مسلمون لا يحبون الرسول(منقول)

[ولدبريده]

بسم الله الرحمن الرحيم

ما كان لي و لا لأصحاب الأقلام أن يسطروا في هذه الأيام مقالاً، لا يدافع عن حبيبهم وقرة أعينهم رسولَ الله صلى الله عليه و سلم ، بعد الرسوم التي نشرت عنه في صحف السويد .
فقد عادت الأيدي الآثمة تحاول أن تقلل من قدر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و تزعزع محبته و تشوه صورته ، و أنى لها ذلك ، فدونها خرط القتاد .
لقد عاد السفهاء و مؤيدوهم من أصحابِ القرار في تلك البلاد مرة أخرى ليستخفوا بمشاعر مليار و خمس مئة مليون مسلم ، وذلك بالتعدي على أعظم مخلوق محبوب لديهم .
لقد عادت الأيدي القذرة بعد أن أمنت العقوبة ، تحاول إهانة من أكرم الله الناس ببعثته .
لقد عادت تلك الآيادي بعد أن رأت المسلمين قد تقاعسوا عن نصرة رسولهم ، و قدوتهم صلى الله عليه و سلم .
لقد لحق النبي صلى الله عليه وسلم بربه مطمئناً ، لا يضره قول الساخرين ولا هجوم الرسامين ، غير أن الأمر يتعلق بأمته ، و مدعي محبته و أتباعه من بعده ، فإن الحب يجعل الإنسان يضحي بماله و نفسه من أجل محبوبه ، إن كان صادقاً في محبته ، و هذا ما تجسد في شخصيات صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الشواهد على ذلك كثيرة ، ليس هنا مجال تفصيلها .
إن هذه الإهانات التي تصيب الأمة الإسلامية لتدعوها إلى الرجوع إلى دينها و عقيدتها ، و مراجعة أحوالها و تجديد نشاطها ، ولا أدل على ذلك من العودة و اليقظة التي هزت الأمة حين استهزئ برسولها صلى الله عليه و سلم من قبل ،فانتفضت عن بكرة أبيها ، رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً .
ولكن الخوف يعترينا أن تكون هذه الرسوم الأخيرة و الهجمات على الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هي لجس نبض الأمة ، و معرفة استشعارها و حبها لدينها و نبيها صلى الله عليه و سلم ، فإن تقاعست و تخاذلت فقد أمن المعتدي من الحراك والعراك الذي يقلقه .
لقد هبت الأمة و انتفضت حين تطاول أبناء الدنمارك ، و أعقبها تطاول باباهم الذي يعد رأسهم و كبيرهم ، حين لمز و نال من الإسلام ، و هو القدوة عندهم و المثال الذي يحتذى بفعله ، و يقتدى بنهجه .
غير أننا نرى في هذه المرة سكوتاً أو تجاهلاً من المسلمين حكاماً و شعوباً، حين رسم أحد أبناء السويد رسول الله صلى الله عليه و سلم على هيئة يترفع أحدنا أن يرسم ابنه أو والده على تلك الهيئة ، فكيف برسولنا صلى الله عليه و سلم .
هل يُحْمى عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصمت و القعود ، وأقل ما يمكن فعله التحذير و الإنذار و قطع العلاقات على أقل تقدير.
لقد كشفت هذه الاعتداءات المتتالية عن كوامن قلوب القوم ، و ما بداخلها من حقد و غل و بغض للإسلام و أهله .
لقد كذّبت هذا الاعتداءات تلك الإدعاءات التي يتشدق بها الذين فتنوا بحضارة الغرب وكلامه المعسول ، و سلامه و حبه للآخرين ، و تسامحه معهم ، فليهنأ أولئك المدّعون بهذا التسامح ، و لتقر أعينهم بحرية التعدي و النيل من أكرم الناس صلى الله عليه و سلم .
لقد أصبح المسلمون هدفاً سهلاً ،و لقمة سائغة ، و عرضاً مستباحاً ، يلوكه الأحمق و الأخرق و الوضيع و السفيه و اللقيط .
كل ذلك لم يحصل من الأعداء فحسب ، بل إن لهم سوابق من أبناء الأمة ، الذين تربوا على أيدي القوم ، فما أن يعود احدهم إلى بلاده حتى تراه يصف هذا الدين بكل قبيح و سيئ ، فمن إتهام بالرجعية و الظلامية ، إلى إتهام بدروس الدين ووجوب تجديده و تطويره ، و تغيير الثوابت فيه ، لتتناسب مع الوقت و الحضارة المزعومة ، فتطهير الأمة من هؤلاء أولى و أحرى ، قبل مقارعة الأعداء .
فهل نعي و نعود إلى ديننا ، و ندحر أعداءنا ، و نأخذ الحق ممن تعدى على رسولنا صلى الله عليه و سلم ؟.

كتبه
فهد الشهري
نائب المشرف العام على موقع صوت الحق
في 29/8/1428هـ
11 سبتمبر 2007
Abusary55@hotmail.com
نقلته أنا ولدبريده للاستفاده