مللت تصفح الجرائد والمجلات والاستماع لحديث المجاملات بين الزبائن وملوك المقصات والموس والخيط والأستشوارات , سرحت مع أفكاري للحظات بنيت لي معها طموحات وانهارت تلك البنايات على صوت نزيه جنات < أسف هناك زبون يحتاج إلى جلسات >
يحتاج إلى جلسات !
يبدو أني قد أخطأت العنوان وليس هذا حلاق إحسان بل عيادة لطب الأسنان !
ضحك المدعو نزيه جنات وأخبرني بأن الزبون عريس وشعره محتاج تصفيف وتمليس وللوجه قبل دهن المكياج تأسيس .
< لماذا لا يطرح وجه كمناقصة ويتحرى مقاولا ليس بالخسيس >
أذهب وأكمل بناء وجه ذلك العريس فالمهم التوفيق من الله والباقي كله قراطيس
مكياج للعريس ! والله صار الزمان حيص بيص
ومن جديد عاد انتظاري وعادة موسيقى المقصات و الشعر أبدع في الرقصات يتطاير يمينا ويسارا .
< وش رايك أجعد شعري ولا مايحتاج >
< اذا تسريحه يشغلك ... جعده حتى ترتاح من غثاه >
هكذاً رد عليه زميله ,فعلاً الطيور على أشكالها تقع
تملكني فضول عجيب حتى أشاهد شعره الرهيب فالتفت إليه بنظرات والرأس في ثبات ثم اعتصرت بداخلي الضحكات من استحالة تحرك تلك الشعيرات ولو مرت فوقها عشر طائرات على بعد سنتيمترات
تجعيد يا رجل ,ماذا تركت لذوات الشعر الليس ! والله صار زمان حيص بيص .
وقبل أن أبلع قضية صاحب الشعر المجعد تهولت من الذي قد فتح باب المحل بلين وحنان بيده اليمنى البيضاء التي تسر الناظرين ومنفوخة مثل الخبز الأوتوماتيكي الحار فور نضوجه وتورده وكأنها أنثى قد نضجت, ويده اليسرى لم يظهر منها سوى أصبعان والباقي في جيب بنطلون جنز بناتي الألوان وعلى ساعده الأيسر سوار من جلد الثعبان وبصوت يشبه صوت رقص الفراشات في البستان تساءل عن الوقت الذي سوف تستغرقة تسريحة السبايكي ! للوهلة الأولى ظننت بأنه من الجوع هلكان ويريد وجبة دجاج سبايسي تحرق اللسان ولكن مدير المحل إحسان أخبره بأن الكريم الخاص بتسريحة السبايكي خلصان , والسبايكي لمن لا يفقه موضة أنصاف الفتيان هي زرع أناتل في رأس الشاب كووول .. واتس آب ماااان
التف بجسده الأسفنجي ليخرج مستعرضاً بجنزه من فئة الخصر الواطي وله فعل واطي حيث يصيح أظهري ياماركة البوكسر فأنا لا أبالي ومن كان له شف بحالي يلحق علي ترى سوقي ماشي !
فاستعدوا يا رجال للبس التنورة
( بطرف لكم الباب وفهدز مكان للي يدخل من غير مايقرط أصابعي عندما يجدع علي تهمة إنكار الزينة على الرجال فكل معقول مقبول وعن نفسي ألطخ خشتي بكريم مضاد لأشعة الشمس الضارة لتساعدني على مقاومة التحول إلى الضب )