مقال للكاتب الكبير محمد الأحيدب
أعجبني
لأنه جالس يتكلم عن ( مصائب ومهزلة ) الخطوط السعودية
عموماً أترككم مع المقال وتجدونه في جريدة الرياض لعدد اليوم الإثنين 11/8/1427هـ
----------------------------------
بصوت القلم
مكرت ومكرت الخطوط السعودية!!
محمد سليمان الأحيدب
أمضيت ثلاثة أيام كغيري أحاول الاتصال برقم الحجز المركزي للخطوط السعودية لتأكيد حجز العودة من
أبها إلى الرياض وفي كل مرة استمع للرسالة الدعائية أكثر من ربع ساعة تتخللها عبارة (انتظارك محل تقديرنا)
التي كتب عنها العديد من الزملاء ثم ينتهي الأمر بأن ينقطع الخط دون أدنى تقدير لانتظاري وانتظار العديد
من المتصلين بالخيار العربي لرقم الخطوط السعودية.
بعد أن قرب وقت إلغاء الحجز الذي لا يمكن تأكيده بالوسائل الحديثة كالانترنت، ولابد لتأكيده من التحدث
للمأمور، قررت أن أطبق نصيحة (من وجد حيلة فليحتال) وأدخلت خيار التحدث باللغة الانجليزية لأني
أدرك أن خطوطنا تكن احتراماً أكبر للركاب الخواجات!
الخيار الانجليزي لم يخيب ظني فقد أجاب على الفور بالانجليزية طبعاً (فيصل هل استطيع مساعدتك؟!)،
اخطأت وحدثته بالعربية (مرحباً أخ فيصل، فما كان منه إلا أن أقفل الخط!! لقد كان مدرباً بعناية!!
فيصل لا يلام فقد كان ينفذ أوامر رؤسائه في العمل فهو بلاشك مواطن ذكي.
لم أكن بحاجة للكثير من الذكاء كي أدرك أنني لابد أن أعاود الكرة ولكن بلكنة ولغة انجليزية هذه المرة!!،
وبنفس الطريقة كان الرد سريعاً ولكن من موظف آخر (يبدو أنهم كثر لهذا النوع من الاتصال) وقد حققت
مرادي ولكن بشيء من الحرج فقد طلب الاسم والاسم سعودي، فكان عليّ في النهاية أن أوضح له ما
اضطرني لما فعلت وكان هو الآخر ذكياً ولكن بتهذيب أو قل مشفقاً ومتعايشاً للوضع فاعتذر بلباقة عما
حدث ويحدث.
يا ناقلنا الوطني الذي نحبه من حب الوطن، ونتمنى له كل نجاح وتفوق، ونسعد بنجاحه ونغار عليه من
غيرتنا على وطننا ونأمل أن يساير التوجه الوطني الذي يقوم على تقدير المواطن (من نحن بدون المواطن
السعودي؟) أليس من الواجب أن تتوجه للأغلبية من العملاء؟! على أقل تقدير لأنهم الأغلبية، ألا تعلم انك
لا شيء بدون عملائك من الداخل وتسعى لكسبهم؟! أم انك تريد أن ترتكب نفس (غلطة) الاتصالات السعودية
وتتجاهل عملاءك نيفا من الزمن حتى يحل المنافس ثم تستجدي عطفهم وتقدم لهم التنازل تلو الآخر، متى
نتعلم من الدروس؟! متى؟!