[align=center]بسم لله الرحمن الرحيم
من أين سأبدا وفي جوفي نار وكيف سأكتب عن فتى أحببته حتى الثمالة
إنه مصطفى الغادن الذي عرفته منذ أن عرفت دار التربية
رغم أنه من ابن عائلة معروفه إلى أن الظروف أجبرته أن يعيش في
الدار منذ طفولته فأمه المكلومه والتي تعيش في ديار بعيد عن ديار إبنها إلا
أنها كانت تأمل فيه بل كل أملها فيه كانت تحلم بأن يكبر مصطفى وأن يأتي ليسكن عندها
ويبر بها . مصطفى كان محبوبا لدى إخوانه في الدار بل وحتى المشرفين والإداريين
كان محل ثقة للجميع
كم مرة جلست معه أسمع حديثه الذي لا يمل رغم أن بعض مايحدثني به من بعض الضروف
التي تدمي القلب . مصطفى صاحب قلب كبير لا يحب الإنتقام لنفسه ويسامح من أخطى عليه مهما كان الخطأ
وقد حدثني عن فصول مشكلة وقعت له فقال أنني قد سامحتهم وعفوت عنهم .
كبر مصطفى وكبرت آمال والدته فيه
ولكن هناك أمر لم يكن بالحسبان . ففي أيام العيد خرج مصطفى مع إثنين من أصحابه لرحلة ما
وفي أثناء عودتهم يوم الخميس الثالث من أيام العيد تعرضو لحادث أليم ليمكث
مصطفى في العناية حتى ظهر الجمعة ثم فارق الحياة . لم يكن الخبر سهلا ولا هينا على من أحبة بل الكل حزن عليه وبكى لفراقة .
ولما كان ظهر يوم السبت 5/10/ 1429 كان حبيبنا موسد على خشبة التغسيل .
وكم كان لي الشرف أن أكون ممن شارك في تغسيله .
وبعد أن جردناه وشرعنا في تغسيلة رأيت عجبا
رأيته وكأنه نائم في فراشه وقد رفع سببته كأنها في وضع التشهد .
كما والله رأيت أبتسامة على محياة وكانه شهيد معركة
حضرت جموع المصلين كي تشيعه بعد صلاة العصر في جامع ابن عثيمين رحمة الله
وقد حضر أكثر المشرفين والطلاب من بريده لم يثنيهم البعد عن الحضور بل والله
لقد حضر شباب من بريده للصلاة عليه وهم لا يعرفونه
فرحمك الله يامصطفى رحمة واسعه وأسكنك فسيح جناته
فكم سكنت في القلوب نعم يامصطفى لقد غطيتك في أضلعي قبل أن تغطى بالأكفان
ولقد دفنتك في قلبي قبل ان توسد الأرض
كم أنا أحبك فهل حقا رحلت فهل حقا ودعتنا وتركت أثرا لك في قلوبنا
وليعذرني الأحبه على سوء التعبير وصعوبة الألفاظ
ففراقه صعب والحزن عليه كبير فلذا لم أستطع أن أعبر عن ما في قلبي بكل وضوح .[/align]