صرخ في وجهي قائلاً أنت فاشل ..!!
أنت لا تملك العبقرية التفاوضية ، وأنت لا تتمتع بالحنكة الإدارية ..!!
أطرقت طرفي , و قلت في نفسي و آسفاه , و بداخلي من الألم ما يكاد أن يمزق عروقي و شراييني ...!
ألقيت اليه بنظرة مشفق .. و ترددت بين شفتاي أحرف متقطعة .. لا أعلم إن كان سمعها أم أنها تبخرت قبل أن تصل اليه .. فالغضب جعل منه بركان ثاثر يكاد أن يفور ..
كانت الشرارة الأولى عندما قلت له أني لا يمكن أن أتجاوز مبادئي التي وضعتها لنفسي .. أنا رجل واعي و مثقف و قبل ذلك أمتلك ضميراً لن يرحمني إن أنا انتهكت تلك الخطوط الحمراء المحيطة بحياتي و مستقبلي ..!!
البداية تتلخص عندما عرضت سلعة ما على أحد العملاء بقيمة معقولة و بربح ممتاز ، و كان من الممكن أن أبيعه أو أعرض عليه بأضعاف أضعاف السعر الذي حددته له ، و كنت واثق من أنه سيوافق و على الفور ..! لكني لم أشأ أن أبتز عميلاً تجهله صنعتنا و حقيقة تكلفتها الفعلية !!
أفصح لي عن وجهة نظره وهي أن التجارة قائمة على هذا المبدأ و هذا ديدن التجار الحاذقين .. و نحن لم نجبره على الشراء بل هو من جاء الينا بإختياره و طوعه..!!
قاطعته قائلاً ، مهما يكن ، لسنا برأسماليين و لا تحكمنا شريعة الغاب ، بل شريعة الاسلام التي حفظت و ضمنت حق المجنون بل حتى الحيوان ! فما بالك بمسلم يتوجب عليك أن تحفظ له حقه وحق أخوته في الدين ..!
و بوجه يتمعر
ا , قال 7000 الآف ريال بدلاً من 37000 الف ريال ! و تريد لمبادئك أن تصنع منك تاجراً ؟ و تريد أن تعوض كلفة المشروع النفسية و الجسدية بـ 1000 أو 1200 ريال كأرباح ؟
ثم صرخ في وجهي قائلاً :
عفواً ، أنت في نظري فاشل !! و سأسمع بخبر إفلاسك عما قريب ..! " و خل المبادئ توكلك عيش " !!
مع أني لا أزال ثابت على موقفي إلا أن الإختلاف في وجهات النظر أرغمني لأكتب لكم و أشرككم الرأي في هذه المسألة بشكل خاص و عن اللالتزام بالمبادئ في هذا الزمان بشكل عام !؟
تحياتي ..
طوى