما تظهر عند المراة فى شكل اعراض جسدية مما يدفعها الى اللجوء الى اطباء من تخصصات اخرى غير الطب النفسى مما قد يؤخر علاجهن من المرض النفسى ايضا هناك اعتبارات اخلاقية مثل ارتباط بعض الامراض النفسية بالانحراف الاخلاقى وتعرض المراة للابتزاز والاستغلال خلال مراحل العلاج واخيرا عدم كفاية المنشات النفسية لاحتواء المريضات حتى اكتمال شفائهن كل تلك العوامل هى مما يؤخر علاج المراة ويقلل من استفادتها من العلاج النفسى وشفاءها منه ونخلص مما سبق الى القول بان المجتمعات العربية بحاجة الى زيادة الوعى بالامراض النفسية بشكل عام وبالاحتياجات النفسية للمراة بشكل خاص من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والنت طبعا لما له من دور بارز الان فى تثقيف وتوعية المجتمع وعمل دورات لطبيبات الرعاية الاولية لاستكشاف المرض النفسى فى مراحله المبكرة لدى المراة وتشجيع الجمعيات الاهلية للعناية بالفئات الهشة من النساء من النواحى الاجتماعية والنفسية واخيرا ترسيخ القيم الاسلامية التى توصى بالعناية بالمراة فى كل احوالها وحسن معاملتها وان الاسلام قد اقر للنساء ابداء ارائهن فيما يخصهن ولا يجوز اجبارها على شئ ويكفى ان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام قداوصى بان خير الناس خيرهم لاهله وكان هو خيرالناس لاهله والى لقاءات اخرى قريبة استودعكم الله وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم امين