العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 29-04-07, 08:54 pm   رقم المشاركة : 1
عبدالله العايد
كــــــاتب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله العايد غير متواجد حالياً
المعلم باني الرجال وصانع المستقبل


[size=5]انه لأمر محزن الا وهو الاعتداء المتكرر على المعلمين من قبل الطلاب، ومن هنا لا بد أن أقول إنه ومنذ القِدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل وعلى أنه صاحب رسالة عالية وشريفة على مر العصور، فهو معلم الأجيال ومربيها، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة التي يقدمها والمهنة الشريفة نخلص إلى أن مهنة التعليم الذي اختارها المعلم وأنتمي إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة مهمة في تقدم الأمم وسيادتها، وتعزو بعض الأمم فشلها أو نجاحها في الحروب إلى المعلم وسياسة التعليم، كما أنها تعزو تقدمها في مجالات الحضارة والرقيّ إلى سياسة التعليم أيضاً.

اختلفت النظرة عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها المعلم، فقديماً أي ما قبل عصر التربية الحديثة كان ينظر للمعلم على أنه ملقن وناقل معرفة فقط وما على الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ المعارف والمعلومات التي يوصلها إليهم. كما أن المعلم يعتبر المسؤول الوحيد عن تأديب الأولاد وتربيتهم دونما أهمية لدور الأسرة والبيت في التنشئة والتربية السليمة.

تطور هذا المفهوم في عصر التربية الحديث، وأصبح ينظر إلى المعلم على أنه معلم ومربٍ في أن واحد؛ فعلى عاتقه تقع مسؤولية الطلاب في التعلّم والتعليم والمساهمة الموجهة والفاعلية في تنشئتهم التنشئة السليمة من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل للفرد المتعلم (روحياً وعقلياً وجسمياً ومهارياً ووجدانياً) ويطلب من المعلم تجاه هذه الأدوار والمهام التي يؤديها ويمثلها أن يكون بمثابة محور للعمل في المدرسة وعمودها الفقري وترتكز قيمته على وعيه وإلمامه بمسؤولياته الجسام والجديدة والمتطورة والشاملة والمتناسبة مع روح العصر في تحقيق الأهداف التربوية بجوانبها المختلفة، والمشاركة الفعّالة والإيجابية من خلال عمله كعضو في المؤسسة التعليمية، في إعداد المواطن الصالح الذي يعرف ما له وما عليه، ويكون ذلك برعاية النمو الشامل للتلاميذ المتعلمين جسمياً وعقلياً وانفعالياً.

وبشكل عام فإن النظرة الحديثة للمعلم تتمثل باعتباره معلم تراث، معلم قدوة، ويمثل دعامة أساسية من دعامات الحضارة؛ فهو صانع أجيال وناشر علم ورائد فكر ومؤسس نهضة، وإذا كانت الأمم تقاس برجالها فالمعلم هو باني الرجال وصانع المستقبل، ولا عجب؛ إذ ينادي رفاعة الطهطاوي بأن المعلمين هم خير من يمشي على تراب الأرض.

لقد كان التعليم سابقاً يحوي مبادئ وأخلاقيات عالية لا يحق لأحد مساسها أو العبث بها، فقد كان المعلم يدخل المدرسة عزيز النفس فخوراً بتدريس أبناء وطنه، وقلوب طلابه ملأى إجلالاً وإكراماً له، ثم بدأت الحال تتغير في الفترة الأخيرة حيث أصبح المعلم لا قيمة له، حتى وصل الأمر إلى صياغة القرارات بشكل يحمى فيه الطالب ويقلل من شأن المعلم، حتى أصبح المعلم كالطير مقصوصاً جناحاه، يخشى من تطاول الطلاب عليه سواء باللسان أو باليد، فكم سمعنا عن طالب ضرب معلمه.

نعم، إن احترام المعلم ينبع من البيت، فيجب على كل أسرة وكل أم وأب ألا يسمحوا لأبنائهم بأن يسخروا من شخصية المعلم، حيث يلاحظ أن هناك بعض الطلاب من يمارس تقليد المعلمين والسخرية منهم بسبب موقف ما فيهزأ بشخصيته ويتقمص أخطاءه في سخرية بسبب عقاب ناله منه، فيقوم بتقليده على مرأى ومسمع من أفراد الأسرة بمن فيهم الأم والأب معاً، وهذا سلوك وأسلوب قبيح.

فلا بد من غرس حب المعلم والمعلمة في نفوس أبنائنا وبناتنا، فهو قبل أن يكون معلماً مربِّ أيضا، فالتربية قبل التعليم، ولا بد أن يكون المعلم والمعلمة ذوَىْ شخصية مميزة بكل أساليب التعليم والمعاملة والاحتكاك بالطلبة، ولا يؤخذ المعلم والمعلمة على أنهما معلمان فقط، بل يشكلان هنا دور الأب والصديق إلى جانب دورهما.

وتاريخنا زاخر بالأقوال والمواقف التي تعبر عن احترام المعلم، فلدى المعلم مقدرات كبيرة وإمكانات واسعة لبناء شخصية الطالب وتثقيفه ولاسيما صغار السن منهم.

إن من يحاول تهميش أو تقليد أخطاء المعلم في صورة سيئة يعتبر شخصاً متخلفاً ورجعياً، فالعلماء هم ورثة الأنبياء. لا بد أن نهذب أبناءنا من داخل بيوتنا، كما يجب أن نحظى بجيل ذي مواصفات ممتازة يساعدنا في إخراج عقول نيرة يفتخر بها سلوكياً وأدبياً وعلمياً، فطالب اليوم هو رجل الغد ومن سيخرج الأجيال غداً.

إن هناك كثيراً من المعلمين من يشتكي من سلوكيات لم تكن موجودة قبل فترة، فلماذا العودة إلى الوراء حتى في أقل أشيائنا وأساليبنا وتهذيب أبنائنا؟ لماذا يصر أبناؤنا على حفظ الألفاظ والعبارات السخيفة ويحافظون على تقليد الشخصيات الفاسدة ويهربون ويتمردون من تعلم وتقمص ما يفيد؟ فهل المشكلة هنا في توجيه الأبناء أم في الأسر؟ أم أن واقعنا والتطورات التي نعيشها اليوم هي التي أخرجت لنا هذا الجيل الهش؟ فلم نعد نميز المعلم من غيره.

إن كل الأنظمة التعليمية تُجمع بأن المعلم أحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، فبدون معلم مؤهل أكاديمياً ومتدربٍٍ مهنياً يعي دوره الكبير والشامل لا يستطيع أي نظام تعليمي الوصول إلى تحقيق أهدافه المنشودة.

ومع الانفجار المعرفي الهائل ودخول العالم عصر العولمة والاتصالات والتقنية العالية، أصبحت هناك ضرورة ملحة إلى معلم يتطور باستمرار متماشياً مع روح العصر، معلمٍ يلبي حاجات الطالب والمجتمع.

إن الحاجة ماسة لتدريب المعلمين على مواكبة التغييرات والمستجدات المتلاحقة، ولتحقيق ذلك يجب أن يتبنى مفهوم نظرية (التعلم مدى الحياة)، هذا المفهوم الذي جعل المعلم منتجاً مهنياً للمعرفة، ومطوراً باستمرار لكفاياته المهنية.

إن مهنة المعلم عظيمة؛ لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية، التي يمر بها معظم فئات المجتمع، حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم.

إن للمعلم رسالة هي الأسمى، وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري ويحدد القيم والتوجهات، ويرسم إطار مستقبل الأمة.

ومن باب إحقاق الحق أقول للمعلمين إنه وبلا شك هناك نقص كبير في تقدير مكانة المعلم في المجتمع حتى أصبح بعض الطلاب يتطاولون على معلميهم ويعينهم على ذلك مع الأسف عوامل كثيرة، لكن من بين أسباب ذلك أن هناك بعض المعلمين لم يدركوا عظم المكانة والمسؤولية التي أسندت إليهم فكانوا قدوة سوء فسقطت هيبتهم كمعلمين من الأعين.. فنسمع عن معلمين يضربون مديرهم أمام الطلاب، ونسمع عن مدرسين يتقاتلون بالسباب والأيدي أمام الطلاب، وغيرها من القصص، فكيف يكون لأمثال هؤلاء مكانة عند طلابهم فضلاً عن عامة المجتمع؟! ومن أسباب ذلك أيضا ضعف التربية وسوء الأدب من قبل البيت للأولاد، فتجد ذلك الأب الذي ما أن يأتيه الابن شاكياً من معلمه إلا قام لنصرته وقد يتطاول ويهدد المعلم أمام الطالب؛ ما يسقط هيبة ذلك المدرس من عين الطالب.

نعم، إن ضرب الطالب لا يحقق الاحترام بل يورث الجهل والسقم والمزيد من المشكلات النفسية.

إن مهنة المعلم جديرة بالتقدير والاحترام، فكيف لا يكون ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت معلماً)، فالمعلم مربي أجيال وناقل ثقافة مجتمع من جيل الراشدين إلى جيل الناشئين، كما أن وظيفته وظيفة سامية ومقدسة تحدث عنها الرسل والأنبياء والعلماء والحكماء والشعراء على مر العصور والأجيال. [/size]


----------------------

عبدالله عبدالرحمن سليمان العايد - جدة
جريدة الجزيرة
الجمعة 10 ربيع الثاني 1428 العدد 12629







التوقيع

اللهم إزرعني في قلوب الناس كالنبتة الطيبة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-07, 10:50 pm   رقم المشاركة : 2
سلطان المهوس
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سلطان المهوس غير متواجد حالياً

سلمت اناملك ايها الكاتب المتميز ...

موضوع شيق ويستحق التمعن بحروفه...







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 31-05-07, 03:02 pm   رقم المشاركة : 3
aasdf
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : aasdf غير متواجد حالياً

اين هيبة المعلم هذه الايام !!!

الله يستر علينا ..

شكرا على هذا الشعور







التوقيع

يامخترع الفياجرا .. يا سيدي المخترع العظيم ..
يامن صنعت بلسماً قضي على مواجع الكهولة !!
وأيقظ الفحولة !!
أما لديك بلسماً يعيد في أمتنا الرجولة !!
----------------
.. غازي القصيبي ..

رد مع اقتباس
قديم 02-07-07, 01:27 am   رقم المشاركة : 4
@عيون الصقر@
عضو مميز
 
الصورة الرمزية @عيون الصقر@





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : @عيون الصقر@ غير متواجد حالياً

كلام جميل كالعادة منك اخي عبدالله

لكن أين المعلم الحقيقي الجدير بهذا اللقب

لدينا موظفين بالاجر الشهري الا من رحم الله

شكرا







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 26-08-07, 02:31 am   رقم المشاركة : 5
راعى الزين
عضو مميز
 
الصورة الرمزية راعى الزين






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : راعى الزين غير متواجد حالياً

لا املك الا الدعاء بان يحفظ الله لنا المعلمين من طيش الطلاب المراهقين

سلمت يمينك اخ عبدالله على هذا الكلام







التوقيع

إذا لم يرضيك ماخــــــطه قلمــي 0000
فاقرأ اسمي مرة أخــــــرى 000
وان كان حُبــي لـلسعوديّة جريمـــة 000
فليشهد التاريخ أني مُجرمــاً 000

-----------------------
لا تبخلوا علي من توجيهاتكم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
قديم 04-09-07, 01:36 am   رقم المشاركة : 6
عبدالله العايد
كــــــاتب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله العايد غير متواجد حالياً

شكرا للجميع على هذا التفاعل والردود ...







التوقيع

اللهم إزرعني في قلوب الناس كالنبتة الطيبة

رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 02:29 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة